بولندا القوة العسكرية الصاعدة في العالم

بولندا القوة العسكرية الصاعدة في العالم


تتضمن خطة التحديث الشاملة للجيش البولندي للفترة 2021-2035 إنفاق أكثر من 116 مليار يورو لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بشكل رئيس، ومن كوريا الجنوبية، لكن ليس من أوروبا، وذلك لأسباب تتعلّق قبل كل شيء بمسائل التكلفة المادية، حسب ما يرى مارسين زابوروفسكي، المتخصص في القضايا الأمنية في مركز أبحاث جلوبسيك السلوفاكي، والذي لا يستبعد أيضاً رغبة بولندية بالتقرّب أكثر من الأخ الأمريكي الأكبر.
وقررت بولندا، الجار والداعم المخلص لأوكرانيا، التي استقبلت منها عدّة ملايين من اللاجئين الذين طردتهم الحرب منذ فبراير (شباط) 2022، تسريع تحديث جيشها من خلال شراء الأسلحة بصفقات تاريخية، وذلك بعد أن قدّمت لأوكرانيا 40% من مُعدّاتها العسكرية ذات التصميم السوفييتي.
ومن المقرر أن تُنفق وارسو أكثر من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، وهو مبلغ يبلغ نحو 33 مليار دولار، أي ضعف نسبة 2% التي طلبها حلف شمال الأطلسي. وبالمُقارنة، تُخصص ألمانيا 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع وفرنسا 1.9%، وهو رقم تعتزم باريس بدورها مُضاعفته بحلول عام 2030. بعد عامين ونصف من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي الوقت الذي تقود فيه كييف توغلاً مفاجئاً في منطقة كورسك الروسية، تزيد بولندا من صفقات شراء مُعدّات عسكرية بمليارات الدولارات. وباعتبارها مجاورة لأوكرانيا وبيلاروسيا، فإنّها تسع لتعزيز قُدراتها العسكرية وتحديث جيشها، الذي أصبح يُصنّف اليوم الجيش الثالث في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة وتركيا، والأول في أوروبا مُتقدّماً على فرنسا وألمانيا، حسب التصنيف الذي أوردته الصحافة الفرنسية. إعلانات غير مسبوقة ومُستمرّة عن صفقات أسلحة حوّلت بولندا إلى معرض حقيقي ضخم للأسلحة النارية! ففي 9 أغسطس (آب) الجاري، أعلنت الوكالة الوطنية للتسليح في وارسو عن توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة لشراء مئات من صواريخ جو-جو من طراز AIM-120C AMRAAMبعقد بقيمة 783 مليون يورو. وهناك عدد سرّي من الصواريخ، التي سيتم تسليمها بين عامي 2029 و2033، مخصصة كذخيرة لخمسين طائرة أمريكية من طراز F-16 سبق أن تزوّد بها الجيش البولندي.
وبعد ذلك بثلاثة أيام، في 12 أغسطس (آب) أعلنت وارسو عن توقيع اتفاقية ثانية مع الولايات المتحدة بقيمة 1.13 مليار يورو، بشأن الحصول على 48 قاذفة صواريخ باتريوت أمريكية، وذلك بهدف تعزيز الدفاع عن هذا البلد المُتاخم لروسيا وأوكرانيا. وسيتم إنتاج قاذفات M903 في بولندا وفقاً للاتفاقية الموقعة بين شركة Raytheon الأمريكية والمجموعة البولندية Huta Stalowa Wola. وسوف يتم تسليمها إلى الجيش البولندي خلال الفترة 2027-2029.
وقال وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش خلال حفل التوقيع: «هذا العقد يعزز أمن بولندا»، مُضيفاً «العقد الجديد يهدف لتغيير واجهة وقوة عمليات الجيش البولندي ويُكمل المشتريات السابقة من الأسلحة».

أكبر مُستخدم للأباتشي بعد الولايات المتحدة
ولم تتوقف صفقات الأسلحة عند هذا الحدّ، ففي اليوم التالي وقّع الوزير نفسه اتفاقية مع الحكومة الأمريكية لشراء 96 مروحية هجومية وقتالية من طراز أباتشي AH-64E مقابل 9 مليارات يورو. وستحل طائرات الأباتشي محل طائرات الهليكوبتر من طراز Mi-24 ذات التصميم السوفييتي، والتي كانت تُجهز الجيش البولندي سابقاً. وسيتم تسليم الدفعة الأولى في عام 2028، مما يجعل بولندا أكبر مُستخدم لهذه المروحيات في العالم بعد الولايات المتحدة. وحتى هذا التاريخ، فقد تلقّت أول دفعة من الطيارين البولنديين تدريبات على طائرات الأباتشي من خلال ثماني مُقاتلات جوية مستأجرة.
من جهته أكد نائب وزير الدفاع البولندي باول بيجدا «إنّ هذه المليارات العشرة هي تأمين لبلدنا، وضمان لحريتنا»، مُضيفاً أنّ هذه المروحيات «تُعزز قدرة بولندا وحلف شمال الأطلسي على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية». بينما شدّد السفير الأمريكي في بولندا مارك بريجنسكي على أنّ «قواتنا ستمتلك نفس التكنولوجيا المُتطوّرة وسوف نعمل كقوة واحدة».

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot