الرئيس التايواني «واثق» من تعزيز التعاون مع إدارة ترامب‎ ‎

الرئيس التايواني «واثق» من تعزيز التعاون مع إدارة ترامب‎ ‎


أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي أمس الجمعة أنه «واثق» من تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة بعد تولي الرئيس المنتخب ‏دونالد ترامب منصبه، غداة اتصال أجراه مع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون أثار غضب الصين‎.‎
وعلى غرار حكومات أخرى حول العالم، هنّأت تايوان علنا ترامب على فوزه في انتخابات تشرين الثاني-نوفمبر الرئاسية في ‏وقت تسعى للتودد إلى الرئيس الأميركي المقبل‎.‎
لا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها لطالما كانت أكبر داعم ومزود لتايوان بالسلاح‎.‎
أثار ترامب حالة من القلق أثناء حملته عندما إلى أن على تايوان أن تدفع للولايات المتحدة في مقابل الدفاع عنها بينما اتّهم ‏الجزيرة بسرقة صناعة أشباه الموصلات من الولايات المتحدة‎.‎
وقال لاي للصحافيين في بالاو إن «تايوان واثقة من أنها ستواصل تعميق التعاون مع الإدارة الجديدة لمقاومة التوسع ‏الاستبدادي وتحقيق الرخاء والتنمية لكلا البلدين مع زيادة المساهمة في الاستقرار والسلام الإقليميين‎».‎
وصل لاي إلى الدولة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ الخميس بعدما زار جزيرة غوام الأميركية حيث أجرى محادثات ‏مع جونسون، في اتصال هو الأعلى مستوى الذي يجريه الرئيس التايواني أثناء جولته التي تستمر لمدة أسبوع‎.‎
تعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة. وتنزعج بكين خصوصا من أي اتصالات ‏عالية المستوى بين تايبيه وواشنطن‎.‎
في العام 2022، دفعت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي حينذاك نانسي بيلوسي لتايوان الصين إلى إجراء مناورات ‏عسكرية في محيط الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي‎.‎
حضّت بكين الخميس الولايات المتحدة على «التوقف عن إرسال إشارات خاطئة» بعد الاتصال بين لاي وجونسون، محذّرة ‏من «الخطر الكبير الذي تمثله تحركات الانفصاليين الداعين لاستقلال تايوان للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان‎».‎
وردا على سؤال بشأن مناورات عسكرية صينية محتملة نهاية الأسبوع في محيط تايوان، قال لاي إن «مد اليد (للتعاون) ‏أفضل من رفع القبضة (للتهديد‎)».‎ وشدد على أن تايوان والصين «غير خاضعتين لبعضهما بعضا‎».‎
وقال «بغض النظر عن عدد المناورات العسكرية والسفن الحربية والطائرات التي ترسلها الصين لإخضاع البلدان المجاورة، ‏لا يمكنها كسب احترام أي بلد‎».‎
تهدف جولة لاي في المحيط الهادي، وهي أول رحلة له إلى الخارج منذ تولى منصبه في أيار-مايو، إلى تعزيز العلاقات في ‏المنطقة‎.‎
وبالاو واحدة من 12 دولة ما زالت تعترف بتايوان كدولة بعدما أقنعت الصين بلدانا أخرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ‏تايبيه لصالح بكين‎.‎
وفي وقت سابق، راقب لاي ونظيره من بالاو، سورانغل ويبس جونيور مناورات إنقاذ مشتركة شاركت فيها أكبر سفينة ‏تايوانية تابعة لخفر السواحل وسفينتين تبرعت بهما تايوان لبالاو‎.‎ وقبل ذلك، حضر لاي مراسم تدشين مبنى خدمات حكومية جديد في بالاو ساهمت تايوان في تمويله‎.‎
وأشاد لاي بالمشروع على اعتباره «نموذجا للتعاون الثنائي الناجح» وأكد بأن التحالف بين تايوان وبالاو «متين جدا‎».‎
تعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى العام 1949 بعدما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة اثر ‏هزيمتها أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ‎.‎ وبينما تعتبر تايوان نفسها دولة مستقلة تملك حكومة وجيشا وعملة خاصة بها، تصر بكين على أن الجزيرة تابعة لها ولا ‏تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها إن لزم الأمر‎.‎ تواجه تايوان تهديدا دائما من إمكان تعرضها لهجوم عسكري من الصين التي تنشر بشكل متكرر مقاتلات وسفنا حربية في ‏محيط الجزيرة لتحقيق مطالبها وتعتمد بشكل كبير على مبيعات الأسلحة الأميركية لتعزيز دفاعاتها‎.‎ وعشية جولة لاي في المحيط الهادي، وافقت الولايات المتحدة على مقترح بيع تايوان قطع غيار لمقاتلات «إف-16» وأنظمة ‏رادار، إضافة إلى معدات اتصال، في صفقات تقدّر قيمتها بـ385 مليون دولار بالمجموع‎.‎
وفي تصريحات أدلى بها أثناء زيارة استمرت يومين إلى ولاية هاواي الأميركية السبت، قال لاي إن هناك حاجة «للقتال معا ‏لمنع الحرب»، محذرا من أن أي طرف لن يخرج منتصرا في حال اندلاع نزاع‎.‎
ومن بالاو، سيعود لاي إلى تايبيه الجمعة، في ختام رحلة شملت أيضا زيارات إلى حليفين آخرين لتايوان في الهادي هما ‏جزر مارشال وتوفالو‎.‎
‎ ‎