رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
رفع عقوبات عن طهران يزيد قدرتها على تمويل الإرهاب
كتب الباحث ريتشارد ناتونسكي في موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد خلال مثوله أمام مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه في منصبه، أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب، وهي صفة تقر بها منذ وقت طويل الإدارات الأمريكية من الحزبين. وفي الواقع، تتضح مسؤولية إيران عن زرع الفوضى الطائفية والنزاع في جوارها المشرذم، عبر وكلائها وعملائها، من حزب الله إلى حماس. ووقت تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى فتح باب الديبلوماسية معها، عليها أن تتعامل أيضاً مع الانخراط القوي للنظام الإيراني، في توفير الأموال والسلاح والتدريب للمتطرفين في أنحاء الشرق الأوسط. تدعم إيران مجموعة مختلفة من اللاعبين الذين يستحدمون العنف من أجل إثارة عدم الاستقرار، بما يسمح لطهران بزيادة نفوذها. وبصفتها قوة ثورية، فإنها تحافظ على عدائها للغرب ولأمريكا. ويقوض النظام الإيراني المصالح الأمريكية من خلال تهديد حرية الملاحة في الخليج، وتهديد سيادة الدول المحيطة بها، وهي ترعى الإرهاب في المنطقة والخارج على حد سواء.
كما تتعهد علناً بإنهاء إسرائيل. وقال المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي في مايو (أيار): “سندعم ونساعد أية دولة أو أية مجموعة في أي مكان إذا كانت تعارض وتقاتل النظام الصهيوني». وتنفق إيران أموالاً طائلة من أجل تحقيق أهدافها. ووفق مصادر أمريكية، فإن طهران كانت تقدم في الأعوام الأخيرة نحو 700 مليون دولار سنوياً لحزب الله، الذي يعتبر أقوى وكيل لها، على رغم ان هذا التمويل قد تناقص منذ عاودت الولايات المتحدة فرض عقوبات مشددة على طهران عام 2018 عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عامذاك. كما ساعدت إيران حزب الله على تجميع ترسانة من 120 ألف-إلى 140 ألف صاروخ، بينها المئات من الصواريخ الدقيقة الطويلة المدى، وفق ما جاء في تقرير مفصل لمعهد “هايبرد وورفير بوليسي بروجيكت” عام 2018. وفي ديسمبر (كانون الأول)، قال زعيم “حزب الله” السيد حسن نصرالله، إن ترسانة الصواريخ الدقيقة قد تضاعفت عما كانت عليه العام السابق. وتفاخر بالقول بأن “أي هدف في أي منطقة من فلسطين المحتلة نريد أن نصيبه بدقة-فإننا قادرون على ذلك».
وعمل حزب الله مع إيران منذ وقت طويل على حيازة أسلحة دقيقة، تشكل تهديداً أكبر بكثير من الأسلحة غير الدقيقة. ويمكن أن تستخدم بدقة أكثر ضد بنى تحتية أساسية، مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية ومعامل تحلية المياه، أو المطارات، في محاولة لإضعاف قدرات الخصم أو التسبب بإصابات كثيرة. ونصرالله نفسه، حذر عام 2016 من أن ضربة لمستودعات الأمونيوم في شمال إسرائيل من شأنها أن تلحق ضرراً مماثلاً لقنبلة نووية. والإيرانيون أنفسهم يتباهون علناً ببناء ترسانة حزب الله. وقال قائد إيراني مؤخراً إن “كل القدرات الصاروخية في غزة ولبنان هي نتيجة دعم إيران، وأنها في الخط الأمامي للمواجهة». والمجموعات الإرهابية في غزة استفادت من دون شك من مثل هذه المساعدة. وبحسب التقديرات الأمريكية، فإن إيران “توفر مائة مليون دولار كدعم مشترك للمجموعات الفلسطينية الإرهابية” بينها حماس والجهاد الإسلامي.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، صادرت إسرائيل أربعة ملايين دولار، قالت إنها كانت مرسلة من إيران إلى حماس، لتمويل الإرهابيين وتصنيع الأسلحة. وبعد أيام، روى القيادي في “حماس” محمود الزهار، انه تسلم 22 مليون دولار في حقائب بعد اجتماعه الأول مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل بغارة أمريكية العام الماضي. وفي تعليقات نقلها موقع المصدر الإخباري في يناير (كانون الثاني)، أشاد قائد في الجهاد الإسلامي على نحوٍ مماثل بسليماني “لتزويده وتدريبه وتحضيره وتمويله” ومساعدته “المقاومة الفلسطينية”، وروى كيف أن مقاتلي مجموعته أطلقوا “صواريخ فجر التي أرسلها لهم قاسم سليماني». كما أن النفوذ الطائفي لإيران يمكن تلمسه في العراق أيضاً، حيث تقدم طهران أموالاً وأسلحة وذخائر وتدريباً للميليشيات الشيعية، التي استهدفت القوات الأمريكية والحليفة التي تقاتل داعش. وهذه الميليشيات متهمة بارتكاب إساءات ضد العراقيين السنة، بما فيها عمليات قتل وتعذيب واعتقالات تعسفية. وتم نشر الآلاف من هذه الميليشيات في سوريا باسم إيران لدعم نظام بشار الأسد.
أسلحة إلى الحوثيين وطالبان
كما أن إيران أرسلت أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن وإلى طالبان في أفغانستان، وهي تحافظ على علاقة معقدة مع القاعدة، التي قيل إن رجلها الثاني في التسلسل القيادي، اغتيل على أيدي عملاء إسرائيليين في طهران، حيث كان يعيش طليقاً. ومن المتوقع أن ينتهج بايدن سياسة مختلفة عن حملة الضغوط القصوى التي اتبعها دونالد ترامب، وقد أبدت إدارته عزمها على سلوك طريق الديبلوماسية مع طهران، والتي بدأت فعلاً. وهذه المقاربة تتضمن احتمال تخفيف العقوبات. ومع ذلك، فإن زيادة الموارد لدى إيران، ستؤدي بطهران إلى تحويل المزيد من الأموال للمجموعات الإرهابية. وستكون هذه نتيجة بغيضة، يتعين على الإدارة الأمريكية الجديدة أخذها في الاعتبار في سياق عزمها على التفاوض. ويجب عدم منح إيران المزيد من التمكين كي تواصل زرع الإرهاب وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.