محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
في واحدة من ندوات موسمه الثقافي 2024
الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بباقة من رؤى الشيخ زايد وإرثه المستدام
سلط الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على باقة من الرؤى المستدامة للمؤسس والباني المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي ما زالت راسخة في صورة دولة الإمارات العربية المتحدة محلياً وعربياً وعالمياً، وقد أسهمت هذه الرؤى الحكيمة في نماء الدولة وتقدمها في ظل قيادتنا الرشيدة التي سارت على نهج الشيخ زايد طيب الله ثراه.
شارك في الندوة -التي تعد إحدى ندوات الموسم الثقافي للعام 2024- عدد من الباحثين الشباب من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومن مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وقد وثقوا جوانب من عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والاهتمام الذي أولاه للإنسان فجعله الثروة الحقيقية للبلاد، والنهضة التي شهدتها الدولة على يديه الكريمتين، وجهوده التي جعلت من رمال الصحراء واحة غنّاء، ووطناً مزدهراً له مكانته بين دول العالم المتقدم.افتتحت الندوة الدكتورة حسنية العلي مستشارة التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية، فأكدت أن إرث الشيخ زايد سيظل باق في دولة الإمارات وفي نفوس أبنائها والقاطنين على أرضها أبد الدهر، وإنما يسلط الأرشيف والمكتبة الوطنية الضوء على باقة من رؤاه الحكيمة وإنجازاته المشهودة محلياً وعربياً وعالمياً لكي نستلهم منها قيماً عليا، ونعزز بها مبادئنا الوطنية وقيمنا الإنسانية، ونستهدي بها ونحن نسير نحو المستقبل الذي نريده أكثر ازدهاراً.
بدأت الندوة بورقة السيد حمد الحوسني من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وقد أكد فيها أن الشيخ زايد قد ركز بشكل كبير على التعليم والتمكين، وعلى تحقيق الرفاهية لمختلف شرائح المجتمع سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في غيرها من دول العالم، وعمل بلا كلل لحماية تراث الأرض التي نعيش عليها وحماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية، مشيراً إلى أن الشيخ زايد قد اهتم بالإنسان فجعله الثروة الحقيقية للبلاد، واهتم أيضاً بإنشاء وبناء جميع مرافق الدولة حتى صارت لها مكانتها على خريطة العالم.
وقال الحوسني: إن نهج زايد في الاستدامة يتجلى في مجالات مختلفة، كالمجال الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والثقافي، وإن العوامل المؤثرة في تشكيل الفكر المستدام لديه -طيب الله ثراه-انبثقت من نشأته في بيئة تمتاز بمناخها وتراثها الحضاري والإنساني.
وأكد أيضاً أن قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ما زالت تنهل من إرثه وهي تسير على نهجه في تشكيل أجندة التنمية المستدامة على مستوى جميع القطاعات في دولة الإمارات وحول العالم من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ثم قدمت الأستاذة نجلاء المدفع من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ورقتها التي أكدت فيها أن إرث قائد ذو بصيره ورؤيه ثاقبة لن يكون مجرد تاريخ وإنما هو شهادة حية يتشكل منها حاضرنا، ونستلهم منها مستقبلنا؛ فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو الأب المؤسس والباني الحكيم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ركز في رؤاه على بناء دولة حديثة قوية تقوم على مبادئ الوحدة والتعاون والعدل، وتوفير الحياة الكريمة والسعادة لكل مواطن، ولم يكن هدفه تحقيق الرفاهية لشعبه وإنما تجسيد القيم الإنسانية وتوفير الحياة الكريمة على نطاق واسع أيضاً.
وبقيادته الحكيمة تحوّلت الإمارات من صحراء جرداء إلى دولة مزدهرة ومتقدمة في شتى ميادين العلم والمعرفة والصحة، وذلك كله انطلاقاً من اهتمام الشيخ زايد بالإنسان الذي يعد أساساً حقيقياً للتنمية المستدامة، وقد واصلت القيادة الحكيمة في دولة الإمارات النهل من إرث الشيخ زايد والسير على نهجه من خلال تشكيل أجندة التنمية المستدامة من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.وأكدت نجلاء المدفع أن إرث الشيخ زايد لا يقتصر على البنى التحتية والمشاريع الكبرى، بل هو متجذر بعمق في القيم والمبادئ، وفي العمل الجادّ، والإخلاص للوطن، والالتزام بخدمة المجتمع، وهذا ما يجعلنا فخورين بوطننا وقيادتنا الرشيدة.
وقالت: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- قد وجّه بإطلاق “مبادرة إرث زايد الإنساني”، بقيمة 20 مليار درهم، تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وذلك تزامناً مع يوم زايد للعمل الإنساني، وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي تلك المناسبة قال سموه حفظه الله: “الحفاظ على إرث زايد مسؤولية مشتركة فاسم زايد أقترن على الدوام بالخير والإنسانية وسنظل متمسكين بهذا اﻹرث الملهم”.
ثم تحدثت الأستاذة أمينة الحمادي من مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن إرث زايد، ودار حديثها حول مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي حصرياً، والذي يعدّ إرثاً عظيماً مستداماً يحتفي بقيم الشيخ زايد التي رسخت في وجدان أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، وقد كان الجامع صرحاً يبرز قيم دولتنا ومجتمعنا للعالم، وفي مقدمتها التسامح والتعايش وتمتين العلاقات مع شعوب العالم.
وأشارت الحمادي إلى أن الجامع كان من تصميم الشيخ زايد الذي أراده أن يعبر عن الوحدة والتسامح والتعايش والتكامل بين شعوب العالم.
وتحدثت بالتفصيل عن المزايا العمرانية التي يتسم بها الجامع، وما يحظى به من اهتمام على مستوى العالم يتجلى في أعداد الزوار، وفيما تكتبه المواقع الإلكترونية العالمية عنه، والدور التثقيفي الذي يؤديه، وهو يقدم للعالم مبادئ الشيخ زايد وقيمه النبيلة.
واختتمت الحمادي حديثها بالتأكيد على أن قائداً ومؤسساً مثل الشيخ زايد سيظل مصدر إلهامنا المستدام ورمز هويتنا وثقافتنا الوطنية التي نفخر بها على مرّ الزمان.