روسيا مستعدة للمساعدة في تخفيف التوتر بشرق المتوسط
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء خلال زيارة لقبرص إن موسكو مستعدة للمساعدة في تخفيف التوتر في شرق البحر المتوسط حيث تخوض قبرص واليونان مواجهة مع تركيا بشأن الحقوق البحرية والطاقة.
وأضاف لافروف أن “روسيا تعتبر أن أي تصعيد آخر في المنطقة غير مقبول وتدعو جميع الأطراف إلى تسوية كل النزاعات عبر الحوار حصرا وعلى أساس القانون الدولي».
وتابع “نحن مستعدون لتقديم المساعدة لإقامة هذا الحوار إذا طلب الطرفان ذلك».
ويتصاعد التوتر بشأن نشاطات التنقيب البحرية التي تقوم بها تركيا والتي تقول قبرص وحليفتها اليونان إنها تنتهك سيادتهما. وقد أجرت تركيا واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا تدريبات عسكرية أخيرا، ما زاد المخاوف من أن المواجهة قد تتحول إلى نزاع.
والتقى لافروف في نيقوسيا الرئيس نيكوس أناستاسيادس وهو يزور قبرص بمناسبة مرور 60 عاما على استقلالها وعلى العلاقات الثنائية مع روسيا، لكنه انتهز الفرصة لانتقاد نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، واصفا إياها بـ”اللاعب الخارجي».
وشدد لافروف على أن “هناك قضايا أخرى تقلقنا بشأن الوضع في شرق البحر المتوسط ... مثل الولايات المتحدة التي تحاول خلق خطوط (انقسام) وتسهم في الصراعات بدلا من الحلول السلمية».
وأضاف “هذه حقيقة محزنة لأنه في شرق البحر المتوسط هناك حاجة إلى نُهج أخرى وطرق سلمية لتعزيز المصالح».
ورغم أن لافروف لم يخض في التفاصيل، فإن هذه التصريحات تأتي بعدما رفعت واشنطن جزئيا حظر توريد أسلحة إلى قبرص استمر 33 عاما. وهذا الامر جزء من شراكة أوسع لتعزيز علاقات أوثق في مجال الطاقة والأمن بين واشنطن وقبرص واليونان وإسرائيل.
وكان الكونغرس الأميركي صوت على نص في هذا الاتجاه في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفرضت الولايات المتحدة هذا الحظر في 1987 لتشجيع إعادة توحيد الجزيرة التي تحتل تركيا شمالها منذ أن غزتها في 1974.
وأشاد أناستاسيادس في مقابلة مع وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي بالخطوة “الإيجابية” التي اتخذتها الولايات المتحدة للسماح ببيع معدات عسكرية “غير قاتلة».
لكنه ندد بما تردد عن طلب من السفيرة الأميركية جوديث غاربر، لمنع سفن عسكرية روسية من الدخول إلى موانئ قبرصية للتزود بالوقود وغير ذلك من الخدمات. واعتبر أن قبرص وكونها دولة صغيرة لا تزال محتلة، عليها أن تحافظ على “علاقات ممتازة مع جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي».
وقال إن مثل تلك الزيارات التي تقوم بها سفن عسكرية “مرحب بها دائما طالما لا تستخدم أياً من موانئنا لمهاجمة جيراننا».
وقبرص مقسمة منذ العام 1974 بعدما احتلت تركيا ثلثها الشمالي ردا على انقلاب مدعوم من الحكومة العسكرية في أثينا آنذاك، سعيا لإقامة وحدة بين قبرص واليونان.
وأعلن الشطر الشمالي المحتل قيام “جمهورية شمال قبرص التركية” التي لا تعترف بها سوى أنقرة. وفشلت عقود من المحادثات المتقطعة خصوصا برعاية الأمم المتحدة، في التوصل إلى تسوية.