يبلغ معدل البطالة 36 % والتضخم 26.6 %
غارديان: الفقر يتفاقم في أوكرانيا.. والحرب مستمرة
في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في أوكرانيا، تتزايد معدلات الفقر في البلاد و ارتفعت نسبة الفقراء من 5.5% إلى 24.2% في 2022، ما دفع 7.1 ملايين، خاصةً في الأرياف، وفق تقرير للبنك الدولي.
ونقلت “غارديان” في تقرير ميداني معاناة السكان، خاصةً الشاباب. وقالت إن أمين الصندوق خلف شباكه في متجر ترغر الذي يقدم قروضاً مقابل رهن ممتلكات شخصية في كييف، أولكسندر ستيبانوف يصف الصعوبات التي يواجهها حتى المظفين، ويقول: “ارتفعت أسعار كل شيء. الطعام هو الأكثر كلفة، ثم وقود السيارة. وهناك أشياء زادت 40-50%. قبل الحرب كانت زوجتي تذهب للتسوق في السوبرماركت بـ 200 هريفنيا، الآن يكلفها ذلك 400-500 هريفنيا».
ومن الذين يعانون الظروف الأكثر صعوبة، الذين يعتمدون على الصدقات. وفي مدينة إربين قرب كييف حيث دار قتال عنيف في بداية الحرب، عندما حاولت أرتال مدرعات روسية السيطرة على العاصمة، يعاد بناء الجسر المدمر الذي استخدمه اللاجئون للفرار.وفي أماكن أخرى، يعاد بناء مبانٍ مدمرة، ويُشاهد عمال ورافعات. لكن رغم ابتعاد الحرب البرية عن إربين، منذ مدة طويلة، فإن العواقب الاقتصادية يمكن تلمسها بقوة في مدينة تضخم عدد سكانها بفعل النزوح الداخلي من المناطق على خطوط الجبهة في الجنوب والشرق. ويمكن مشاهدة أكثر مظاهر أزمة الفقر في كنيسة بروتستانتية في المدينة، حيث أقام القساوسة ستة مراكز لتوزيع الخبز مجاناً في المنطقة، التي تعتبر الأكثر ازدحاماً في إربين نفسها. ويمكن رؤية نحو 500 شخص معظم أيام الأسبوع ينتظرون في طوابير للحصول على الخبز . ووضعت طاولات وخيمة خارج المركز لتقديم أحذية وثياب، وألعاب أطفال مستعملة.
وكانت فيرونيكا برافكي، إحدى المقيمات في إربين، تبحث بين الثياب عن حفاضات وحليب لطفلها، وهي أمور يمكن أن تكون متوفرة ولكن ليس في اليوم الذي زارت فيه “غارديان” المركز.
وتروي فيرونيكا، 30 عاماً، أنها كانت تعمل في محل مبيعات بالتجزئة قبل الحرب، قبل أن تفر مع عائلتها إلى إسبانيا ستة أشهر، حيث أنفقت ما ادخرته وعادت إلى أوكرانيا في الخريف. وفي مكتبه بالكنيسة يصف الكاهن فيتالي كولسنيك الذي يوزع الخبز خمسة أيام في الأسبوع بمساعدة زميله فاسيلي أوستري، الوضع في إربين، قائلاً إن المدينة كانت تضم أهم مصانع للنحت على الخشب يعمل فيها 400 شخص موزعين على ثلاثة أماكن، لكن المصانع تضررت إلى حدٍ كبيرٍ من القتال. ونُقلت المصانع إلى غرب أوكرانيا ما أوجد فائضاً في العمال في إربين. ويضيف أن الكثيرين مستعدون للعمل بأجر زهيد. وأن الأجور أصلاً أقل مما كانت قبل الحرب. لكن الناس تريد أن تعمل في أي شيء لكسب بعض المال».
وتحدث عن محاولة الناس التعامل مع مداخيلهم الضئيلة “إذ يمكنك رؤية بعضهم يأتون بسيارات للحصول على رغيف خبز ثمنه دولار واحد. لكن ذلك يكشف أنهم حريصون على إنفاق كل سنت. يخبروننا عن الأوضاع المعيشية وكم باتت الأمور صعبة». وتتحدث الخبيرة الاقتصادية أولينا بيلان عن أزمة عميقة، وتقول إنه دون صفقة مالية ضخمة من الأسرة الدولية، والتعهد بـ43 مليار دولار، فإن الوضع سيتجه إلى الأسوأ. في إربين، صفوف طويلة متعرجة من الناس تحت الأشجار تنتظر أرغفة طبعت عليها كلمة “نصر”. لكن في كشك للملابس لا تبدو المتطوعة في الكنيسة لاريسا كوزهيل، 58 عاماً، متفائلة. وقالت: “أعتقد أن الأمور ستسوء أكثر خاصةً على الجيل الشاب. المتقاعدون الذين رأيتهم هنا يحصلون على دعم بـ50 دولاراً شهرياً، لكنها أفضل من لا شيء. لكن الشباب الذين خسروا وظائفهم، يعانون «.