استضافه معرض الشارقة الدولي للكتاب في جلسة خاصة
توماس أريكسون يكشف أسرار السلوك البشري وكيفية التعامل مع الآخرين
أكد عالم السلوك السويدي توماس أريكسون، أن السعادة الحقيقية هي في ترك أثر طيب في حياة الآخرين، وأن التواصل الإنساني الحقيقي هو الذي يتم وجهاً لوجه، وينطوي على الاستماع والتعبير والتفاعل، داعياً الحضور إلى فهم الأنماط الأربعة للسلوك البشري التي يشير إليها في كتابه “محاط بالحمقى”، ومعرفة كيفية التكيف والتناغم معها.
وفي جلسة خاصة استضافه فيها معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، لفت أريكسون أن الخطأ من سمات البشر، والمصارحة تفتح أبواب الحوار والتفاهم، وتكشف عن جوانب في الشخصية قد لا يتنبه إليها. وقال: “الغيبة والنميمة تزرع البغضاء والشك بيننا، وتجعلنا نرى العالم بعين السوء، ومع ذلك ينبغي أن يتعامل الناس في النصيحة بأسلوب اللطف، وأن يتقبلوا النصيحة بتواضع».
فهم النفس والآخرين
وحول كتابه قال: “أحب أولاً أن يعرف الناس أن الاختلاف هو طبيعة بشرية، وقد اخترت عنوان كتابي (محاط بالحمقى) انطلاقاً من العبارة الشائعة على ألسنة كثير من الناس، الذين يقولون: إن جميع من حولي لا يفهمونني. والهدف من الكتاب مساعدة القراء على فهم أنفسهم والآخرين بشكل أفضل، وتحسين علاقاتهم وتواصلهم مع مختلف الشخصيات».
وأضاف: “اللون الأحمر يمثل المسيطرين والحادين، الذين يحبون التحدي، واللون الأصفر يمثل الإيجابيين والمبدعين، الذين يحبون الحيوية والتغيير، أما اللون الأخضر فيمثل الودودين والمتعاونين، الذين يحبون الاستقرار والتوافق ويرفضون التغيير، بينما يمثل اللون الأزرق العقلانيين والمحللين، الذين يحبون الدقة والتفاصيل كالمحاسبين والمهندسين والمحامين، وهنا لا بد من معرفة أنه لا يوجد لون أفضل من آخر، بل كل لون له مزايا وعيوب، وليس كل شخص ينتمي إلى لون واحد فقط، بل أكثر الناس يجمعون بين لونين، والبعض يجمع ثلاثة ألوان معاً».
السعادة الحقيقية
وتابع: “الإنسان السعيد والحي هو الذي يترك أثراً إيجابياً في هذا العالم، هذا ما أشعر به عندما أرى تأثير كتبي على الناس. في إحدى المحاضرات التي ألقيتها، جاء إليّ شاب وفتاة يريدان أن يشاركاني قصتهما. قال الشاب: أنا من نوع الأحمر، وقالت الفتاة: أنا من نوع الأخضر. وأضافا: نحن في مرحلة الخطوبة، ولكننا نختلف كثيراً ونتشاجر أحياناً، إلا أننا نحب بعضنا بصدق ونريد أن نستمر معاً، وقد قرأنا كتبك وفهمنا أن الاختلاف بيننا ليس عيباً أو خطأ،
بل هو ثراء وتنوع، وعلمنا كيف نقبل بعضنا ونحترم آراءنا. لقد أسعدني كلامهما كثيراً، وأشعرني بالفخر والامتنان، فهذا هو هدفي من كتابتي: أن أساعد الناس على فهم أنفسهم والآخرين، وأن أجعل حياتهم أفضل».