جزء أول من 890 صفحة

باراك أوباما: هكذا أعدّ الرئيس الأمريكي السابق مذكراته

باراك أوباما: هكذا أعدّ الرئيس الأمريكي السابق مذكراته

-- يسعى أول رئيس أسود للولايات المتحدة إلى فهم أفضل لما دفعه إلى الانخراط في السياسة
-- يروي أوباما ولايته الأولى بين خيارات سياسية حاسمة ووراء كواليس حياته اليومية في البيت الأبيض
-- إذا كان المال لا يشتري السعادة، فإن الحياة اليومية للرئيس السابق والسيدة الأولى السابقة مريحة
-- هذان الزوجان ليسا من النوع الذي يتقاعد، ولا ينويان العيش حياة متحفظة بين واشنطن وشيكاغو


في مذكراته التي تصدر اليوم الثلاثاء، يروي باراك أوباما ولايته الأولى بين خيارات سياسية حاسمة ووراء كواليس حياته اليومية في البيت الأبيض.
 وكأنه يسلّم المشعل لنائبه السابق، جو بايدن، الذي هزم في الأيام الاخيرة دونالد ترامب.  من الواضح أنه احتفظ بكتابة مقدمته في الاخير. فبعد العمل لأكثر من عامين ونصف على مذكراته، انتهز باراك أوباما فرصة الحملة الرئاسية لوضع إرثه السياسي في قلب معركة ترامب -بايدن.

  وفي هذا النص، الذي نشرته مجلة ذي اتلنتيك كسبق يوم الخميس، أشار الرئيس السابق إلى أن أمريكا قد تجاوزت للتو عتبة 230 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا. وبعد أسبوع من الانتخابات، يستحضر باراك أوباما التحدي الذي يمثله هذا الوباء، وأيضًا عنف الشرطة ومظاهرات الصيف الماضي. وكتب: “الأكثر إثارة للقلق هو أن ديمقراطيتنا تبدو وكأنها تتأرجح على حافة الهاوية”. كما لو أن السنوات الأربع التي مرت في ظل رئاسة ترامب قد قطعت جذريًا مع السنوات الثماني السابقة من ولايته المزدوجة.

   لذلك، في هذا الكتاب المكون من 890 صفحة، يسعى أول رئيس أسود للولايات المتحدة إلى فهم أفضل لما دفعه إلى الانخراط في السياسة. ولكن أيضًا، لوضع القرارات الرئيسية التي اتخذها في سياقها بين يناير 2009 ويونيو 2011 “الفترة المعنية بهذا المجلد الأول».

من الأزمة المالية التي واجهها منذ أيامه الأولى في السلطة، حتى الإطاحة بأسامة بن لادن، يجعلنا باراك أوباما نكتشف المتعاونين الذين حكم معهم وكذلك محاوريه الأجانب. من أنجيلا ميركل التي يبدو أنه يبجلها إلى فلاديمير بوتين الذي لا يعتبره “مثيرًا للإعجاب جسديًا”، مرورا بنيكولا ساركوزي الذي وصفه بأنه “ديك قزم ينتفخ صدره”، كل ذلك في عاطفة ومبالغة وجنون.

كان عليه «إعادة اكتشاف» علاقته الرومانسية
 مع ميشيل أوباما
   يوشّح باراك أوباما كل الأزمات التي مر بها بشهادات مؤثرة عن حياته الأسرية. لم يكن أي شيء بسيطًا، وكتب أنه في الشهر التالي لمغادرته البيت الأبيض، كان عليه “إعادة بناء” صداقته مع ميشيل، و”إعادة اكتشاف” علاقتهما الرومانسية. وعلى ما يبدو، انطلق الثنائي مجددا بحماس.
  وإذا كان المال لا يشتري السعادة، فإن الحياة اليومية للرئيس السابق والسيدة الأولى السابقة مريحة إلى حد ما. يتمتّع الزوجان أولاً براتب سنوي يبلغ حوالي 200 ألف دولار يُمنح للرؤساء السابقين ويصوت عليه الكونغرس. وقد مكنهما مبلغ 65 مليون دولار الذي تسلّماه في ربيع عام 2017 مقابل كتابة مذكراتهما الخاصة من شراء منزلهما في واشنطن مقابل 8 ملايين دولار. بالإضافة إلى منزلهما الثاني الجديد، كوخ مساحته 11 فدانًا في مارثا فينيارد، ماساتشوستس، بقيمة 12 مليون دولار.

