يخوض الفنان شريف منير تجربة درامية غير مسبوقة في موسم رمضان 2026، من خلال تجسيده لشخصية محمود عزت، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، وذلك ضمن مسلسل جديد من إنتاج شركة سينرجي، يجمعه لأول مرة بالنجم مصطفى شعبان في بطولة مشتركة تحمل طابعاً سياسياً وإنسانياً مشوقاً. العمل يستند إلى وقائع حقيقية ويُعد من أبرز إنتاجات الموسم، حيث يتناول رحلة عزت من اعتصام رابعة وحتى لحظة القبض عليه، في سرد درامي يسلط الضوء على مرحلة مفصلية من تاريخ مصر الحديث.

معالجة درامية لملف أمني وتنظيمي معقد
المسلسل الذي لم يُعلن عن اسمه النهائي بعد، يتولى كتابته السيناريست باهر دويدار ويخرجه أحمد صالح، ويُنتظر أن يشكل دور شريف منير نقطة تحول في مسيرته الفنية، نظراً لطبيعة الشخصية التي يجسدها وما تحمله من أبعاد تنظيمية وسياسية شديدة التعقيد. ويعمل فريق الإنتاج حالياً على ترشيح باقي أبطال العمل تمهيداً لانطلاق التصوير خلال الأسابيع المقبلة، وسط تكتم شديد حول تفاصيل الحبكة الدرامية.

ويُعد محمود عزت من أخطر رموز التيار القطبي داخل الجماعة، وقد وُصف إعلامياً بـ”الرجل الحديدي” و”ثعلب الإخوان” و”المرشد الحقيقي”، نظراً لدوره في إدارة التنظيم من خلف الكواليس خلال فترات حرجة. وُلد عزت عام 1944، وانضم إلى الجماعة في سن مبكرة، وشارك في تنظيم 1965 الذي أسسه سيد قطب، ليُحكم عليه بالسجن عشر سنوات، ويخرج عام 1974 ليكمل دراسته في الطب، ثم يحصل على الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة.
تدرج عزت في المناصب التنظيمية، وانتُخب عضواً في مكتب الإرشاد عام 1981، ثم أصبح النائب الثاني للمرشد العام، قبل أن يتولى منصب القائم بالأعمال بعد اعتقال محمد بديع في 2013. عُرف بقدرته على التخفي والتنقل، واعتُقل عدة مرات، أبرزها في قضايا “سلسبيل” عام 1993، ثم في 1995 حيث حُكم عليه بالسجن خمس سنوات، كما اعتُقل عام 2008 بسبب مشاركته في مظاهرة ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ظل محمود عزت متوارياً عن الأنظار لسنوات، إلى أن ألقت السلطات المصرية القبض عليه في أغسطس 2020 داخل شقة بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة. وقد صدرت بحقه عدة أحكام بالسجن المؤبد، أبرزها في قضايا “أحداث مكتب الإرشاد”، “اقتحام الحدود الشرقية”، و”نشر أخبار كاذبة والتحريض ضد مؤسسات الدولة”. وتُعد شخصيته من أكثر الملفات الأمنية حساسية في تاريخ التنظيم، ما يجعل تجسيدها درامياً تحدياً فنياً كبيراً.

شريف منير يعود إلى الدراما الرمضانية بعد “بقينا اتنين”
هذا العمل يمثل عودة شريف منير إلى المنافسة الرمضانية بعد غيابه عن موسم 2025، حيث كان آخر ظهور له في مسلسل “بقينا اتنين” الذي عُرض في رمضان 2024، وشاركه في بطولته نخبة من النجوم، من بينهم رانيا يوسف، إدوارد، ميمي جمال، يوسف عثمان، وتامر فرج. كتب العمل أماني التونسي وأخرجه طارق رفعت، وقدّم خلاله منير أداءً إنسانياً مؤثراً في إطار اجتماعي معاصر. أما في رمضان 2026، فينتقل منير إلى منطقة درامية أكثر جرأة، عبر تجسيد شخصية مثيرة للجدل في عمل يُنتظر أن يثير اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء.