عدد الضحايا يرتفع إلى 40 ألف قتيل

زلزال تركيا وسوريا.. الآمال تتراجع والغضب يتصاعد

زلزال تركيا وسوريا.. الآمال تتراجع والغضب يتصاعد


تم إنقاذ ناجيتين آخريين من تحت الأنقاض في تركيا، بعد مرور أكثر من عشرة أيام على وقوع الزلزال المدمر، لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بما يفسح المجال للحزن والغضب مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين.
وقالت محطة تي.آر.تي خبر أنه تم إنقاذ فتاة عمرها 17 عاماً في إقليم كهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا، بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، ووقع في جنح الليل في السادس من فبراير (شباط).

وقالت السلطات إن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب تركيا في تاريخها الحديث ارتفع إلى 40 ألف قتيل وفي سوريا، التي أضاف الزلزال فيها للأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاماً، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5800 وهو عدد لم يطرأ عليه تغيير يذكر في الأيام الماضية.

وتكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة.
وناشدت الأمم المتحدة العالم جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة العملية الإغاثة التركية، جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ وقوع الزلزال إن مواجهة كارثة الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي تتطلب موارد تزيد كثيراً على إمكانيات الحكومة.

ولم تذكر تركيا أو سوريا عدد الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للمساعدات الذي زار تركيا الأسبوع الماضي، إن المواطنين يعانون حزناً لا يوصف، مضيفاً يجب أن نقف معهم في أحلك أوقاتهم ونضمن حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه.

ورغم العثور على عدد من الناجين في تركيا إلا أن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة.
ويتزايد الغضب وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويهم المفقودين، بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتطوير حضري معيب بشدة، نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات.

وبينما تهدم آلات الحفر ما تبقى من كتلة سكنية فاخرة في مدينة أنطاكية الجنوبية كانت تعيش فيها ابنتاها، قالت سيفيل كارابدل أوغلو: كان لدي طفلتان. ليس لدي غيرهما. هما تحت الأنقاض.

ويعتقد أن نحو 650 شخصاً لقوا حتفهم حين انهار مبنى رينيسانس ريسيدنس في الزلزال.
وأضافت استأجرنا هذا المكان باعتباره سكناً للنخبة ومكاناً آمناً، كيف أعرف أن المقاول بناه بهذه الطريقة؟ الجميع يتطلع إلى تحقيق ربح. جميعهم مذنبون.

وعلى بعد نحو 200 كيلومتر، تجمع نحو 100 شخص، في مقبرة صغيرة في بلدة بازارجيك، لدفن أسرة شابة مكونة من الوالدين، إسماعيل وسيلين، وابنتيهما الصغيرتين الذين لقوا حتفهم في مبنى رينيسانس ريسيدنس الذي هُدم في الزلزال.