تشغّل مؤسسة أوباما
 مئات الموظفين
والمتطوعين بدوام كامل
   أسس الزوجان عام 2018 شركتهما للإنتاج، تسمى هاير جراوند، بهدف إنشاء محتوى مكتوب أو صوتي أو مرئي يسلط الضوء على مشاركتهما المدنية. وفي هذه العملية، وقعا عقدًا مع نيتفليكس ثم مع سبوتيفي، لإنتاج الأفلام الوثائقية أو الأفلام أو البودكاست. وفي أحد تسجيلاتها الأخيرة، تستحضر زوجة باراك قسوة الحبس في واشنطن حيث لا يزالان يعيشان. وتحدثت ميشيل عن اكتئاب “طفيف”، ولكن من أجل تشجيع مستمعيها بشكل أفضل على القتال والالتزام والمشاركة.
   كلاهما أيضًا تحت كلكل عمل مؤسسة أوباما. ولئن لم ير المقر الرئيسي، وهو مبنى مستقبلي بقيمة 500 مليون دولار في شيكاغو، النور بعد، فإن فروع المنظمة، خاصة في واشنطن، تشغّل مئات الموظفين والمتطوعين بدوام كامل.
  وأقامت المؤسسة برامج تدريبية للشباب في الحياة السياسية المحلية وتبادل الخبرات مع القادة الشباب من أوروبا وإفريقيا وآسيا، لإنشاء شبكة من قادة المستقبل والمسؤولين المنتخبين على المستوى الوطني.
  وينتمي معظم هؤلاء الشباب الذين لديهم طموح لخدمة مجتمعهم أو بلدهم إلى الجناح التقدمي للمعسكر الديمقراطي في الولايات المتحدة. وتمزّق الكثيرون منهم بين دعم أبطالهم، بيرني ساندرز أو بيت بوتيجيج، ودعم حملة بايدن، نائب الرئيس السابق لمعلمهم باراك أوباما.

شارك في الجزء الرئيسي من الحملة، من أجل هزم ترامب
   وبينما كان يضع اللمسة الأخيرة على مذكراته، لم يتردد باراك أوباما في تسخير جهده ونفسه لدعم ثانيه السابق. ظل محايدًا خلال الانتخابات التمهيدية، حتى لا يحدث خللًا في توازن الحزب، أعلن التزامه بمجرد تعيين جو بايدن.
   بجرعات صغيرة في البداية، حتى لا يسرق النجومية، ثم بكثافة، حتى ذلك الاجتماع الحاسم في فيلادلفيا في 21 أكتوبر، عندما تحدث عن سلوك دونالد ترامب المبتذل، وإهاناته للجنود.

   «هذا ليس موقفًا يصدر عن رئيس، نحن لن نسمح به من ناظر مدرسة أو مدرب أو زميل أو حتى في عائلتنا، إلا ربما عندما يصدر عن عمّ مجنون إلى حد ما. ولماذا نبحث له عن أعذار وأفعاله تشجع على القسوة والانقسام والعنصرية؟
   سيشارك باراك أوباما يوم الخميس في تقديم جائزة بوكر، وهي جائزة أدبية مرموقة في العالم الأنجلو ساكسوني. وتتحدث عنه صديقته النيجيرية، الكاتبة شيماندا نغوزي أديتشي، في مقالتها عن أرض الميعاد المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز، ككاتب موهوب “بالرومانسية مع رؤية أدبية حزينة».  وفي انتظار المجلد الثاني من مذكراته، لا ينوي أوباما، 59 عاما، المغادرة ليعيش حياة متحفظة بين واشنطن وشيكاغو. وسيرى هو وميشيل قريبًا ابنتيهما، ماليا وساشا، تغادران العش إلى الأبد بعد دراستهما في جامعة هارفارد وميشيغان.  هذان الزوجان ليسا من النوع الذي يتقاعد.