نجح الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، في إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 11 عاماً عبر عملية ناجحة بتقنية الموجات الراديوية، حيث كان قد أصيب بسكته قلبية داهمته في حمام السباحة، و كشفت لاحقاً الفحوصات إصابته بمرضٍ نادرٍ فى القلب وهو عيب خِلقي يسمى بمتلازمة (وولف باركنسون وايت) وهو السبب في حدوث السكته القلبية، حيث تصيب هذه المتلازمة الأطفال والبالغين وتؤدي إلى توقف القلب المفاجىء نتيجة لتسارع ضربات القلب.

وتفصيلاً، كان الطفل يلهو بالكره المائية داخل حمام السباحة، وأخبر والدته حينها أنه ليس على ما يرام و يشعر بالإعياء، وبدأ بعدها في الغوص وساعدته والدته والحاضرين في المكان على الخروج من الماء و كان يتنفس حينها بصعوبة ثم غاب عن الوعي، وعلى الفور بدأت والدته بتقديم الإسعافات الأولية، كونها حاصلة سابقاً على تدريب الإنعاش القلبي الرئوي كجزء من وظيفتها كمعالجة فيزيائية، وقد قامت بالضغط على صدر الطفل إلى أن وصلت سيارة الإسعاف التي نقلته لوحدة العناية المركزة في مستشفى قريب، وخلال هذه الفترة استخدم المسعفون جهاز إزالة رجفان القلب لصدمة القلب وتم تثبيت مجرى الهواء حتى استقرت الحالة التنفسية.
 

 ومع إجراء المزيد من الفحوصات التفصيلية الدقيقة، بينت أن الطفل كان يعاني من عيب خلقي في القلب يسمى (متلازمة وولف باركنسون وايت) ، يسبب حدوث خلل في القلب و الممرات الكهربائية، فيما تم التنسيق لنقل الطفل إلى مدينة برجيل الطبية لتلقي العلاج من قبل طبيب متخصص في علاج هذه الحالات كالدكتور كريستوفر ديوك استشاري أمراض قلب الأطفال ، حيث خضع في مدينة برجيل الطبية لعملية ناجحة بإستخدام الموجات الراديوية التي تستخدم لعلاج هذا النوع من الحالات عند الأطفال.
 

وقال الدكتور كريستوفر ديوك استشاري أمراض القلب لدى الأطفال في مدينة برجيل الطبية:" إن (متلازمة وولف باركنسون وايت)، هي اضطراب نادر يصيب 1-3 من كل 1000 شخص في جميع أنحاء العالم، بالنسبة لهذا المريض كان لديه قطعة إضافية من العضلات داخل قلبه، تسببت في حدوث كهرباء غير طبيعية، عادةً ما يصاب الأطفال الذين يعانون بمن هذه المتلازمة بخفقان القلب كنوع من الأعراض، ومن النادر جدًا أن يعانون من سكتة قلبية، في مسيرتي المهنية التي امتدت لأكثر من 20 عامًا ، كانت هذه هي الحالة الثانية فقط التي صادفتها، حيث عانى هذا الطفل المصاب بمتلازمة (وولف باركنسون وايت) من سكتة قلبية، لذلك قررنا إجراء عملية استئصال بالترددات الراديوية للأطفال، طبقاً لبروتوكول العلاج المتعارف عليه عالميأً لعلاج مثل هذه الحالة". قام الفريق الطبي متعدد التخصصات بتجهيز غرفة العمليات، وضم الفريق الدكتور جاياكيرثي راو استشاري أمراض القلب والفيزيولوجيا الكهربية، و الدكتور كيزافا راماكريشنان استشاري وحدة العناية المركزة للأطفال، والدكتور تاج محمد فياض استشاري جراحة الصدر ، والدكتور إمتياز أحمد استشاري جراحة القلب.
 

  وأوضح الدكتور كيزافا، أنه تم تجهيز مدينة برجيل الطبية بالإمكانيات والخبرة لتكون على إستعداد تام لتقديم رعاية معقدة لمرضى الأطفال، حيث توفر ضمن مرافقها، معمل قسطرة مزود بمعدات لدراسات الفيزيولوجيا الكهربية لهذه الحالات، مشيراً إلى أن مثل حالة هذا الطفل بحاجة إلى رعاية معقدة في وحدة العناية المركزة للأطفال، لذا تم التحقق من أن جميع الخدمات الداعمة و المطلوبة متوفرة إلى جانب التنسيق الداخلي مع التخصصات المتعددة قبل البدء بالإجراء، حيث كان كل من  فريق الجراحة، ووحدة العناية المركزة للأطفال، وفريق جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم ( ECMO ) للأطفال، على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي مضاعفات محتملة الحدوث خلال الإجراء.
 

وقام الدكتور ديوك ، بمساعدة الدكتور راو ، بإجراء عملية استئصال القطة الزائدة في عضلات قلب الطفل بنجاح، خلال جراحة إستغرقت ساعتين ونصف، لم يحدث خلالها أية مضاعفات بحمد الله، فيما أنقذت العملية الطفل ليوناردوا من العيب الخلقي الذي كان مريضاَ به، وتعافى بشكل جيد، لكنه بالطبع لازال بحاجة المتابعة من خلال الفحوصات الدورية. من جانبها، عبرت والدة الطفل ليوناردوا عن شكرها للفريق الطبي بمدينة برجيل الطبية الذي ساهم بإنقاذ حياة طفلها، مؤكدة على ضرورة أن يحصل كل فرد في المجتمع على  دورة تدريبية خاصة بالإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي للمساهمة بإنقاذ أرواح من حولنا لو تعرضوا لمواقف صحية مماثلة.