فان جوخ وبول جوجان.. رسامان عاشا فقيرين ولوحاتهما حققت ملايين الدولارات بعد وفاتهما

فان جوخ وبول جوجان..  رسامان عاشا فقيرين ولوحاتهما حققت ملايين الدولارات بعد وفاتهما

عانى الكثير من الرسامين في الغرب خلال حياتهم من ظروف صعبة وفقر مدقع فلم يتسن لبعضهم بيع اللوحات ولم يتمكن بعضهم الآخر من إعالة أسرته، والغريب أن هؤلاء الفنانين حققت لوحاتهم بعد مماتهم الملايين وبات ورثتهم من المليونيرات.
 
فان جوخ
فنسنت فان جوخ.. رسام وفنان هولندي، رحل عن عالمنا في، 29 يوليو لعام 1890، وينتمي إلى مدرسة ما بعد الانطباعية في الرسم.
عاش فنسنت فان جوخ حياة مضطربة، وكانت مليئة بالمصاعب والمشاكل النفسية، ولد في 30 مارس لعام 1853 بجروت زندرت بهولندا، تعلم الفرنسية والألمانية والإنجليزية بجانب لغته الأم الهولندية.
قام فان جوخ بزيارة لندن في 1873 حيث أعجب بالثقافة الإنجليزية وأصبح من محبي كتابات تشارلز ديكنز وجورج إليوت.
خلال حياته المضطربة، رسم فان جوخ حوالي 900 لوحة في أقل من عشر سنوات، باع لوحة واحدة فقط خلال حياته ولم يشتهر إلا بعد موته، وتعتبر لوحة «الليلة المشعة» The Starry Night واحدة من أشهر لوحاته التي رسمها خلال إقامته في مقاطعة سان ريمي، كما عُرف على أقواله المُستَفَادَة من تجارب حياته، منها «أشعر أنه لا يوجد شيء أكثر فنية من حب الناس» و»إنني أحلم بالرسم، بعد ذلك أقوم برسم أحلامي».
 
الأيام الأخيرة فى حياة فان جوخ
خرج فان جوخ في صباح 27 يوليو 1890 ليرسم كالمعتاد ولكن هذه المرة كان يحمل مسدسًا، وأطلق النار على صدره، ولكن الرصاصة لم تقتله، وعُثر عليه ينزف، ونقل إلى مستشفى قريب وأرسل أطباؤه إلى ثيو، الذي وصل ليجد شقيقه جالسًا في السرير يدخن الغليون، أمضى الشقيقان اليومين التاليين بالحديث معًا، ثم طلب فان غوخ من ثيو أن يأخذه إلى المنزل، وتوفي فنسنت فان جوخ بين ذراعي أخيه في 29 يوليو 1890، وكان عمره 37 عامًا.
توفي ثيو، الذي كان يعاني من مرض الزهري، بعد ستة أشهر من موت أخيه ودفن في أوتريخت، ولكن في عام 1914 قامت زوجته جوانا، التي كانت مؤيدة لأعمال فان جوخ، بنقل ضريح ثيو إلى مقبرة أوفير ليدفن بجوار فنسنت.
عانى فان جوخ كثيرا فى حياته فكان يكافح ضد الفقر ومرضه العقلى وهواجسه التى طحنت عقله ومزقت فؤاده فاندفع نحو التشكيل خصوصا بعدما نصحه الدكتور جاشيه باتباع الفن وسيلة علاجية تساعده على التعافى من أمراضه الداخلية.
ولم يبع فان جوخ سوى لوحة واحدة فى حياة هى لوحة الكرم الأحمر غير أن لوحاته بيعت فى القرن العشرين مقابل ملايين الدولارات فى المزادات العالمية.
 
بول جوجان
اهتم بول جوجان، بالرسم منذ طفولته وبدأ بزيارة المعارض باستمرار وكون صداقة مع الرسام كاميل بيسارو الذي عرفه على عدد من الرسامين ومع تقدمه في الرسم أستأجر مرسما وبدأ يعرض لوحاته الانطباعية في المعارض من سنة 1881 و1882 وقضى صيفين متتاليين يرسم مع بيسارو وأحيانا مع بول سيزان.
فاجأ جوجان عائلته في سن الخامس والثلاثين من عمره بترك عمله والتفرغ للرسم وفي خلال عام واحد أصبح مفلسا تماما فباع منزل الأسرة، وعادت زوجته إلى الدنمارك وعاد هو معها لتجد ما يكفي لإطعام عائلتها كانت زوجته ترى مغامرته غير مبررة وأنانية منه فانفصل عن زوجته وعاد وحيدا إلى باريس بعد أن فقد اثنين من ابنائه.
 
