رئيس الدولة ونائباه يعزون سلطان عمان بوفاة والدة السيدة الجليلة
كييف تحاول تنفيذ هجوم على نطاق واسع من دون تفوق جوي
التخبط الأوكراني في مالا توكماتشكا يبرز تحديات الهجوم المضاد
كشف الشريط المصوّر الذي بدأ ينتشر على قنوات التواصل الاجتماعي الروسية، الأسبوع الماضي، ما وصف بأنه انتكاسة عسكرية أساسية لأوكرانيا في مستهل الهجوم المضاد.
ففي أرض مسطحة مفتوحة جنوب زابوريجيا يقطعها مسار موحل عريض- علقت 12 عربة قتال أوكرانية واقتربت من بعضها البعض قرب حقل للألغام.
وفي أحد الفيديوهات، يمكن رؤية القنابل والصواريخ تنغرس في الأرض وفي العربات، بما فيها واحدة من دبابات “ليوبارد” التي زودت ألمانيا أوكرانيا بها مؤخراً وعربات برادلي الأمريكية، وكان يمكن رؤية الجنود وهم يهربون عبر الدخان من عربة مدمرة إلى أخرى.
روايتان متضاربتان
وعندما هدأ القتال أخيراً، كان عدد من الجنود الأوكرانيين لقي حتفه. وتركت العربات المدمرة مهجورة. وكان المعلقون الروس يتناولون هذا الفشل.
وكتب بيتر بيمونت في صحيفة “غارديان” البريطانية أن الجانبين قدما روايتين متضاربتين لما حدث في 7 يونيو (حزيران) على مسافة 4 كيلومترات من قرية مالا توكماتشكا، مع مبالغة من قبل موسكو في تأكيد أهمية الاشتباك، بينما قللت كييف من شأنه. ووسط ضباب الحرب، فهل من الممكن التأكد مما حدث؟
كجزء من جهد أوسع على تلك الجبهة، كانت 20 مدرعة أوكرانية تتقدمها كاسحتان للألغام في ما بدا أنه “عملية اختراق” تستهدف منطقة من الأراضي المرتفعة التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وبعد فترة قصيرة، كشفت تسجيلات على مواقع التواصل الإجتماعي كيف واجه الرتل معاناة خطيرة بالقرب من حقل للألغام، ليخسر عدداً من عرباته.
واستناداً إلى موقع “ديبستايتماب” الذي يتابع مسار القتال في أوكرانيا، فإن قوات كييف نفذت محاولتي هجوم منفصلتين، الأولى شملت 9 عربات، والثانية 11 عربة.
وبدا أن المجموعة الأولى اصطدمت بالألغام، ما نبّه المدافعين الروس إلى وجودهم. وسرعان ما تم تحديد موقع المجموعة الثانية بواسطة الطائرات المسيّرة الروسية وتعرضت لنيران مدفعية كثيفة.
وفي إحدى المراحل، تبين أن أربع عربات برادلي- من المحتمل أن تكون من المجموعة الثانية – قد أرسلت لإنقاذ الجنود من المنطقة التي علقوا فيها.
ووفق حسابات أوكرانية، فإن النيران الروسية تسببت بخسارة دبابة ليوبارد واحدة وأربع ناقلات جند. أما العربات الأخرى، وبينها ليوبارد ثانية، فقد بدا وكأنها قد دمرت. وهناك مزاعم بأن هذه الدبابة قد هجرها طاقمها.
وعلى رغم محاولات من المصادر الروسية للإيحاء بتعرض القوات الأوكرانية لانتكاسة أكبر في المنطقة، بدا أن معظم التسجيلات التي نشرت في ما بعد، تصور الاشتباك من زوايا أخرى.
واستناداً إلى الضابط فاليري ماركوس من اللواء الأوكراني 47 -الذي تعرض للحادث- فإن روسيا تبالغ في خسائر فريقه. وفي مقطع نشر على الإنترنت هذا الأسبوع، قال ماركوس بغضب إن اللواء فقد خمسة جنود، لا العدد الذي يتحدث عنه الروس، وأكد أن اللواء أنزل خسائر أكبر بالجانب الروسي، وأضاف: “إنها عملية صعبة بالنسبة لجنودنا” موجهاً غضبه نحو المنتقدين لما حدث، قائلاً: “لكنهم يقاتلون. إنهم يستعيدون أرضنا شبراً شبراً».
التحديات
وتبقى تفاصيل العملية الفاشلة مهمة لأنها تكشف عن التحديات التي يواجهها الهجوم المضاد ضد المواقع الروسية الدفاعية التي استغرق تشييدها عاماً وتدعمها قوات روسية متفوقة جواً، والتي ظهرت أكثر منذ بدأت أوكرانيا هجومها.
وتعليقاً على معركة مالا توكماتشكا على حساب “سبستاك”، قال أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز فيليب ب. أوبراين، إن مثل هذه الخسائر كانت متوقعة بسبب طبيعة القتال، و”من الواضح أن هذه العملية ستستغرق وقتاً، أوكرانيا تجرب شيئاً لم ينجز بنجاح (ربما) من قبل، إنها تحاول تنفيذ هجوم على نطاق واسع باستخدام المدرعات من دون تفوق جوي ضد عدو محصن ويملك كمية كبيرة من الوسائط الدفاعية».
وفي مقال كتبه لموقع “سيدني مورنينغ هيرالد”، حذر الجنرال الأوسترالي السابق ميك ريان من الوصول إلى الكثير من الاستخلاصات بالنسبة إلى معركة مالا توكماتشكا.
وقال: “إنها كانت فقط لمحة عن كتيبة أوكرانية واحدة وفي وقت معين.
وعندما تراقب الحرب من مسافة، فإن ثمة حاجة إلى وقت لجمع بيانات من مصادر مختلفة لتكون متأكداً من وجهة النزاع...علينا التحلي بالصبر في الأسابيع المقبلة. ومن أجل إنقاذ بلدهم، يخوض الأوكرانيون أصعب أنواع المعارك الممكنة. إنهم لا يعملون وفق الجداول الزمنية المريحة للصحافة والمعلقين في الغرب».