رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
قد يحاول الإيرانيون أو ميليشياتهم خطف الأمريكيين
بعد اغتيال سليماني... ما هو الكابوس الذي تريد إيران تحاشيه؟
رأى الباحث البارز في معهد هيودسن الأمريكي مايكل بريغنت أن ترامب اتخذ القرار المناسب حين أمر باغتيـــــال الجنرال الإيرانــــي قاســـم سليماني في العراق. وذكر في مقال عبر شبكة “فوكس نيوز” أنه طالب طيلة 4 أعوام بالتخلص من العدو الخطير للولايات المتحدة، والذي كان مسؤولاً عن مقتل مئات الأمريكيين والذي أراد قتل المزيد منهم. وأعرب بريغنت عن ارتياحه لأن سليماني لن يقتل أحداً.
وبما أن الجنرال الإيراني الإرهابي كان يخطط للمزيد من الهجمات ضد الأمريكيين، حسب الباحث، كان ترامب أمام خيار واضح، قتل سليماني أو انتظار أن يقتل سليماني العديد من الأمريكيين مستقبلاً. ومثل كل دولة، لأمريكا الحق بل عليها واجب للدفاع عن نفسها في مواجهة أعدائها.
فعل ترامب ما كان على أوباما القيام به منذ أعوام. لكن أوباما كان مصمماً على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران لدرجة أنه تركها تفلت من المسؤولية عن جرائم القتل بقواتها الخاصة، أو بواسطة المجموعات الإرهابية التي دعمتها.
الاحترام
يحترم النظام الإيراني القوة، ولا يشجع الضعف قادة إيران إلا على الانخراط في المزيد من القتل والإرهاب. بينما أغضب الهجوم الأمريكي النظام بالتأكيد، لا بد أنه أعطى قادة إيران احتراماً جديداً لترامب والولايات المتحدة.
ويضيف الباحث أن لا أحد يعلم الخطوة التالية لإيران أو لميليشياتها الوكيلة.
فبإمكانها مهاجمة القوات أو المدنيين الأمريكيين في الشرق الأوسط، أو في أماكن أخرى، ويمكنها مهاجمة إسرائيل، أو سفن الشحن في الخليج العربي أو شن حرب سيبيرية ضد أهداف أمريكية، أو شن أي أعمال عدوانية.
تكتيك إرهابي مفضل
قد يحاول الإيرانيون أو ميليشياتهم خطف الأمريكيين، واحتجازهم رهائن، وهو تكتيك إرهابي مفضل. وهو ما يفسر دعوة السفارة الأمريكية في بغداد جميع الأمريكيين لمغادرة العراق، في خطوة حكيمة.
ومهما كانت الخطوة فقد أعلن المسؤولون الإيرانيون البارزون بوضوح أنهم سيضربون في مكان ما، وفقاً لتوقيت ووسيلة يختارونها. والأهم، أن لا أحد يعلم إذا كانت الخطوة التالية ستطلق سلسلة من الفعل ورد الفعل، أو قد تهدأ بعد فترة قصيرة أو تؤدي إلى ما وصفه ترامب بالحروب التي لا تنتهي، مثل حرب أفغانستان.
تحاشي الكابوس
يشعر القادة الإيرانيون بأنهم مضطرون لفعل أي شيء لمهاجمة الولايات المتحدة حتى لا يبدوا ضعفاء. وكتب بريغنت أنه سيتفاجأ إذا تحول التصعيد إلى حرب إيرانية أمريكية شاملة.
دخلت إيران حرباً مدمرة طويلة ضد العراق بين 1980 و 1988، ولكن القوات الأمريكية أقوى بكثير من الجيش العراقي في ذلك الوقت.
لا يريد القادة الإيرانيون مواجهة هذا النوع من الكوابيس مجدداً. لذلك يوجه قتل سليماني ضربة خطيرة لجهود إيران لتوسيع نفوذها في العراق، وفي الشرق الأوسط عبر الإرهاب، وعمليات عسكرية أخرى.
ماذا عن قاآني؟
صنفت الولايات المتحدة فيلق القدس منظمةً إرهابية، وسليماني واحداً من أبرز القادة الإرهابيين في العالم.
ويرى الباحث أن بعض القادة الإرهابيين أكثر فاعلية من الآخرين، وسليماني كان بوضوح واحداً من أخطر الإرهابيين وأكثرهم فاعلية.
وفي الماضي، آذى قتل الأمريكيين قادة الإرهابيين منظماتهم، لكن كان هنالك دوماً زعيم جديد لاستلام القيادة. حصل ذلك بعد اغتيال الولايات المتحدة أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وأبو بكر البغدادي.
ليس اسماعيل قاآني الذي حل مكان سليماني الزعيم الكاريزمي أو الاستراتيجي الذي كان عليه القائد السابق للحرس الثوري وفقاً لبريغنت، وسيكون على قاآني كسب الاحترام والخوف الذي تمتع به سليماني أعواماً عبر عمليات الاغتيال الوحشية التي شنها.
فرصة عظيمة
يمنح موت سليماني فرصة عظيمة للعراقيين لدحر النفوذ الإيراني في بلادهم، ومن تبقى من قادة فيلق القدس ليسوا واثقين من أنفسهم كما كانوا في السابق، عندما كانوا يلتقطون صور السيلفي مع سليماني الذي شكل قوتهم ومصداقيتهم. اليوم، فكل ذلك انتهى.
ويُعطي موت الجنرال الإرهابي فرصة أيضاً للحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية التي خافت سليماني وأبو مهدي المهندس. وبات بإمكان العراقيين مواجهة قادة الميليشيات العراقية الباقين مثل هادي العامري وقيس الخزعلي، فمهارات قادة الميليشيات الباقين، ضعيفة جداً مقارنة مع مهارات سليماني والمهندس.
ودعا بريغنت العراقيين إلى اعتقال العامري والمهندس، إذا أرادوا تخليص بلادهم من النفوذ الإيراني الخبيث ولتوضيح أنه لا مكان في العراق لزعماء الميليشيات الذين يقتلون المدنيين الأبرياء.
لا تخاف منه
باغتيال سليماني، أوضح ترامب للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الولايات المتحدة غير خائفة منه أو من نظامه الوحشي. وعلى خامنئي أن يدرك أن لا أحد في حكومته في مأمن من الولايات المتحدة، إذا واصلت إيران دورها دولةً بارزة في رعاية الإرهاب، حسب الباحث، وهذا تطور إيجابي جداً للشرق الأوسط، والولايات المتحدة، والعالم.