تقرير أمريكي: بايدن سيصطدم بأردوغان بأسرع من المتوقع
يتعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط للوفاء بوعوده بإعادة تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة حول الديبلوماسية، ومواجهة تحدي ترميم العلاقات الأمريكية مع الحلفاء في أنحاء العالم. والعلاقة مع تركيا ليست استثناءً، وهي واحدة من الأكثر بروداً.
ولفتت الكاتبة سارة وايت في وقع ريلكلير ديفنس إلى أن تركيا ليست في المكان نفسه الذي انتهت فيه رئاسة باراك أوباما، إذ تأزمت علاقاتها مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية، لذلك فإن إعادة بعض الضبط قد تكون مطلوبة في ظل رئاسة بايدن، علماً أن الطريق إلى إعادة تسوية العلاقات مع تركيا ورئيسها الاستبدادي أردوغان، تبدو أشبه برحلة شاقة.
استهزاء بالناتو
في السنوات الأربع الماضية، توقفت المسألة على العلاقات الودية بين أردوغان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن علاقاتهما لم تكن مفيدة للمصالح الأمريكية على المدى البعيد، ذلك أن تعاطف إدارة ترامب منح أردوغان موافقة ضمنية، للاستهزاء بالناتو وبالمبادئ الديموقراطية عموماً.
إقصاء تركيا من برنامج أف-35
في البداية، لمحت إدارة ترامب إلى أنها قد تحاسب أردوغان، خاصةً بعد شراء تركيا النظام الدفاعي الصاروخي إس-400 الروسي في 2017، والذي انتهى بإقصائها عن برنامج تصنيع المقاتلة الأمريكية إف-35، القرار الذي اتخذه الكونغرس والبنتاغون.
وفي 2019، وافق ترامب على الغزو التركي لسوريا، حيث هاجم أردوغان حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، ما قوّض التقدم في قتال تنظيم داعش. وفي الوقت نفسه، دعم أردوغان قوى متطرفة يرى أنها تحمي المصالح التركية في المنطقة.
وفي ردٍ على التهديد بفرض عقوبات من الكونغرس، هددت أنقرة بإغلاق قاعدة إنجيرليك، التي تستضيف أسلحة نووية أمريكية تكتيكية.
وفي ظل رئيس أمريكي مختلف، من المحتمل أن يعطي الأخير الأولوية للحلول الديبلوماسية، يمكن ردع أردوغان عن اتخاذ مثل هذه الخطوات، ومحاسبته بطريقة محسوسة، أو أن يعمل على هذا الأمر بالتنسيق مع حلفائنا في الناتو.
ومن المحتمل أيضاً أن لا يحصل أي فرق. ومع ذلك، فإن تمكين ترامب لأردوغان جعل النظر إلى التحالف والمنطقة أكثر كآبة، وعرقل فرص إنقاذ الوضع من المستوى المتدني الذي بلغه اليوم.
اليوم، ومع إدارة جديدة سبق أن تعهدت برفض تمكين أردوغان وقادة من أمثاله، فإن العلاقة الأمريكية التركية عند مفترق طرق، وسيتعين على بايدن التعامل مع القضايا القديمة المتعلقة بتركيا مثل الاعتراف بإبادة الأرمن، وحقوق الإنسان التي تطارد محاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقضايا جديدة مثل كيفية التعاطي مع انتهاك تركيا للمياه الإقليمية اليونانية للتنقيب عن الطاقة، وقرب أردوغان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستهدافه الأكراد ودعمه للمتطرفين، وموقع هذا البلد في الناتو بعد شراء أس-400.
الواضح أن بايدن سيصطدم تركيا بأسرع من المتوقع. وفي أواسط ديسمبر (كانون الأول) 2020، وقع ترامب قرار عقوبات على أنقرة، لم تدخل حيز التنفيذ إلا قبل أسابيع من مغادرته البيت الأبيض، ليكون هذا الأجراء الوحيد الذي اتخذه ضد تركيا من بين أزمات كثيرة خلفها وراءه.
وتكمن المشكلة مع أردوغان في أن معاقبته اقتصادياً، يمكن أن تدفعه أكثر نحو روسيا والصين، وحتى إيران. لكن يمكن أن يحصل العكس، ذلك أنه لو لا دعم ترامب الإيديولوجي، كان أردوغان سيفقد الشيك على بياض من البيت الأبيض، ويلتزم بسياسة أكثر حذراً.