باختبارات كشف الكذب.. كييف تحقق في تسريب معلومات عن «صفقة المعادن»
كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمر جهاز الأمن الداخلي بإخضاع موظفي عدد من الوزارات لاختبارات كشف الكذب..
وذلك بعد تسريب معلومات عن العرض الأمريكي الأخير بشأن الاستفادة من الأصول الأوكرانية ضمن اتفاق المعادن الذي طرحه نظيره الأمريكي، دونالد ترامب.
وفقـــــــا للصحفيين، بــــــدأ التحقيق بعد أن نشر النائب المعارض ياروســــلاف جيليزنياك جزءا من مسودة الاتفاقية في 27 مارس/ آذار الماضي، مدعيا أنه حصل عليها من مصادره الخاصة.
وأكد أن هذه ليست الوثيقة النهائية، ومن المرجح أن يخضع نصها للتعديل.
زيلينسكي يتساءل
وتساءل زيلينسكي في مؤتمر صحافي عُقد بعد يومين من تسريب الوثيقة، عن الشخص الذي سرّب تفاصيل الوثيقة الأمريكية ونقل المعلومات،
وذكرت الصحيفة أن موظفي عدة وزارات اجتازوا بالفعل اختبار كشف الكذب، لكنها لم تحدد عدد الأشخاص الذين خضعوا للاختبار.
وصرح مسؤولون أوكرانيون، لم تُكشف هويتهم، بأنهم فوجئوا بشكل غير سار بحجم المطالب الأمريكية الأخيرة، ويعتبرون بعض مقترحات واشنطن للاستفادة من بنية البلاد التحتية غير مقبولة سياسيا؛ لأنها ستُعقّد اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
بدوره، قال جهاز الأمن الأوكراني في بيان، إنه «يعمل ضمن القانون لحماية أمن أوكرانيا، ويحافظ على سرية بعض التفاصيل المتعلقة بأنشطته».
وتعد اختبارات كشف الكذب مثيرة للجدل، وتم التشكيك في الأسس العلمية التي تستند إليها، لكن وكالات إنفاذ القانون الأوكرانية استخدمتها بشكل متكرر لأغراض تشمل التحقيقات الجنائية وفحص الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى الجيش.
اتفاقية المعادن
وفي 12 فبراير- شباط، قدّم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مسودة تجريبية لاتفاقية معادن إلى أوكرانيا. وكانت واشنطن تأمل أن توقعها كييف فورا، إلا أن الرئيس زيلينسكي صرّح بأنه منع توقيع الاتفاقية؛ لأنها لن تحمي مصالح أوكرانيا، إذ لا علاقة لها بالاستثمارات والأرباح والضمانات الأمنية. وبعد ذلك، بدأت عملية وضع اللمسات الأخيرة عليها.
وكان من المقرر توقيع الاتفاق النهائي في 28 فبراير-شباط، خلال زيارة فولوديمير زيلينسكي للبيت الأبيض. إلا أن خلافا نشب بين دونالد ترامب والرئيس الأوكراني؛ ما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض مبكرا. ولم تُوقّع الوثيقة. مع ذلك، أعلن الجانبان أن المفاوضات بشأن الاتفاق لا تزال جارية.
وتقترح الولايات المتحدة الآن اتفاقية جديدة بشأن المعادن الأوكرانية، بالإضافة إلى النفط والغاز، دون تقديم ضمانات أمنية في المقابل.
واشنطن
توسع مطالبها
وكتبت صحيفة «فاينانشال تايمز»، التي اطلعت على مسودة الاتفاقية، أن واشنطن تُوسّع مطالبها بشكل مُفرط. وتعتقد كييف أن هذا قد يُقوّض سيادة أوكرانيا، ويُحوّل الأرباح إلى الخارج، ويُعمّق اعتمادها على الولايات المتحدة.
ومع ذلك، ستطلب كييف تعديل الاتفاقية، مُطالبةً في المقابل بزيادة الاستثمارات الأمريكية. وقد هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيلينسكي بـ»مشاكل كبيرة» إذا تخلّى عن اتفاقية باطن الأرض.
وفي المستقبل القريب، سيسافر الوفد الأوكراني إلى واشنطن لعقد جولة أخرى من المفاوضات بشأن اتفاقية باطن الأرض، كما سيستعين بشكل منفصل بمكتب محاماة لمرافقة عملية التفاوض.
.