تحت رعاية أم الإمارات

جامعة أبوظبي وشركة صحة تنظمان ندوة بعنوان «كوفيد ـ 19»: التجربة الإماراتية: الدروس المستفادة وخارطة الطريق للمستقبل

جامعة أبوظبي وشركة صحة تنظمان ندوة بعنوان «كوفيد ـ 19»: التجربة الإماراتية: الدروس المستفادة وخارطة الطريق للمستقبل


تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، نظمت جامعة أبوظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، ندوة بعنوان "كوفيد ـ 19: التجربة الإماراتية: الدروس المستفادة وخارطة الطريق للمستقبل".
وتم خلال الندوة التي جرت في مقر جامعة أبوظبي، في العاصمة، استعراض التجربة الإماراتية الاستثنائية خلال الجائحة وأبرز الجهود والمبادرات التي أطلقتها الدولة للتعامل مع تحديات الجائحة، وخارطة الطريق للمستقبل نحو التعافي.

واستعرضت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أبرز المبادرات التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" خلال الجائحة والتي تضمنت مبادرات محلية وعالمية رائدة شملت افتتاح مستشفى"أم الإمارات" في نواكشوط ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك لطب وجراحة الأطفال في كوسوفو.

وقالت سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي: "نعتز بأن نرفع أسمى آيات العرفان والإمتنان إلى الوالدة الغالية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" حفظها الله، صاحبة الأيادي البيضاء، أم العطاء التي امتد خيرها وعطاؤها ليصل إلى مختلف بقاع الأرض وكان لها دور رائد خلال الجائحة يسجله التاريخ بمداد من ذهب".

من جانبه أكد سعادة الدكتور جمال الكعبي، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، أن الأوقات الصعبة التي مر بها العالم أجمع ومن ضمنه دولة الإمارات نتيجة جائحة كورونا، علمتنا دروساً قيمة ودفعتنا نحو اقتناص الفرص التي أمامنا، إذ يمكن تلخيص الدروس المستفادة من هذه الجائحة بثلاثة محاور أساسية وهي: أهمية العمل على الاستعداد والجاهزية بصورة مستمرة، والانفتاح على التعاون في كل المجالات ومع الجميع محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على ‏التعامل بمرونة وفعالية أكبر.

وقال إن السر وراء النموذج الاستثنائي المتميز الذي سطرته دولة الإمارات للاستجابة بكفاءة للجائحة، يكّمن في الحرص على وضع صحة المجتمع على رأس قائمة الأولويات، والاستعداد والجاهزية، والابتكار، وتعزيز التواصل والعمل بروح الفريق الواحد، وقبل ذلك دعم القيادة الرشيدة التي منحتنا الثقة والقدرة على تذليل الصعاب وتحقيق الأهداف لتمضي دولتنا بطموحاتها للأمام وهي أكثر إصراراً وعزيمة، بهمة أبنائها الذين يقفون خلف رايتها للتصدي لفيروس كوفيد-19.

وأضاف أن التجربة الاستثنائية التي سطرتها دولة الإمارات في مواجهتها للجائحة والمبادرات السبّاقة التي أطلقتها للحفاظ على صحة ورفاه جميع أفراد المجتمع، حققت نتائج ايجابية مهمة انتقلت بالجميع إلى مرحلة ما بعد  كوفيد ـ 19، ومجتمع الإمارات أقوى وأفضل وأكثر عزيمة بإذن الله في ظل القيادة الرشيدة التي لا تقف أمام التحديات بل تتجاوزها بطموح عالٍ لصنع المستقبل لخمسين عاماً قادمة.

وأوضح أن دور القطاع الصحي في أبوظبي  برز في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم أجمع، كنموذج متميز يحتذى به عالمياً في كفاءة الاستجابة للجائحة، وذلك بفضل الاستعداد للمستقبل وتحدياته تماشياً مع رؤية القيادة التي وضعت الأسس التي مكنت القطاع الصحي في الدولة بكافة عناصره من الوقوف بروح الفريق الواحد في خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية منذ بداية الجائحة للحفاظ على صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع مستفيداً من البنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها واستعدادات الطوارئ والجاهزية المتميزة.

