بحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان
رواية غواصو الأحقاف... في ختام الأسبوع الثالث لثقافة المملكة العربية السعودية
بحضور الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وضمن شهر الثقافة الخليجية الذي يعقده مجلس شما محمد للفكر والمعرفة وفي ختام الأسبوع الثالث الذي كان مخصصا لثقافة المملكة العربية السعودية استضاف المجلس ضمن منشط ندوة الكتاب الكاتبة السعودية أمل الفاران عبر شبكة الانترنت لمناقشة روايتها (غواصو الأحقاف) نهاية الاسبوع الماضي وهي الرواية التي كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب عام 2018
وفي بداية اللقاء رحبت الشيخة د.شما بالكاتبة وقدمت رؤيتها حول الرواية قائلة ((للرمل طباع كالبشر) تلك الجملة التي لا تحكيها إلا من كانت جذورها متشربة بصخب الصحراء وقست أغصانها في قيظ الصيف و سكينة المساء .. فكل حبة رمل في الصحراء تحمل قصة إنسان عاش بين تلالها وظل حكايته مخبوءة في الصمت حتى يأتي من يجيد الاستماع لحكايا الصحراء ليعيد حكايتها لنا واليوم أجدنا أمام كاتبة أجادت الاستماع لتلك الحكايا وبرعت في إعادتها لنا.
ولأنني ابنة الصحراء فقد عشت أجواء الصحراء بكل مفرداتها .. بهمهمات النسيم عند الغروب وبلسعة حبيبات الرمل عند غضب التلال وبين سطور الرواية كنت أسمع وأرى الصحاري والقوة التي تزرعها خلف أبواب كل بيت ضرب بجذوره في رمالها الطيبة) وأضافت الشيخة شما خلال حديثها عن الرواية (عند مشهد السيل (القشاش) توقفت وتأملت بينه وبين ما يحدث الآن في العالم فقد هدم القشاش بيوت الهذاليين والبنايين فلم يجدوا إلا أرض الفوازين وتوحدوا في مواجهة الطبيعة والكارثة وهذا ما يحدث لنا الآن في العالم فنحن نواجه كارثة تهدم حياتنا و تحول نمطها بشكل حاد ويقف العالم كله عند نفس الزاوية يحاول البقاء والارتداد لنمط الحياة الذي عشناه وتعودنا عليه ثم وجهت تساؤلات للكاتبة قائلة كيف ترين الفارق المجتمعي بين تلك الحقبة الزمنية وبين الحاضر؟
المرأة كانت حاضرة بقوة في بناء الرواية كقوة وجودها في الواقع التاريخي فكيف تنظرين لواقع المرأة السعودية في ظل التغييرات التي تحدث في المملكة العربية السعودية؟
وقد أبدت الكاتبة سعادتها بأن تكون الرواية مطروحة للحوار في مجلس الفكر والمعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان بها محطتين من أهم محطات مشوارها الإبداعي يوم فازت روايتها (روحها الموشومة به) بجائزة الشارقة للإبداع عام 2004 ثم ترشيح روايتها ضمن القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد فرع الآداب عام 2018 موجهة شكرها وتقديرها للشيخة الدكتورة شما على رؤيتها حول الرواية ، وأضافت أن الرواية تدور في زمن تأسيس المملكة العربية السعودية واهتمامها بالصحراء، كونها عاشت في بيئة على صلة تامة بالصحراء ، واستقت من خلالها مادة الرواية، وأحكمت امتلاك أدواتها بإتقان ووعي ، وقد شاركت العضوات الحوار بالكثير من التساؤلات منها هل بناء النص اللغوي الذي اعتمدت عليه له خصوصية وعلاقة ما ، مع البيئة الحضارية للفترة الزمنية التي تحكيها الرواية؟ وقد كانت اللغة ثرية جدا وبها من الكلمات القليلة الاستخدام في اللغة العربية المتداولة حاليا وهل الحكايات المروية في السرد مستلهمة من التراث الشعبي السعودي ؟ وما هي المصادر التاريخية والمراجع المعتمدة عن تلك الفترة الماضية لاستقاء المعلومات؟ وقد أجابت الكاتبة على كافة المداخلات موضحة بأن البيئة المكانية وفرت لها الكثير، لتتجاوز التحديات كما أنها استعانت بمن حولها وأسرتها في جميع الأحداث التي منحت الرواية روحا بعبق الصحراء والبخور والعطر الذي كانت أمها تصنعه ، وأن الرواية مسكونة بدور المرأة التي جابهت كل الظروف وهي صامدة أمام التحديات ، كما أنها استقت الكثير من الحكايات الشعبية والدينية وأشجار البيئة وحكايات الجن والشخصيات الخرافية وغيرها من قلب مجتمعها المكتنز بالحكايات والأحداث ، إلا أن الجميع أعرب عن جمال الرواية بلغتها الثرية، والانسيابية في السرد المتفق مع السياق الذي تصوره والحدث الذي تناقشه.
هذا وقد اختتم اللقاء بتقديم الشكر والتقدير من الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان للكاتبة أمل الفاران مؤكدة بأنها لم تقرأ رواية تصف وتسرد تفاصيل الصحراء بمثل هذه الدقة ، وأن رواية غواصو الأحقاف لامست أرواحنا واستدعت أعماق ذكرياتنا مع الصحراء ، برمالها وجمال أشجارها