كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعتكف كثيرا في غار حراء منذ نعومة أظافره وكان يتطلع حوله إلى الجبال الشاهقة والصحراء الشاسعة وينظر فوقه ليرى في السماء الشمس في شروقها وفى غروبها ويتأمل في الليل فيرى النجوم اللامعة وتلك قراءة في كتاب الكون ليتأمل أكثر فيما خلقه الله في السماء، فأيقن أن كل المخلوقات سواء في السماء أم في الأرض تحب أن تتلاقى وما بينهما جميعا لغة واحدة جوهرها إرادة الله في كل مخلوقاته وتلك عبادة مثلى حينما ينظر الإنسان بعقله إلى ما خلقه الله حتى ولو كان في تعاقب الليل والنهار وتطابق السماء فى الأفق على الأرض، فذلك قراءة فى كتاب الله في الكون, فمهما أختلفت الألسن واللغات فى العالم كله فلعلها توحد في قراءة واحدة إذا تنبه كل إنسان إلى مثل ذلك العلم الذى يؤكد قدرة الخالق في خلقه، فتتلاقى الأجناس البشرية ودون أى تفرقة فى العقائد السماوية, ليعلموا جميعا أن الدين واحد وأن الخالق واحد, لينعكس أثر ذلك فى حسن المعاملة بين كل إنسان وإنسان ويتعاون الناس جميعا للمحافظة على الأرض ودون إحداث أي تخريب أو تدمير أو فساد وكذلك المحافظة على السماء فلا تتلوث بتصاعد الأدخنة الناتجة عن إشعال الحرائق, وإلى غير ذلك من التلوث البيئي باستخدام الغازات السامة التى تؤثر على الجنس البشرى وأيضا فى الطبيعة البريئة حيث تصاب الحيوانات والنباتات حتى الطيور التى تطير فى السماء وتلك دراسة شفافة تدعو إلى سلام العالم للمحافظة على كل المخلوقات التى خلقها الله, ولذلك نرى أن كل المخلوقات لها حقوق مثل حقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق الطير، فلكل مخلوق حق حتى ولو كان شجرة خضراء أو زهرة يانعة تحتفظ بجمالها وتتعدد ألوانها أو وردة تشدو برائحتها الذكية فالحق أحق أن يتبع وذلك ما يجب أن يسعى إليه الإنسان وخاصة في القرن الواحد والعشرين، فالسلام أولا وأخيرا فى كل الأيام والأوقات وتلك قراءة عابرة في كتاب الكون.
www.zeinelsammak.com
لا يوجد تعليقات
اضف تعليق