وأضاف أن جائحة كوفيد-19 كانت اختباراً حقيقياً لمدى جاهزية القطاع الصحي، والذي من أهم أولوياته، الجاهزية والاستعداد التام للتعامل في حالات الطوارئ، إذ كرّس القطاع الصحي على مدار السنوات الماضية، الجهود لضمان رفع مستوى استعداده وكفائته لمواجهة تفشي الأوبئة والحوادث والكوارث من خلال تمارين الاستجابة والتدريبات الدورية التي نُظمت وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وجاءت لتحاكي الواقع بالتعاون مع جميع الشركاء، بهدف التعامل بفعالية مع الحالات الطارئة وضمان تقديم خدمات رعاية صحية متواصلة ومتكاملة لجميع من يحتاجها في أي وقت.

وأوضح سعادة الدكتور جمال محمد الكعبي، أن دائرة الصحة في أبوظبي أطلقت قبل جائحة كورونا نظام "استجابة" الإلكتروني لإدارة الطوارئ والأزمات في القطاع الصحي لإمارة أبوظبي والذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إيماناً منها بأن تحقيق أعلى درجات الاستعداد والجاهزية في القطاع الصحي يبدأ من الاستخدام الأمثل للموارد، حيث بإمكان هذا النظام توفير تقارير لحظية عن الموارد الصحية في الإمارة من خلال الربط مع الأنظمة الذكية في المنشآت الصحية.  

وأشار إلى أن القطاع الصحي في أبوظبي سار بخطى واثقة خلف القيادة الرشيدة لتعزيز التدابير والإجراءات والمبادرات التي استهدفت في المقام الأول الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع من مواطنين ومقيمين وزائرين، بدءاً بتوسيع وزيادة نطاق الفحوصات، وتوفير مراكز الفحص من المركبة، وتنفيذ حملة المسح الوطني والفحص المجاني الخاص بفيروس كوفيد-19، إذ حرصت دولة الإمارات منذ بداية الجائحة على توفير المخزون الطبي اللازم وتزويد العاملين في خط الدفاع الأول بكافة لوازم الحماية الشخصية والمستلزمات الطبية للحفاظ على سلامتهم وتمكينهم من تأدية واجباتهم على أكمل وجه.

وأكد أن القيادة الرشيدة أولت صحة كبار المواطنين والمقيمين وذوي الأمراض المزمنة أهمية خاصة، باعتبارهم الأكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد-19 من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات التي تعينهم على الحفاظ عليها خلال الظروف الاستثنائية، وحرصت على توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية المتقدمة التي يتمتع بها القطاع الصحي في تعزيز جهود الاستجابة للجائحة من خلال تمكين منصة "ملفي" لدعم حملة التطعيم الوطني في أبوظبي وتوفير منصات وبدائل رقمية كمنصة الرعاية الصحية عن بعد والتي تقدم خدمات الرعاية الصحية عن بعد لأفراد المجتمع الذين يحتاجون إلى دعم أو إرشاد طبي وتمكنهم من الحصول على الاستشارات الطبية اللازمة ووصفات الأدوية.

وقال إن دولة الإمارات كانت سباقة في دعمها المتواصل للجهود العالمية التي من شأنها المساهمة في مكافحة الفيروس ومساعدة البشرية في التغلب على هذا الوباء من خلال المشاركة في إجراء التجارب السريرية التي ضمنت توافر لقاحات آمنة وفاعلة بوقتٍ سريع، إلى جانب المشاركة في العديد من البحوث العلمية ذات الصلة، وتقديم خدمات الفحص المخبري لكوفيد-19 لعدد من البلدان الصديقة، إضافة إلى تأسيس ائتلاف الأمل لنقل وتوزيع اللقاحات حول العالم، ايماناً منها أن التغلب على الجائحة لن يكون إلا بتعاون دولي مشترك.

وأضاف أن دولة الإمارات استطاعت بعزيمة الكوادر الصحية في الميدان وتظافر الجهود أن تتصدر بلدان العالم في نسب التطعيم بين السكان التي بلغت قرابة 92%، كما استطاع القطاع الصحي في أبوظبي من كوادره ومنشآته ونظمه التصدي للجائحة على مستوى عالٍ من الكفاءة والحرفية، لتتصدر الإمارة أفضل المدن العالمية بتقدير العديد من القوائم التنافسية مثل Deep Knowledge Group و"بلومبرج" وغيرها.
ومن جانبها قالت سعادة الدكتورة فريدة الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة والمتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في دولة الإمارات إننا فخورون بالإنجازات التي تمت في الجانب الصحي خلال جائحة كوفيد 19والتي وصلنا إليه بفضل دعم ورؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات.
وتطرقت لدور مركز أبوظبي للصحة العامة في دعم البحث العلمي ودوره الرئيسي خلال الجائحه في عدة مجالات منها المتابعة للوضع الوبائي والتوعية الصحيه والتقصير النشط للمخالطين، والتركيز على الفحص والتطعيم للفئات الأكثر عرضه وذلك بهدف تقليل أعداد الحالات والمضاعفات الناجمه عن المرض.

كما تطرقت الدكتورة فريدة لدور لجنة البحث العلمي لجائحة كوفيد التي لعبت دوراً مهماً في التنسيق مع كافة الشركاء الاستراتيجيين في مجال البحث العلمي والعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات الأكاديميه والصحية للاجابة عن الأسئلة التي تساعد متخذي القرار وتمكينهم من خلال هذه الدراسات العلمية المبنيه على أسس ومنهجية علمية، إذ يعد البحث العلمي للأمراض المعدية أساسي للمرحلة القادمة للاستعداد للتعامل مع أي جائحة مستقبلية.

أما الدكتورة نوال الكعبي، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة "صحة" فقد سلطت الضوء على العلاجات الطبية الحديثة، والدراسات السريرية خلال جائحة كورونا، وقالت إن دولة الإمارات اعتمدت العلاجات الحديثة حسب الدراسات العلمية، وبعد مراجعتها، وخصصت لجنة لتحديث العلاجات على مستوى دولة الإمارات. وأضافت أنه كان يتم مراجعة العلاجات بشكل دوري للتأكد من فعاليتها ومراقبة الاستجابة عند المرضى مما جعل دولة الإمارات أقل نسبة في الوفيات الناجمة عن الاصابة بفيروس كوفيد ـ 19عالمياً.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات شاركت بفاعلية بالدراسة التجريبية للقاح كوفيد ـ 19، منذ صيف 2020، وكان لإجراء التجارب السريرية في الدولة أثراً كبيراً في ثقة أفراد المجتمع والمسارعة في أخذ اللقاح، الذي تم اعتماده من قبل الجهات المختصة في دولة الإمارات وأسهم بشكل فعال في التصدي للجائحة، وأصبحت دولة الإمارات من بين أعلى الدول في التطعيم في العالم.

ونوهت بقيام دولة الإمارات بالعديد من التجارب السريرية لتطعيمات مختلفة، والتي خدمت العالم بزيادة نسبة التطعيمات، ولأعمار مختلفة، حتى شملت الأطفال، وكانت الإمارات من أولى الدول التي سيطرت على متحورات فيروس كوفيد ـ 19، نتيجة لاعتمادها للعديد من أنواع التطعيمات. وقالت الدكتورة نوال الكعبي، إن دولة الإمارات كانت كذلك من من أعلى الدول التي أجرت الفحوصات الخاصة بالكشف عن الفيروس، ووفرت الفحوصات في كل مكان، وسهلت طرق الوصول إلى أماكن إجراء الفحوصات، إلى جانب السرعة والدقة، كما وفرت العلاج لمصابي كوفيد لجميع أفراد المجتمع في دولة الإمارات بغض النظر عن امتلاكهم للتأمين الصحي من عدمه.

ومن ناحيتها قالت الدكتورة نورة الغيثي المدير التنفيذي للعمليات في الخدمات العلاجية الخارجية إحدى منشآت شركة "صحة" إن دولة الإمارات كانت سباقة في مواجهة جائحة كورونا ابتداء من المسح إلى العلاج والتطعيم. وهو ما أكدته العديد من التقارير العالمية التي وضعت دولة الإمارات في مقدمة الدول في جهود مكافحة الجائحة وكان آخرها تقييم دولة الإمارات كثاني أكثر دولة آماناً في العالم لعام 2021 وتصدر مدينة أبوظبي المدينة الأكثر أماناً في العالم.

وأضافت أن هناك عدة عوامل أسهمت في نجاح دولة الإمارات في تصديها للجائحة، ومن أبرزها: الدعم اللامحدود من القيادة، فقد حرصت القيادة الرشيدة على على تمكين القطاع الصحي ووفرت له جميع الموارد والإمكانيات ليتمكن من حماية المجتمع، وكانت متابعة القيادة حثيثة مما أعطى التشجيع للعاملين في القطاع الصحي على مواصلة البذل والعطاء، وكانت الكوادر العاملة في القطاع الصحي تستشعر عظم المسؤولية التي تقع على عاتقها، وكان الجميع يستذكر ائماً كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "لاتشلون هم"، فتبث فينا العزيمة والقوة والتحمل.

وأوضحت أن من عوامل النجاح، الاستباقية في التخطيط والتنفيذ إذ  نجحت دولة الإمارات، بحمد الله في الاستعداد على الرغم من عدم توقع أحد للجائحة وما صاحبها من اجراءات، إذ بدأت الإمارات بتوفير خدمات متميزة لحماية أفراد المجتمع وابعادهم عن الإصابة بالفيروس، وذلك قبل وقوع أي إصابات في الإمارات؛ فأطلقت شركة "صحة" والجهات المسؤولة عن القطاع الصحي، خدمات توصيل الدواء إلى المنزل، وخدمات الاستشارة عن بعد.

وقالت إنه عندما وصل الفيروس إلى الإمارات، وجهت القيادة الرشيدة الجهات المعنية لإجراء المسح على نطاق واسع، وللتيسير على أفراد المجتمع وتسهيل عملية الفحص تم إنشاء مراكز المسح من المركبة التي مكنت من توسيع نطاق الفحوصات دون المخاطرة بسلامة وراحة أفراد المجتمع، كما مكنت من مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمسح، مما أحدث علامة فارقة في جهود الدولة في مكافحة الفيروس.

وأشارت إلى أنه تم تنظيم حملات مسح مكثفة تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة والمضاعفات مثل كبار المواطنين، والمصابين بأمراض مزمنة وسكان المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وأنه مع زيادة الفحوصات بدأت الحالات الإيجابية بالازدياد وفي نفس الوقت ازدادت المعرفة بالفيروس، فقامت الجهات الصحية بوضع إجراءات للمخالطين والمصابين، ومن خلال عمليات المتابعة وجدت الجهات الطبية أن العديد من الحالات لا تحتاج للدخول إلى المستشفى ولكنهم بحاجة للمتابعة والمراقبة، وفي ضوء ذلك تم افتتاح مراكز تقييم كوفيد-19 المتميزة، خلال أيام معدودة، مما كان له أثر كبير في الحد من انتشار الجائحة وتقليل نسب الدخول إلى المستشفيات وبالتالي تخفيف العبئ عليها للتركيز على الحالات الأكثر حاجة للرعاية الطبية.

وأضافت الدكتورة نورة الغيثي أن من العوامل التي أسهمت في نجاح دولة الإمارات في تصديها للجائحة كذلك، القدرة على التأقلم، فمن أهم ما تعلمه القطاع الصحفي من هذه الجائحة أن مفتاح النجاح سرعة التأقلم مع المتغيرات؛ فعندما بدأت شركة "صحة" في إنشاء مراكز المسح من المركبة في أنحاء دولة الإمارات كان من أكبر التحديات التي واجهة فريق العمل هو إيجاد القوى العاملة المدربة والمؤهلة لإدارة هذه المراكز، فقامت "صحة" بإعادة توزيع الموارد وتقليل الخدمات المقدمة في مراكز أخرى، ونقل العاملين إلى مراكز المسح، وتشغيل الكوادر في مجالات مختلفة عن طبيعة عملهم، وتم كذلك البحث على الفور عن حلول أخرى، وتم التعاون مع منظمات التطوع في الإمارات لتوفير الكوادر الإدارية والطبية لدعم مراكز المسح.

وأوضحت أن متغيرات الجائحة كانت مستمرة، سواء في تغيير إجراءات الدخول إلى أبوظبي، أو ارتفاع وانخفاض الأعداد أو إجراءات العزل والحجر، مما حتم على القطاع الصحي أن يكون دائماً على أهبة الاستعداد للتجاوب مع التغييرات، وكان من أهم الخطوات التي تم اتخاذها، اختيار الكوادر القادرة على التأقلم السريع لإدارة المراكز وتمكينهم من اتخاذ القرارات وتنفيذيها على أرض الواقع.

ومن العوامل كذلك اتخاذ قرارات مبينة على المعلومات، إذ عند مواجهة المجهول، تكون المعلومات هي السلاح الفعال. لذا اعتمدت شركة "صحة" في بناء خططها وتحديثها على الأرقام والحقائق المتوفرة لديها كأعداد الإصابات وأعداد المراجعين، ليس فقط لخدمات كوفيد، بل لخدمات "صحة" الطبية الأساسية، إذ لم تدع فريق العمل الجائحة التأثير على باقي الاحتياجات الطبية للمجتمع، فعلى سبيل المثل تم ملاحظة أن أعداد الأطفال الذين خضعوا للتطعيمات ضمن برنامج التطعيم المعتمد كانت في انخفاض كبير، مما يؤدي إلى انتشار عدوى من نوع آخر، فسارعت "صحة" لأطلاق خدمة التطيعن من المركبة للأطفال لتوفر للأهل خياراً يشعرهم بالآمان وفي نفس الوقت توفير الخدمات الأساسية.

ومن جانبه أكد سعادة الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي على أهمية هذه الفعالية التي تحظى برعاية كريمة من سمو الوالدة الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" إذ تسلط هذه الفعالية الضوء على ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من نموذج فريد في مواجهة جائحة كوفيد 19 والانتصار عليها بفضل الرؤية الخلاقة للقيادة الرشيدة التي قدمت استراتيجية استباقية لتجاوز تداعيات الجائحة مما كان له أكبر الأثر في ما تشهده الآن من عودة الحياة إلى طبيعتها واستمرارية الأعمال وحالة التعافي التي ينعم بها المجتمع.

وقال إن التاريخ سيسجل بحروف من نور هذه العبارة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما بث الأمل في نفوس المواطنين والمقيمين والزائرين بل وفي المنطقة والعالم بعبارته الحكيمة (لا تشلون هم) هذه العبارة التي فتحت نوافذ الأمل والإيجابية أمام الجميع، وحلقت بنا في غد مشرق تستشرفه القيادة الرشيدة التي أكدت (أن الغذاء والدواء خط أحمر وأنهما متوفران دائما في بلادنا) هذه الرؤية الاستباقية كان لها ولا يزال الأثر الأكبر في الانطلاق بالمجتمع من مرحلة القلق جراء تفشي الوباء عالمياً إلى مرحلة اليقين في الغد المشرق الذي تأخذنا إليه دائما قيادة رشيدة بحكمتها وحرصها على توفير جودة الحياة للجميع.

وأضاف الدكتور علي بن حرمل أن الدروس المستفادة من النموذج الإماراتي تمثل خارطة طريق لمختلف دول العالم في المستقبل عند مواجهة مثل هذه الجوائح أو الكوارث أو الأزمات، فقد عهدنا القيادة سباقة إلى الأمل والإيجابية، ونافذة للإطمئنان في قلوب الجميع، فخلال فترة وجيزة أقيمت المستشفيات الميدانية المزودة بأحدث الأجهزة وأفضل الكوادر الطبية والتمريضية والفنية، وقدمت القيادة الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للجميع، وفتحت الفنادق أبوابها مستضيفة المتضررين من الجائحة وقطفت دولة الإمارات ثمار رؤية استثمارية طويلة الأمد منذ عقود في البنية التحتية التقنية مما هيئ لمنظومة التعليم بشقيه العام والجامعي الاستمرار، وفي الوقت الذي منعت فيه الجائحة الطلبة من ارتياد المدارس فإن دولة الإمارات وعبر توظيف تكنولوجيا متطورة نشرت نور المعرفة في كل البيوت.

وأعرب رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي عن فخر الجامعة بما قدمته من مساهمات بحثية وتطبيقية في هذا الصدد عبر فرق طلابية متميزة ساهمت في رفد خط الدفاع الأول بمنتجات طبية تعزز أداءهم في مواجهة الجائحة.  
أما الدكتورة رانيا الدويك الأستاذ المساعد في الصحة العامة بجامعة أبوظبي، فتحدثت خلال الندوة حول التعليم العالي في دولة الإمارات خلال الجائحة: تجاوز التحديات واستثمار الفرص، فقالت إن قطاع التعليم تأثر بشكل كبير من الجائحة، خاصة عندما أعلنت منظمة اليونسكو إغلاق المدارس ومؤسسات التعليم العالي في 185 دولة، مما أثر نحو مليار ونصف المليار طالب، يشكلون 89.4% من إجمالي المتعلمين المسجلين حول العالم.

وأوضحت أن جامعة أبوظبي قدمت نحو 50 مليون درهم للمنح الدراسية والمساعدات المالية للعام الدراسي 2020-2021 ، بما في ذلك الدعم المالي الإضافي للطلاب الذين تأثرت حياتهم وتعليمهم سلباً بسبب  كوفيد ـ 19،  مشيرة إلى أن الجامعة كثفت جهودها للحد من انتشار الفيروس بالتعاون مع إكسون الخليج (ExxonMobil)  لإنتاج واقيات الوجه التي أنتجتها كلية الهندسة بالجامعة والتي تمثل إحدى المبادرات والإنجازات المتميزة التي حققتها الجامعة لإسهاماتها في خدمة المجتمع خلال الجائحة.