تفاؤل حذر في روسيا بعد الاتصال بين ترامب وبوتين

تفاؤل حذر في روسيا بعد الاتصال بين ترامب وبوتين

أجمع الروس من مسؤولين ومواطنين عاديين على إبداء ارتياحهم بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين واتفقا خلالها على بدء مفاوضات «فورية» بشأن أوكرانيا، معتبرين أنها «خطوة أولى» نحو انتصار روسي بوجه الغرب.
واعتبر الرئيس السابق دميتري مدفيديف الذي يهاجم الغرب بانتظام منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أن المكالمة بين الرئيسين كسرت الإستراتيجية الغربية القاضية بعزل بوتين و»معاقبة وإذلال» روسيا. ورأى مدفيديف المسؤول الثاني حاليا في مجلس الأمن الروسي، أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وحلفاءه الأوروبيين «أوصلوا الكون إلى شفير نهاية العالم» النووية.
وأضاف في منشور على تلغرام «من المستحيل أن نركع. وكلما أدرك خصومنا هذا الأمر بسرعة، كان الأمر أفضل».
كذلك أعرب النائب ليونيد سلوتسكي الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (دوما) عن ارتياحه للمكالمة الهاتفية التي «كسرت الحصار المفروض على روسيا».
واعتبر حتى أنها «أطلقت آلية إزالة الجليد» في العلاقات بين موسكو وواشنطن. غير أن نائب رئيس مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان) كونستانتين كوساتشيف، وهو من قدامى الدبلوماسية الروسية، رأى أن الطريق ما زال طويلا جدا قبل التوصل إلى تهدئة فعلية، إذ أن نهج ترامب لا يحظى إطلاقا بالإجماع في الغرب.
وكتب على تلغرام «ينبغي الانطلاق في البناء من جديد» متمنيا أن «يغلب المنطق». وقال السناتور أليكسي بوشكوف «إنني واثق من أنه في كييف وبروكسل وباريس ولندن، يقرأ الجميع بهول تعليقات ترامب المطولة على حديثه مع بوتين، من غير أن يصدقوا الأمر». وفي الشارع، أبدى مواطنون التقتهم وكالة فرانس برس تفاؤلا حذرا، آملين في انتهاء النزاع في أوكرانيا الذي أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى الروس، مع ما تسبب به من تبعات اقتصادية ما بين التضخم الشديد وانقطاع منتجات غربية شائعة الاستخدام ووقف الرحلات الجوية المباشرة مع أوروبا.
لكن يبقى من النادر أن يبدي أي كان في روسيا رأيا مخالفا لخط موسكو، في ظل القوانين الشديدة التي تفرض عقوبات قاسية على كل من ينتقد الكرملين أو الهجوم على أوكرانيا. وفي وسط موسكو، سئل نيكولاي غريداسوف أستاذ الرياضيات البالغ 58 عاما عن المكالمة فقال «الأخبار جيدة ومشجعة بالطبع».
وتابع «نأمل حقا أن تقود بطريقة أو بأخرى إلى تسوية سلمية لما يجري حاليا». وأعربت صونيا لياتيفوفا (35 عاما) التي كانت تتنزه في الشارع مع طفليها التوأمين، عن «سعادتها» لاستئناف الحوار الروسي الأميركي، مبدية تأييدها «للسلام» ومعولة على «الرئيس الذي يملك خبرة كبيرة».
في المقابل، لا يؤمن أرتور يافسييف (45 عاما) خبير المتفجرات الذي قاتل في أوكرانيا ويعالج حاليا بعد إصابته بشظية، في تسوية سريعة للنزاع. وقال «أعتقد أن كل هذه المفاوضات ستطول إلى الأبد. ستجري محادثات مطولة تستمر لفترة طويلة». لكنه رغم ذلك واثق بالنتيجة النهائية، مؤكدا «سننتصر، هذا واضح. عاجلا أم آجلا، سيستسلم الأوكرانيون» لأن «أوروبا تخلت عنهم بطريقة ما» و»ترامب مستاء لأنه لا يريد الاستمرار في تقديم الدعم لهم».