خبير: روسيا لا تعوّل على اللقاء المحتمل بين ترامب وبوتين

خبير: روسيا لا تعوّل على اللقاء المحتمل بين ترامب وبوتين


أكد مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن روسيا لا تعوّل على اللقاء المحتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن ترامب قد يحمل، خلال اللقاء، أوراق ضغط على موسكو. وتوقع ملحم، في الوقت نفسه، أن لدى بوتين أوراقًا يستطيع التأثير بها على الرئيس الأمريكي وأوروبا. وأوضح ملحم، في حوار مع «إرم نيوز»، أن السياسة الأمريكية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية لا يرسمها دونالد ترامب وحده، ولكن مع مجموعة من المؤسسات الأمريكية، التي تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرارات المختلفة.
ولفت إلى أن قرار تخلي كييف عن بعض أراضيها ليس بيد الرئيس الأوكراني وحده، وسيتم تنفيذ هذه الخطوة حال الحصول على ضوء أخضر أمريكي مقابل ضمانات للسلام الدائم مع روسيا. 
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تراقب السلطات الروسية الأوكرانية عملية تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض هو حدث كبير بالتأكيد سيؤثر على الحرب الروسية الأوكرانية والعالم كله، ويجب أن نفهم جيدًا في نفس التوقيت أن السياسة الخارجية الأمريكية لا يرسمها الرئيس وحده، ولكن هناك مجموعة كبيرة من المؤسسات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المؤسسات على ارتباطات واسعة مع العالم داخل أوكرانيا وروسيا وخارج هاتين الدولتين، وهي تؤثر على رسم السياسة الخارجية الأمريكية مع العالم، وروسيا وأوكرانيا تحاولان أن تفهم مناطق التأثير داخل الولايات المتحدة واللعب على هذا الوتر.
نائب ترامب أعلن ملامح الخطة الأمريكية لوقف النزاع من خلال تنازل كييف عن أراضيها التي احتلتها روسيا.. برأيك هل توافق عليها أوكرانيا؟
فيما يتعلق بتخلي أوكرانيا عن أراضيها مقابل إحلال السلام، أعتقد أن هذا الموضوع لا يرتبط بيد أوكرانيا بقدر ما يرتبط بالإدارة الأمريكية نفسها، وبالتالي إذا استمرت الحرب سوف تستمر بضوء أخضر أمريكي، وإذا وافقت أوكرانيا على التخلي عن أراضيها فسوف يكون بضوء أخضر أمريكي.
أول قرارات ترامب تمثلت في وقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا.. ما تداعيات هذا على مسار العملية العسكرية في أوكرانيا؟
الأمر مرتبط بخلافات داخل المؤسسات الأمريكية، وهناك العديد من التيارات داخل إدارة ترامب وخارجها، وهناك من يدعم القطاع النفطي، ولذلك نلاحظ ضغوطًا على أوكرانيا بوقف ترانزيت الغاز عبر أراضيها، وهناك ضغوط أيضًا عليها لقصف محطات الغاز التي تضخّ عبر السيل التركي، وهدف هذا التيار الأمريكي هو الاستحوذ على سوق الطاقة في أوروبا بشكل عام، وهناك قسم من المساعدات العسكرية التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا يتم بيعها في السوق السوداء، لذلك فإن ترامب يريد من الـ90 يومًا من وقف تلك المساعدات أن يفهم أين تذهب تلك المساعدات من خلال معاونة مستشاريه، وهل الولايات المتحدة مستفيدة أم لا.
قبل تنصيبه وبعده ما زال الرئيس الأمريكي يتلهف للقاء نظيره بوتين.. ما الذي يحمله ترامب لمناقشته خلال هذا الاجتماع المحتمل؟
فيما يتعلق بتلهف الرئيس الأمريكي ترامب للقاء الرئيس بوتين، فإن العلاقات الشخصية لأي رئيسين تنعكس سلبًا أو إيجابًا على العلاقات بين الدولتين، لكن لا يجب أن تعوّل روسيا على ذلك كثيرًا، وترامب سوف يحمل معه مجموعة أوراق ضغط على روسيا، وفي المقابل جزرة، أي يحمل «عصا وجزرة»، وهناك بعض الملفات التي ستحاول روسيا الاستفادة منها لتحسين أوضاعها الاقتصادية؛ لأن وضعها ليس على ما يرام.
حال تمسك بوتين بمطالبه وشروطه.. ما المتوقع من ترامب في هذه الحالة؟
الرئيس بوتين سوف يتمسك بكل مطالبه ولا رجعة عن قراراته نهائيًا، وروسيا تجاوزت كل العقوبات الغربية والأمريكية والمشكلات التي عصفت بها بعد هذه العملية العسكرية الخاصة، وأصبح من الصعب على بوتين التراجع عن مطالبه، وهناك عناصر ضغط كبيرة يمتلكها بوتين على القارة الأوروبية، والتي ستضغط هي الأخرى على الرئيس ترامب، صحيح أن ترامب يحاول استغلال القارة الأوروبية، لكنه لا يستطيع الاستغناء عنها وبالتالي، فإن بوتين لديه أوراق يستطيع التأثير بها على الرئيس الأمريكي وأوروبا.
هناك تقارير تشير إلى أن ترامب يحضر لصفقة لإنهاء العقوبات الأوروبية الأمريكية عن روسيا.. هل ينجح في ذلك؟
بالنسبة لاحتمالية وجود صفقة لإلغاء العقوبات على روسيا، هذا الموضع عديم الفائدة؛ لأن روسيا تمكنت حقيقة من تجاوز مشكلة العقوبات، وإذا أرادت الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات على روسيا فإن عليها أن تعاقب العالم، وبالتالي فإن استخدام العقوبات كورقة مع روسيا لن يجدي على الإطلاق.