رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
خبراء: بوتين قد يكون مفتاح استئناف التفاوض بين واشنطن وطهران
أكد خبراء في العلاقات الدولية والإيرانية، أن هناك رهانات من جانب طهران وواشنطن على أن يكون لروسيا خلال الفترة المقبلة دورٌ أساسي في تحريك المياه الراكدة الخاصة باستكمال المفاوضات، حتى لو كانت الاجتماعات غير مباشرة.
وأوضحوا في تصريحات لـ»إرم نيوز»، أن الاتصالات غير المباشرة التي تجريها موسكو أو مسقط أو دول أخرى لا تظهر في الصورة، تُجهّز المشهد بالتنسيق لعقد مفاوضات قريبة، حتى لو بوسطاء بين إيران والولايات المتحدة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال إن الاتصالات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لا تزال مستمرة، رغم تصاعد التوترات الأخيرة، مشددًا على أن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحًا.
يأتي ذلك في وقت قال فيه موقع «أكسيوس» إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أوسلو الأسبوع المقبل، بهدف إعادة إحياء المحادثات النووية.
وبحسب الموقع، فإن ويتكوف وعراقجي كانا على تواصل مباشر خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، والتي انتهت بوقف إطلاق نار تم بوساطة أمريكية. ويرى الباحث في العلاقات الدولية، سعيد عبد الحفيظ، أن ترامب يراهن على العلاقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني والذهاب إلى التفاوض، في ظل ما أعلنته موسكو - التي تطمئن لها طهران - من القيام بدور الوساطة في الملف النووي الإيراني، وقبل ذلك في المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وأضاف عبد الحفيظ في تصريحات لـ»إرم نيوز»، أن ترامب يرى أن بوتين يستطيع جيدًا التنسيق ووضع سبل التفاوض على طريقها الصحيح، حتى لو أن ذلك سيكون له مقابل في ساحات أخرى، في إشارة إلى الأوضاع في أوكرانيا، الأمر الذي يجعل الاتصالات غير المباشرة التي تجريها موسكو أو مسقط أو دول أخرى لا تظهر في الصورة تُجهّز المشهد بالتنسيق لعقد مفاوضات قريبة، حتى لو بوسطاء بين واشنطن وطهران.
وبيّن أن ترامب يتعامل مع حضور بوتين لإتمام الجانب الأكبر من الاتصالات المباشرة للتفاوض، كخيار مقبول إلى حد كبير من طهران، لا سيما أن روسيا حليف مباشر لإيران.
من جهة أخرى، يدرك الرئيس الروسي أن إيران ببرنامج نووي غير سلمي من الممكن أن تتسبب في أضرار وتهديدات في حديقته الخلفية. وفي الوقت نفسه، فإن رفع العقوبات عن إيران عبر اتفاق، سيحقق مكاسب كبيرة على مستويات اقتصادية واستراتيجية لموسكو. ويؤكد عبد الحفيظ أن هناك رهانات من جانب إيران والولايات المتحدة على أن يكون لروسيا خلال الفترة المقبلة دورٌ أساسي في تحريك المياه الراكدة الخاصة باستكمال المفاوضات، حتى لو كانت غير مباشرة. وهو ما ينعكس في عدة أطر، من بينها أن المكان الأقرب والمناسب للطرفين لنقل «اليورانيوم» المخصب من إيران ستكون روسيا، في ظل مطالبة واشنطن بذلك، وقبول طهران بهذا الطرح في حالة موافقتها على نقل اليورانيوم خارجها.
فيما يقول الخبير في الشأن الإيراني، أصلان الحوري، إن طهران ستتفاعل مع الوساطات المتعددة التي تمهد لإجراء اتصالات غير مباشرة تعود إلى محادثات من نفس النوع في الفترة المقبلة، ولكن بحسب ما يخدم وصولها إلى تصنيع السلاح النووي أو أقرب مرحلة لذلك، لاستخدام هذا «النصر» بالنسبة لها بغرض التفاوض الذي تريد أن تفرض به شروطها على الغرب، وليس للحرب أو المواجهة.
وبحسب الحوري في تصريحات لـ»إرم نيوز»، فإن طهران أتمّت في الفترة الأخيرة - على جانب آخر - تصرفات تساعد توجهها الحقيقي في أن يكون الوصول إلى مفاوضات تأتي باتفاق بعد مدى زمني بعيد، وفي صدارة ذلك تعليق اتصالاتها وتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو الأمر الذي لن تستقيم به محادثات هدفها التفاوض والاتفاق.
وأردف أن بعد هذا القرار خرجت طهران لتؤكد أنها ستتعامل مع الوكالة الدولية عبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليصبح بذلك شكل التعاون غير مفهوم أو يكون متغيرًا بحسب ما يستجد أمام طهران والاتصالات غير المباشرة معها من الوسطاء. وأشار الحوري إلى أن فتح إيران الباب للوساطات المتعددة سيساهم في هدفها، سواء في دعم مطالبها أم صعوبة التفاوض معها بضغوط قصوى، أو الحصول على مقابل أكبر مما كانت عليه محادثات مسقط وروما عبر الوسيط العماني قبل حرب الـ12 يومًا. والأهم في تعدد الوساطات هو «ميكانيكية الزمن»، بمعنى الوقت الذي سيُستغرق في توصيل الرسائل والردود، وهو ما تعمل عليه طهران. وذكر الحوري أن تعامل إيران مع عنصر الوقت هو مفتاحها الذهبي مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، للوصول إلى هيكل تصنيع السلاح النووي الذي ستتفاوض به من موقع أقوى، لأن في النهاية ما تريده طهران هو الوصول إلى اتفاق، ولكن بما يخدم كافة طلباتها ذات السقف المرتفع، الذي تعوّض من خلاله مراحل العقوبات والاختناق الاقتصادي، والتي اعتُبرت بالنسبة لها تضحيات في سبيل تحقيق أهدافها أمام الغرب.