رئيس الدولة يتلقى دعوة من خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية - الأميركية في الرياض
إيران والقاعدة وفخ الشرق الأوسط... هل يقع بايدن فيه؟
أثار كشف اغتيال إسرائيل للرجل الثاني في القاعدة محمد المصري في أحد شوارع طهران تساؤلات عن أسباب هذا التسريب الآن، علماً أن الاغتيال كان في 7 أغسطس (آب) الماضي. وسلطت الأكاديمية والسفيرة الكندية السابقة في إسرائيل فيفيان بيركوفيتشي الضوء على هذه العملية وخلفياتها في مجلة “كومنتري” كاتبة أن التكهنات الأقوى تشير إلى أن عملاء “الموساد” هم الذين اغتالوا المصري وابنته مريم. يُعتقد أن المصري خطط لهجومين على سفارتي واشنطن بكينيا وتنزانيا في 1998، راح ضحيتهما 224 شخصاً. وساد اعتقاد أيضاً أنه المسؤول عن التخطيط لاعتداء كبير في كينيا في 2002 بشن هجوم انتحاري على فندق يملكه إسرائيليون، بالتوازي مع هجوم صاروخي على طائرة تجارية إسرائيلية على متنها 271 مسافراً، لكنه أخطأ الهدف. وتشير التقارير إلى أن المصري كان يخطط قبل قتله لشن اعتداءات أخرى على أهداف يهودية وإسرائيلية حول العالم.
رسالة قوية
بناءً على أبرز المعلومات المسربة، من المنطقي التكهن بأن الاغتيال صب في صالح الولايات المتحدة وإسرائيل، ووجه رسالة قوية لإيران ووكلائها الإرهابيين.
وجاء الاغتيال بعد سلسلة حرائق وكوارث صناعية غامضة انتشرت في إيران خلال الأشهر الماضية أبرزها الانفجار الهائل الذي ضرب منشأة نطنز في 2 يوليو (تموز) الماضي، الذي شعر به السكان على بعد مئات الكيلومترات.
إن توقيت تسريب الخبر يثير الفضول بعد أن اتضح فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية. ومن الواضح أيضاً أن الرئيس المنتخب ينوي الانفتاح الديبلوماسي على إيران.
«الاحترام» و «الجزرة»
تضيف بيركوفيتشي أن إحياء الاتفاق النووي وافتتان أوباما بإيران، يسيطران على تفكير بايدن. ويعتنق العديد من الديموقراطيين البارزين فكرة أنه يمكن إدارة الاستبداد الثيوقراطي الإيراني مع إبداء “الاحترام” والتلويح بـ “الجزرة».
لا يعرف العالم اليوم هوية الذين سيستلمون المناصب البارزة في إدارة بايدن، لكن هنالك مؤشرات قوية على أن المسؤولين في إدارة أوباما سيعودون، من بينهم طوني بلينكن، وويندي شيرمان وكلاهما من الداعمين المتحمسين للاتفاق النووي.
والمثير للاهتمام هو أنهما لا يزالان يحتفظان بهذه النظرة رغم التغير الكبير في المصالح الإقليمية.
دخول كارثي
على مستوى القوة، والتجارة، والأمن والتعاون، تغيرت المنطقة في أربعة أعوام، أكثر مما تغيرت في أربعين عاما.
مع وضع كره الديموقراطيين للرئيس ترامب جانباً، فإن إعادة تأكيــد تجربــــــة سياسية فقــــــدت مصداقيتهـــــــا تمامـــاً ستكون دخولاً كارثياً مبكراً إلى الســـــياسة الخارجية، إذ راكمت إيران كميات ضخمة من اليورانيوم المخصب، وواصلت تمويــــل شبكات الإرهاب الدولي، ومن بينها القاعدة.
موقف غير شعبي
رغم أن إيران ليست حليفاً طبيعياً للقاعدة، إلا أنّها أثبتت قدرتها على التكيف عندما يتعلق الأمر بالتمويل والسيطرة على الكيانات الإرهابية التي تتقاسم معها مصالح مشتركة. واليوم، فإن كشف حماية إيران لعنصر من القاعدة يجعل تودد بايدن لطهران أمراً أكثر صعوبة. فالتسامح الأمريكي مع القاعدة ليس موقفاً شعبياً، وقد يظهر أنه يوافق الجناح اليساري المتطرف في الحزب الديموقراطي، والذي يواجه بايدن ضغطاً هائلاً للسيطرة عليه وتهميشه. وسيفرض تسريب هذا الخبر ضغطاً إضافياً على الرئيس المنتخب لإعادة التفكير في مقاربته للاتفاق النووي وإيران. ربما كان هذا هو الهدف من وراء التسريب، حسب السفيرة.
هل يضعون كرههم لترامب جانباً؟
من المرجح أن يغضب الأمريكيون من آفاق استرضاء دولة تؤوي قياديين من “القاعدة” وهذا سيفسد الأمور على بايدن. ولا يرتبط الأمر بالرئيس الحالي، ولكن بالتحالفات الجديدة المرسومة بين إسرائيل وجيرانها عقب أحلام أوباما بالاتفاق النووي. أما إمكانية تقييم الديموقراطيين للشرق الأوسط بعيداً عن كرههم لترامب فستبقى قيد المتابعة. والواضح حسب بيركوفيتشي أن احتمال الحصول على اتفاق نووي ثانٍ مع داعمي القاعدة، بات أكثر صعوبة بكثير.