ليست كل الصور التي نراها بالأبيض والأسود قديمة، وليست كلها لمصورين التقطوها قبل تطور طباعة الصور بالألوان، فهذه التقنية لا تزال الأكثر تفضيلاً لدى بعض محترفي التصوير الذين يرغبون في إضفاء لمسات واقعية على الموضوعات والوجوه التي يسلطون عليها عدساتهم.

يضم المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” في نسخته السابعة عدداً من المعارض الفردية والجماعية التي تعتمد هذه التقنية وتضفي على الصور لمسة جمالية، بفعل تجريد الصور من الألوان والإبقاء على ما تقوله للعين وما تنقله من حقائق مجردة، ما يجعلها تصل مباشرة إلى وعي المتلقي الذي يستقبلها بتركيز أكثر عمقاً مما لو كانت ملونة.
 

ويتيح “اكسبوجر” للجمهور حتى 15 فبراير الجاري في “إكسبو الشارقة” مشاهدة واقتناء كنوز بصرية من الصور التي اعتمدت هذه التقنية، مثل معرض “قطط برية بالأبيض والأسود” للمصوّر الفرنسي لوران بايو، الذي تخبرنا أعماله أن للحيوانات البرية المفترسة حياة مختلفة غير التي ترسخت في أذهاننا عنها، وأنها لا تتهيأ لصيد طعامها طوال اليوم، حيث تمكن من تقديم عالم الأسود والفهود والنمور المهددة بالانقراض في أفريقيا، وظهرت في مشاهد أوضحت الصلة العميقة بين الحيوانات وبيئتها.ومن بين الذين قدموا أعمالاً فوتوغرافية بالأبيض والأسود في “اكسبوجر 2023” المصور المغربي “سهيل أ” الذي يتناول معرضه مشاهد من الحياة اليومية في شوارع مدينة باريس، حيث ذهب بكاميرته إلى زوايا غير مألوفة، واعتماداً على هذه التقنية قدم مشاهد توقف أمامها زوار المهرجان، مثل صورة العجوز الذي يطعم الطيور وينثر لها الحبوب على الرصيف.ويتطلب التصوير بالأبيض والأسود خبرة عالية للمصور ومقدرة على توظيف عناصر الضوء والشكل والظل التي تحدد معالم الصورة وما تتركه من انطباع لدى المشاهد، بحيث يضبط المصور المساحات المضيئة والمظلمة في المشهد لخلق التأثير المطلوب والشعور الواقعي الذي يعزز الإحساس بعمق الصورة وأبعادها الخالية من الألوان.