بسبب غلاء المعيشة والضغوط اضطر جوجان سنة 1886 الانتقال إلى كولوني ثم بعد ذلك بسنة قرر الانتقال إلى باناما في أمريكا الجنوبية واشتغل كعامل في إحدى القطاعات ثم انتقل إلى مارتينيك وقضى بعض الوقت ثم اضطر إلى العودة إلى كولوني مفلسا مريضا.
قرر جوجان سنة 1888 الذهاب إلى آرل بجنوب فرنسا وهو لايزال مفلسا ليلتقي بالرسام فان جوخ، قام بتمويلهما شقيق فان جوخ «ثيو» تاجر اللوحات، وكان جوجان يطهوا الطعام ويساعد جوخ في رسوماته لكن الصديقين كانا متعارضين فى الرأى بالرغم من أن كل منهما تعلم من الآخر وانتجا في تلك الفترة أعظم لوحاتهما.
 
بعد وفاته فى مايو من عام 1903 فى بولينزيا الفرنسية حققت لوحات جوجان شهرة عالمية وبيعت بملايين الدولارات، ومنها بالطبع لوحته الأشهر متى تتزوجين التى بيعت مقابل 300 مليون دولار.
 
«الدكتور جاشيه» أغلى لوحات فان جوخ
 
 
تعد لوحة «الدكتور جاشيه» لفان جوخ أغلى لوحاته فقد بيع هذا البورتريه مقابل 82 مليون دولار أي ما يعادل حوالى 161 مليون دولار وفقا للأسعار هذه الأيام، وقد بدأت قصة هذه اللوحة بلقاء فان جوخ فى أيامه الأخيرة بالطبيب جاشيه فى فرنسا، حيث نصحه الأخير بالانكباب على الرسم فانقطع عن العالم ورأي فى الفن التشكيلى مخرجًا وحيدًا مما عاناه من آلام فرسم 74 لوحه فى أيامه الأخيرة منها بورتريه الطبيب جاشيه.
التقيا في قرية أوفير سور دى أويس حيث أقام فينسنت فان جوخ في غرفة علوية فوق Café de la Mairie لمدة 70 يومًا في عام 1890 قبل رحيله في 29 يوليو وكان فان جوخ في رحلة لحياة لسانت ريميه الفرنسية حيث سعى إلى مكان يسوده الهدوء وهناك دعاه الطبيب لتناول الغداء وأصبح لبعض الوقت مستشارًا روحيًا موثوقًا به وقد حث الدكتور جاشيه فان جوخ على استئناف الرسم لأنه من خلال فنه سيجد طرقًا للتخلص من أعبائه.
في المركز العاطفي من كل ذلك، يجسد البورتريه الدكتور جاشيه نفسه بقبضة سند لها رأسه يحدق فينا باهتمام بنظرة وصفها فان جوخ بأنها حزينة « التعبير فيه شيء من الكآبة».
طرح فان جوخ قدرًا كبيرًا من تلك الطريقة الخاصة للغاية للتعبير عن الوجود البشري وقد أوضح مرارًا وتكرارًا أن إحدى مهامه كرسام هي إنشاء أعمال يمكن اعتبارها تجسيدًا للفن الحديث.
ماذا يعني حقا هذا؟ بالنسبة لفان جوخ اللوحة الحديثة هي التي يكون فيها التمثيل المحاكي ذو أهمية ثانوية، إنها صورة تتخطى الحدود الرسمية وتستفيد من تباينات الألوان القوية من أجل زيادة تأثيرها إنها لوحة يمكن رؤيتها وترى فيها وتكشف عن روح رسامها، إنها لوحة ذات حضور طيفي دائم للأجيال القادمة، إذ يمكن اعتبار لوحة الدكتور جاشيه تمثيلًا عالميًا للكآبة.
 
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot