وجه نداء إلى إجراء تغيير بين الأجيال

غارديان: خطاب بايدن الوداعي «مسرحية سياسية»

غارديان: خطاب بايدن الوداعي «مسرحية سياسية»


كان هناك 6 يناير -كانون الثاني 2021، ومحاولة انقلاب عنيفة من قبل رئيس يائس يسعى إلى البقاء في السلطة، ثم كان 24 يوليو -تموز2024، ورئيس يشرح لماذا قرر التخلي عن مسعاه للبقاء ولاية ثانية في أرفع منصب في العالم.     
وكتب مراسل صحيفة «غارديان» البريطانية في واشنطن ديفيد سميث، أن بايدن كان ليل الأربعاء، بمثابة فصل من مسرح سياسي مؤثر، وبداية رحلة وداع «لطفل يتلعثم منذ بداياته المتواضعة»، فدخل السياسة عام 1972 وشق طريقه إلى المكتب البيضاوي. أما بالنسبة للديمقراطيين المتشددين فإن  المسألة كانت على النحو الآتي: إذا كنت تحبس دموعاً، فاستعد لذرفها الآن».   
كان الخطاب بمثابة توبيخ لسلفه دونالد ترامب، الذي يمتلك نبضات استبدادية قولاً وفعلاً. ورغم أنه لم يذكر سلفه بالإسم، فإن بايدن عرض رؤيتين مختلفتين جذرياً للرئاسة الأمريكية، ستتصادمان مجدداً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وخضع الرئيس الـ46 لجوقة من زملائه الديمقراطيين، الذين تساءلوا حول قدراته الذهنية، وأعلن انسحابه من السباق. والأربعاء، بعد تعافيه من كورونا، قدم الرئيس، البالغ 81 عاماً، أولى ملاحظاته حول الأسباب التي دفعته إلى ذلك.     
وفي حديثه أمام نافذة وعلمين وستائر ذهبية وصور عائلية، بما في ذلك لابنه الراحل بو، بدأ بايدن بالاستشهاد بصور المكتب البيضاوي للرؤساء السابقين توماس جيفرسون وجورج واشنطن وأبراهام لينكولن وفرانكلين روزفلت.
وقال: «أنا أحترم هذا المنصب ولكني أحب بلدي أكثر.. لقد كان شرف حياتي أن أكون رئيسكم. لكن في الدفاع عن الديمقراطية، التي هي على المحك، أعتقد أن هذا أكثر أهمية من أي لقب».  
لقد كان ذلك توبيخاً موجهاً بالتحديد لترامب، الرجل الذي وضع اسمه على عدد لا يحصى من المباني، ويعتبر اللقب كل شيء بالنسبة له. 
وبدعم من هيريتج فاونديشن المحافظة، فإن المرشح الجمهوري عازم على توسيع السلطات الرئاسية. ولكن من خلال التخلي عن السلطة – فيما وصفته هيلاري كلينتون بأنه أعظم «عمل وطني خالص شهدته في حياتي» - أظهر بايدن أنه سيظل دائماً الرجل الأكبر.  
في واقع الأمر، فإنه رغم أشهر من الاستعدادات لهذا الحدث الطارئ، فإن حملة ترامب تعاني للعثور على استراتيجية للهجوم على المرشحة الديمقراطية الجديدة كامالا هاريس. ربما لم يكن يدور في خلدهم أن بايدن سيتنحى جانباً، لأنهم يعلمون أن ترامب لن يفعل ذلك.     
 منذ ليندون جونسون
وبايدن هو أول رئيس يعلن أنه لن يسعى لإعادة انتخابه منذ ليندون جونسون عام 1968، رغم أن بعض المؤرخين يقولون إن جونسون كان يأمل سراً في تحقيق انفراج في حرب فيتنام، وأن يأتي حزبه يتوسل إليه للعودة.
ومع ذلك، فإن بعض أوجه التشابه لا يمكن مقاومتها. بالنسبة لجونسون، الذي جاء بعد جون إف. كينيدي الأصغر سناً والأكثر بريقاً، خيمت الحرب في فيتنام على الإنجازات التشريعية الرائعة في الداخل.
 وبالنسبة لبايدن، الذي يأتي بعد باراك أوباما الأصغر سناً والأكثر بريقاً، فقد خيمت حرب غزة على الإنجازات التشريعية الملحوظة في الداخل. وكما حدث عام 1968، نتوقع احتجاجات في المؤتمر الوطني الديموقراطي الشهر المقبل في شيكاغو.
تفاعلت لدى بايدن مشاعر متضاربة حيال مطالبته بالانسحاب، من قبل هؤلاء الذين يمتدحونه الآن. لقد كانت الرئاسة حلم حياته- لقد ترشح للمرة الأولى عام 1988- وفاز في 2020 في إلهام لكل المثابرين في كل مكان. وفوق كل ذلك، فإنه أدى عمله على أكمل وجه.
 ومع ذلك، ها هم يقولون له الآن كفى. 
وخلال خطابه من المكتب البيضاوي، دفن تلك المشاعر عميقاً، على رغم أنه لم يكن في امكانه مقاومة الإشارة إلى مؤهلاته.  
وقال:»أعتقد أن سجلي كرئيس، وقيادتي للعالم، ورؤيتي لمستقبل أمريكا، كلها كانت تستحق ولاية ثانية...لكن لا شيء، لا شيء يمكن أن يقف في طريق إنقاذ ديمقراطيتنا. وهذا يشمل الطموح الشخصي».   ووجه نداء إلى إجراء تغيير بين الأجيال في بلد يقبل على أول انتخابات رئاسية منذ 1976 لا يوجد على لوائحها بوش أو كلينتون أو بايدن. وقال: «قررت أن الطريقة الأفضل هي في نقل الشعلة إلى جيل جديد».  
وفي 2020، عام الوباء العالمي واحتجاجات حركة حياة السود مهمة وصدمة ترامب، فإن التعاطف مع بايدن الناتج عن المآسي الشخصية جعله الرجل المناسب في الوقت المناسب لشفاء القلوب والدفاع عن الديموقراطية. وفي عام 2024، ولى زمنه. وكان اعترافه بهذا على مضض، وقرر تسليم عصا القيادة، وتلقين درس عن الرئاسة، لن يتعلمه ترامب أبداً.

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot