موسكو: الناتو يخشى الصدام معنا ويقاتلنا عبر أوكرانيا

الكرملين: الضربة الأوكرانية لمستودع روسي تقوض المفاوضات

الكرملين: الضربة الأوكرانية لمستودع روسي تقوض المفاوضات

تتواصل الانسحابات الروسية على ما يبدو من محيط العاصمة الأوكرانية، تنفيذا لما أعلنته موسكو قبل أيام.فقد أعلن الحاكم الإقليمي في كييف، أولكسندر بافليوك، أن روسيا تواصل سحب قواتها من شمال العاصمة باتجاه بيلاروسيا، مضيفا أنها غادرت منطقة هوستوميل التي تضم مطاراً.

بدوره، أكد فياتشيسلاف تشاوس، حاكم منطقة شيرنيهيف الواقعة شمال البلاد أيضا، بحسب ما نقلت رويترز، أن القوات الروسية انسحبت من المنطقة، إلا أنه أوضح أن بعضها لا يزال هناك
وبالتزامن مع استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عبر الفيديو، من أجل التوصل لحل ينهي النزاع والقتال المتواصل بين الطرفين منذ أكثر من 5 أسابيع، أعلن الكرملين أمس الجمعة أن الضربة الجوية الأوكرانية التي استهدفت مستودع وقود في مدينة بيلجورود الروسية، لا توفر ظروفا مناسبة لمواصلة المحادثات مع كييف.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، بحسب ما نقلت رويترز، إن السلطات تبذل قصارى جهدها لإعادة تنظيم سلسلة إمداد الوقود وتجنب انقطاع إمدادات الطاقة في بيلجورود.
وكان مسؤول روسي أكد في وقت سابق أن طائرتين هليكوبتر حربيتين أوكرانيتين قصفتا مستودع وقود في بيلجورود، في أول اتهام بضربة جوية أوكرانية على الأراضي الروسية منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي.
في المقابل، أوضح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ألا معلومات لديه حول الهجوم، مضيفا لا يمكنه تأكيد أو نفي تورط بلاده، لأنه ليس مطلعا على جميع المعلومات العسكرية.

فردا على سؤال حول الهجوم المذكور في مؤتمر صحافي في بولندا، قال كوليبا لا يمكنني تأكيد أو نفي الادعاء بأن أوكرانيا متورطة.
أما في ما يتعلق بالمفاضات، فأوضح أن بلاده تنتظر رد روسيا الرسمي على المقترحات التي طرحتها كييف في المحادثات التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي في إسطنبول.

إلى ذلك، أكد أن القوى الغربية لا تمارس أي ضغوط على بلاده ولا تدفعها لتقديم أي تنازلات.
أتت تلك التصريحات بعد أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أيضاً، أن بلاده تحضر الرد على المقترحات الأوكرانية، لافتا إلى ليونة في موقف كييف خلال المشاورات، لا سيما في ما يتعلق بمسألة القرم ودونباس، فضلا عن مساعي انضمامها إلى حلف الناتو.

وفي استمرار للتوتر غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين موسكو ودول الناتو، على خلفية الملف الأوكراني، اتهمت موسكو حلف شمال الأطلسي بالقتال عبر الأوكرانيين.

وقال نيكولاي كوبرينتس، مدير إدارة التعاون الأوروبي في وزارة الخارجية إن الحلف يخشى الصدام المباشر مع روسيا، لكنه يعتزم القتال حتى آخر أوكراني.
كما أكد في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية، امس الجمعة، أن الحوار السياسي مع الناتو في الظروف الحالية مستحيل، معتبرا أن الناتو أسقط كل التعاون العملي الذي بني على مر السنين.

يذكر أنه منذ إنطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، تدهورت العلاقات بين موسكو والحلف، الذي فرض مروحة واسعة من العقوبات القاسية على الكرملين.
كما أرسل إمدادات وأسلحة إلى كييف لصد الهجوم الروسي.
إلى ذلك، عزز الحلف تواجده العسكري في الشرق الأوروبي، ما أجج من الغضب الروسي، لاسيما أن الكرملين أكد مرارا أن التوسع العسكري على الحدود الروسية والدول المجاورة لها من شأنه أن يهدد أمن البلاد.

وقد شكلت تلك النقطة، فضلا عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الحلف أحد الأسباب التي عجلت بالعملية الروسية.
إلا أن الحلف وعلى الرغم من ارتفاع حدة الصدام مع الروس، أكد مرارا أنه لن يدخل في صراع مع موسكو، وأنه ليس طرفا في الحرب الدائرة مع الأوكرانيين، لاسيما أنه حذر أكثر من مرة أيضا من اندلاع حرب عالمية ثالية أو قتال لا تحمد عقباه.