رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
المواجهة بين أمريكا وإيران تبدأ في العراق
لفت جوناثان سباير، مدير مركز الشرق الأوسط للتحرير والتحليلات، لمقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من مقاتلي كتائب حزب الله على يد الولايات المتحدة، ليلة الأحد الماضي، في هجوم هو الأول تنفذه أمريكا خلال عشر سنوات، ضد ميلشيات شيعية عراقية متحالفة مع إيران.
فقد هاجمت مقاتلات أمريكية من طراز F-15E ثلاثة مواقع في العراق، وموقعين في سوريا في عملية انتقامية إثر مقتل متعاقد أمريكي وإصابة أربعة جنود في صواريخ أطلقته الكتائب.
وكتب سباير، في صحيفة وول استريت جورنال ، أنه يتوقع أن تطغى المواجهة المتصاعدة بين وكلاء إيران وما يقرب من 5,200 جندي أمريكي في العراق، على الحرب ضد داعش هناك.
ويشير الكاتب لاعتبار كتائب حزب الله، وهي إحدى أفضل الميلشيات الشيعية تنظيماً وكفاءة، أداة طهران السياسية والعسكرية الرئيسية في العراق.
احتكاك
ويلفت الكاتب إلى توصله مع الكتائب في محافظة الأنبار خلال الحرب العراقية ضد داعش في يونيو( حزيران) 2015، حيث أمضى بعض الوقت مع مقاتلين وقادتهم، وحاور زعيمهم، جمال جعفر الإبراهيمي، واسمه الحركي أبو مهدي المهندس.
ولا لبس، حسب كاتب المقال، في أن الكتائب التي تزعم أن لديها 30 ألف هي تنظيم يحارب بالوكالة عن إيران على غرار حزب الله في لبنان. وقد شكل الحرس الثوري الإيراني الكتائب في عام 2007 لمحاربة الوجود الأمريكي في العراق وخدمة المصالح الإيرانية.
ويبلغ الإبراهيمي من العمر 65 عاماً، وهو من مدينة البصرة الشيعية في جنوب العراق، ومطلوب للولايات المتحدة لاتهامه بتفجير السفارة الأمريكية في الكويت. وأصدرت محكمة كويتية حكماً بإعدامه لارتكابه تلك الجريمة في عام 2007. ويشير إليه بعض العراقيين باعتباره رئيس الوزراء الفعلي.
وكما يلفت كاتب المقال، قاتل الإبراهيمي بجانب الإيرانيين في الحرب بين إيران والعراق. ومن ثم أصبح مستشاراً لفيلق القدس، جناح العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. وساعد في تهريب متفجرات خارقة للدروع إبان التمرد الشيعي الذي شهده العراق قبل عشر سنوات. ويتهم بقتل عدد كبير من الجنود الغربيين.
نموذج أصلي
وحسب الكاتب، بعد رحيل القوات الأمريكية عن العراق في عام 2011، ساعد الإبراهيمي في إنشاء وحدات الحشد الشعبي، ميليشيات شيعية قاتلت داعش. وبصفته قائداً ميدانياً، ظل نموذجاً أصلياً للثوري الإسلامي الشيعي التابع للحرس الثوري الإيراني. وهذا هو نموذج الرجل الذي شكل أداة رئيسية لتمكين القوة الإيرانية عبر الشرق الأوسط، خلال العقد الماضي.
ويصف كاتب المقال مقاتلي الكتائب الذين التقاهم في بلدة الحسيبة الشرقية شرق مدينة الرمادي، بأنهم كانوا أصغر سناً، وأفضل تجهيزاً من جنود الجيش العراقي أو من أي مقاتلي ميليشيات أخرى.
كذلك، كان هؤلاء، حسب الكاتب، من أشد المعادين للأمريكيين.
وفي أوج القتال مع داعش، سرت بين صفوفهم شائعات عن تعاون بين داعش والولايات المتحدة.
تشابك
وحسب الكاتب، لا يزال التعاون بين الكتائب وبغداد قائماً. وقد تورطت الكتائب وميليشيات أخرى في عملية قمع دموية للمتظاهرين، نظمها الحرس الثوري الإيراني، ووثقها وأكدها صحفيون عراقيون عبر تحقيقات ميدانية. كما تشكل الكتائب جزءاً من تحالف الفتح، ثاني أكبر كتلة في البرلمان العراقي، وهو جزء لا يتجزأ من الحكومة الحالية. وتعد هذه الميلشيا الأكثر عداءً للولايات المتحدة وحلفائها في العراق. وتعهد الإبراهيمي برد قوي على الولايات المتحدة .