فكرة خطيرة من شأنها إلزام واشنطن بدفاع طويل الأمد .. لماذا سيكون انضمام أوكرانيا للناتو خطأ كبيراً؟

فكرة خطيرة من شأنها إلزام واشنطن بدفاع طويل الأمد .. لماذا سيكون انضمام أوكرانيا للناتو خطأ كبيراً؟


تضغط أوكرانيا والدول الداعمة لها على البيت الأبيض، لتبني تعهد أقوى بضم أوكرانيا إلى الناتو في القمة التي سيعقدها الحلف في الذكرى الـ75 لتأسيسه بواشنطن في يوليو(تموز)، وإذا كان هذا الضغط مفهوماً، لكنه يبقى فكرة خطيرة من شأنها إلزام الولايات المتحدة بدفاع طويل الأمد عن أوكرانيا، بينما سيخلق هشاشة بالنسبة للناتو، الذي سيصبح أضعف وليس أقوى.
وكتب الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كريستوفر س. تشيفيس في صحيفة «غارديان» البريطانية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سبق له أن قطع أشواطاً طويلة في إظهار الدعم لأوكرانيا عن طريق التوقيع الأسبوع الماضي في إيطاليا على اتفاق أمني ثنائي مع كييف، ناهيك عن 175 مليار دولار مساعدات من الكونغرس.  ويتعين على بايدن أن ينتهز القمة المقبلة للحلف، كي يضع عضوية أوكرانيا على نار هادئة.
ومن شأن تعهد بمنح أوكرانيا العضوية في الناتو المجازفة بصدقية الالتزام الحالي بالدفاع المتبادل بين أعضاء الحلف، كما هو وارد في البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ذاك الالتزام تتعهد بموجبه الدول الأعضاء، النظر إلى أي هجوم على دولة عضو على أنه هجوم على الأعضاء جميعاً. لكن تطبيق هذا المعيار على أوكرانيا بعد الحرب سيكون صعباً جداً، وحتى أكثر صعوبة بينما النزاع لا يزال مستمراً.  ومن اللافت أنه بالنظر إلى المخاطر والضغوط التي تمارس لضم أوكرانيا إلى الحلف، لم يظهر أي تحليل عسكري جدّي يتناول ما ستبدو عليه المتطلبات االضرورية بالنسبة لالتزام الدفاع عن أوكرانيا، وحتى التحليلات التي تخرج على عجالة، تفترض أن هذه المتطلبات ستكون باهظة.
وبموجب أي نهاية متخيلة للحرب، فإن أوكرانيا ستواجه العداء من روسيا، التي ستبقى أقوى بكثير منها.  وفي الوقت الحاضر، هناك أكثر من 300 ألف رجل تحت السلاح في أوكرانيا. وستكون هناك حاجة إلى فك التعبئة حال انتهاء الحرب، وإذا ما توافر أي أمل بإعادة إطلاق الاقتصاد الأوكراني بعد النزاع.
وهذا يعني أنه في حال انضمت أوكرانيا إلى الناتو، فإنه يتعين على الدول الأخرى الأعضاء أن تنشر قوات، وعلى الأرجح بأعداد كبيرة، في الأراضي الأوكرانية.  وفي الماضي، اعتمد نشر القوات في الخطوط الأمامية بشكل كبير على القوات الأمريكية في دول البلطيق وبولندا، التي كانت تعتبر الرادع الأول في مواجهة روسيا.  لكن من غير المحتمل أن تعمد الولايات المتحدة إلى نشر جنود وموارد أخرى بالحجم المطلوب للدفاع عن أوكرانيا.
ولا يتعلق الأمر فحسب بتحول نقطة الجذب الأمريكية إلى آسيا، وإنما هناك مسألة التراجع في دعم الرأي العام الأمريكي لأوكرانيا لدى الحزبين السياسيين، وفق ما جاء في استطلاع أجرته مؤسسات على غرار معهد بيو. 
والأمل ضئيل بأن يعمد رئيس أمريكي جديد –جمهوري أو ديمقراطي- إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا والمخاطرة بمواجهة مباشرة مع روسيا.  وحتى الرئيس الذي يميل غريزياً إلى دعم أوكرانيا، لم يكن راغباً في إرسال قوات، بفضل قلق مشروع من تصعيد الحرب.  صحيح أن صدمة الحرب جعلت عواصم أوروبية عدة تزيد من التزامات الانفاق على الدفاع، لكن الأمر سيستغرق سنوات من حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا لإعادة بناء قواتهم العسكرية. 
وبعض المؤيدين لعضوية أوكرانيا في الناتو، ربما يأملون في أن تسد الأسلحة النووية الفجوة، لكن فكرة أن الحلف سيكون راغباً في حرب نووية مع روسيا من أجل حماية أوكرانيا، مع احتمال وضع حد للحضارة، هو من قبيل الخيال.

التزام الناتو
لذلك، فإن التزاماً من الناتو بالدفاع عن أوكرانيا كحليف لا يساوي الحبر الذي سيكتب فيه.
وهذا ما سيجر إلى تساؤلات حول التزامات أخرى لحلفاء آخرين، بما يضعف الحلف والتزامات أمريكية عالمية أخرى.
وعلاوة على ذلك، فإن الإعلان الجدّي عن العزم على ضم أوكرانيا إلى الناتو سيعقد أية جهود للتفاوض على نهاية للقتال، لأن روسيا تشعر بحساسية فائقة حيال المسألة. 
وأي طرف يؤمن بأن هذه الحرب يجب أن تنتهي بالتفاوض-حتى إدارة بايدن نفسها- يجب ألا تطلق تعهدات بضم أوكرانيا إلى الحلف في هذا التوقيت، كما أن الإشارات الصادرة في اتجاه ضم أوكرانيا إلى عضوية الناتو، تصب في تعزيز سردية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب، التي يبررها جزئياً، بأنه يقاتل عدواناً توسعياً للحلف.

 

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot