نظمت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي مساء أمس الأول الاثنين 14 ديسمبر 2020 محاضرة افتراضية حول “جودة التمور: متطلبات السوق الأوروبية”، قدمها الأستاذ محسن بوجبل رئيس مجلس إدارة شركة بوجبل، مدير التخطيط والدراسات الاقتصادية سابقاً بوزارة الزراعة في الجمهورية التونسية، بمشاركة 88 شخصاً هم نخبة من المزارعين والمنتجين والأكاديميين والمختصين بزراعة النخيل وإنتاج وتصنيع التمور يمثلون 16 دولة على المستوى العربي.

وتأتي هذه الندوة العلمية ضمن توجيهات معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء الجائزة، في إطار التزام الجائزة بنشر المعرفة العلمية والتوعية بالممارسات الجيدة للنخيل لتمكين المزارعين وتحسين جودة التمور من خلال سلسلة من المحاضرات العلمية عبر المنصة الافتراضية (zoom). حيث أعرب الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عن تقديره للجهود المهنية والفنية التي بذلها السيد محسن بوجبل عبر عقدين من الزمن في مجال صناعة وتصدير التمور العربية إلى العالم والقارة الأوروبية على وجه الخصوص، مشيراً إلى حرص الأمانة العامة للجائزة على جودة التمور العربية وتعزيز مكانتها الدولية من خلال نقل المعرفة والخبرات المتميزة الى كافة منتجي ومصنعي التمور بالعالم العربي.

من جهته فقد أشار المحاضر السيد محسن بوجبل خلال الندوة إلى أن القارة الأوروبية قد بدأت باستيراد التمور بطريقة مجدية منذ حوالي سبعين عاماً، والدول المعنية بهذا الاستيراد هي على وجه الخصوص تلك الموجودة في جنوب القارة.

وأضاف أصبح المستهلكون في جميع أنحاء العالم وخاصة في أوروبا أكثر طلباً من حيث الجودة. في مواجهة هذه المتطلبات المتزايدة باستمرار، تم تشجيع الشركات المصدرة للتمور على تطبيق منهج الجودة من خلال الرجوع إلى المعايير والمراجع المعمول بها. تطورت هذه المواصفات والمعايير بدورها بعد التغييرات في توقعات السوق وعلى وجه تحديد المستهلك النهائي. وقد دفع هذا الشركات المصدرة إلى إجراء إعادة تأهيل المنشآت لتلبية هذه المتطلبات.

وأشار إلى ضرورة وجود نظام خاص لجودة التمور معتمد من جهات الاختصاص في الدول العربية ومطبق في شركات تصنيع التمور، بهدف الوصول الى المستهلك الأوروبي والعالمي، لأن الحصول على شهادة ضمان الجودة للعملاء الأوروبيين، وخاصة كبار تجار التجزئة أمر لابد منه. مع ضرورة استمرار الصيانة والتحسين المستمر لنظام الجودة هذا شرطاً أساسياً لبقاء واستدامة الشركة في الأسواق العالمية.

ونوه الخبير الدولي محسن بوجبل إلى ضرورة استصدار مصانع التمور عدد من الشهادات حرصاً منهم على استمرار حضوركم في الأسواق الدولية مثل شهادة (ISO 22000) و (HACCP) و (ISO 9001) وهناك شهادات متعلقة ببعض الدول الأوروبية مثل شهادة اتحاد التجزئة البريطاني (BRC) ومعايير الغذاء الدولية (IFS) فهو معيار تدقيق يصادق على إمداد متاجر المنتجات الغذائية. يتم اعتماده من قبل بعض الدول الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، إلخ). إلى جانب شهادة المسؤولية المجتمعية (ISO 26000) مع ضرورة رفع تدابير الرقابة على المخاطر المتعلقة بسلامة الأغذية ضمن سلسلة التوريد. 

وشدد على أهمية الزراعة العضوية، إلى جانب نظام الممارسات الزراعية العالمية الجدية (Global GAP) فمنذ عام 2008 أصبح لدى الاتحاد الأوروبي (EUREPGAP) سلسلة من معايير التتبع وسلامة الأغذية المعترف بها عالمياً. كما يوجد معادلة جديدة أخذت في الانتشار على مستوى التجارة العالمية تعرب بالتجارة العادلة (Fair Trade) هي نظام تبادل هدفه تقديم قدر أكبر من الأسهم في التجارة النظيفة العالمية بعيداً عن أي استغلال لحقوق المزارع. إلى جانب تطبيق منتجي ومصنعي التمور منظومة المسؤولية المجتمعية فيما يتعلق الأمر بالالتزام المسؤول لشركات التمر بمراعاة توقعات أصحاب المصلحة. وإقامة علاقات شفافة مع موظفيها وضمان تكافؤ الفرص المهنية بين الرجل والمرأة. ومعاملة مزارعيها بإنصاف واحترام من خلال السماح لهم بالاستفادة قدر الإمكان من ثمار عملهم.

وأن نكون شركة مواطنة في خدمة التنمية المستدامة. كما أشاد السيد محسن بوجبل في ختام المحاضرة بالدور الكبير الذي قامت به جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى العربي والدولي، من خلال تنظيم مهرجان التمور العربية وما رافقها من أنشطة وفعاليات، التي ساهمت بشكل فاعل في زيادة السمعة للتمور العربية، بالإضافة الى سلسلة المؤتمرات الدولية التي نظمتها الأمانة العامة للجائزة على مدى عشرين عاماً.