الاستقطاب الدولي يهدد بعودة الحروب في سوريا
تتزايد المخاطر أمام عودة الحروب بشكل واسع إلى الأراضي السورية بظل عوامل مختلفة، تبدأ بملف الحرب الاوكرانية وتوجيه روسيا اهتمامها لتلك المنطقة، بالإضافة إلى زيادة إيران لتحركات قواتها والميليشيات التابعة لها على الأرض محاولة أخذ دور موسكو، بالإضافة إلى الدور التركي المتزايد بمواجهة القوات الكردية وكذلك بدعم مجموعات معارضة تقود اشتباكات واسعة بالشمال ضد قوات النظام.
أحد التأثيرات على تحرك القوات الروسية وتموقعها في المناطق السورية، قرار تركيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسيّة العابرة إلى سوريا، حيث ينتشر أكثر من 60 ألف جندي روسي، يقومون بمنع الاشتباكات وحماية مناطق بكاملها من الميليشيات والحروب. منع جوي يأتي من ضمن التزام أنقرة بقرار واشنطن الضغط على موسكو بشأن حربها في أوكرانيا.
هذا فيما تشهد مناطق الجنوب السوري ازدياداً بعمليات الاغتيال والفلتان الأمني من درعا وسهلها إلى السويداء، وهي مناطق وضعت فيها القوة الروسية أسس لوقف الحرب منذ سنوات، حيث سمحت بإبقاء أبناء المنطقة من دون تهجيرهم، على الرغم من رفض طهران وميليشياتها.
ويلفت مصدر أمني إلى أن أكبر المستفيدين من الانفلات هو ميليشيات حزب الله اللبناني، التي أسست في الجنوب السوري مواقع بعضها علني وغيرها سري، تدير منها عمليات تهريب السلاح إلى إسرائيل، وتهريب المخدرات نحو الدول العربية، بالإضافة إلى تفجير الأوضاع مع السوريين من وقت لآخر. وفيما يتغيب العامل الاقتصادي الروسي أيضاً عن الداخل السوري بسبب توجيه موسكو كل جهودها للحرب على حدودها، تستعجل طهران وضع يدها على مراكز مهمة تدر عليها أرباحاً وتحولها إلى لاعب أساسي بالأسواق والسياسة أيضاً، حيث تصدر النفط والوقود والمواد الغذائية عبر العراق ولبنان، وتتحكم بأسعارها في الأسواق، محاولة تأكيد دورها كصاحبة قرار مقابل الانهماك الروسي بالحرب في أوكرانيا.
قبل أشهر كانت موسكو تزود سوريا بمادة البنزين، وهي كانت تمنع طهران من التحرك في مناطق الجنوب، وتنسق مع الإسرائيليين لتفادي توجيه ضربات ولو بالخطأ للجيش السوري، وتمنع تركيا من التمدد شمالاً ومحاولاتها لحل الوضع في شمال سوريا بما يخدم مصلحتها، وتضغط على حزب الله لمنع عناصره من التمدد قرب منطقة الجولان، حيث سعت موسكو لتهدئة الأوضاع في سبيل إبقاء السوريين بأرضهم بعيداً عن الصراع. مرحلة انقضت، لتبدأ مرحلة جديدة يتقاطع فيها المستفيدين من غياب روسيا، لإشعال الحروب ومحاولة التمدد مجدداً.