فن الزخرفة من الفنون التى تتطلب بعد بصري وخيال من الفنان الممارس لهذا الفن، فكل ما نراه في العمارة من جماليات وأشكال ما هو إلا إبداع تمكن المزخرف من ابتكاره وتطبيقه على الواقع، فالزخرفة قد تكون عنواناً لفن مثل الإسلامي والقبطي، وتمثل الزخرفة أحياناً عصر من العصور وتعتبر من أهم أشكال التدوين والتأريخ، بالإضافة إلى الاعتماد على الألوان والأشكال الهندسية في ضوء ابراز الفكرة والمنهج الذي يعتمد عليه الفنان في عمله.

وأجرت “ الفجر” حواراً مع الفنان عادل محمد، وذلك على هامش مشاركته في ملتقى الشارقة للخط العربي المنعقد حاليا في دورته العاشرة، والذي تنظمه دائرة الثقافة بالشارقة وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وباستضافة فنانين من جميع دول العالم، لعرض إبداعاتهم وأفكارهم في مجال الخط العربي والزخرفة والتصوير الفوتوغرافي.
أشار الفنان عادل محمد، إلى أن الزخرفة علم يعتمد على الموهبة والاتقان والممارسة، فهذا الفن من الممكن أن يكتسب من خلال التعلم والاحتكاك المباشر بالفنانين والاطلاع على عناصره وكيفية الاستفادة من العلم والدراسة، لكن تبقى الموهبة مهمة، لأن الفنان الموهوب حين يصقل موهبته بالعلم يصبح مبتكر ومبدع ومتميز، بينما الفنان الذي تعلم الزخرفة وطبق منهجها فسيكون فنان منفذ وأعماله جميلة أيضا لكن يبقى الفارق بينهما موجود، قالزخرفة من الفنون الأكثر خصوصية والتى تعتمد على مسيرة تنتقل من زمن إلى آخر، وتعتبر بصمة لكل عصر منفصل عن الأخر، فلدينا مراجع من مصاحف انتجت في العصر المملوكي ومعظمها موجود في دار الكتب المصرية، وتعتبر مرجع للمزخرفين فبها كل العناصر من زخرفة وترقيم وألوان وطرق التنفيذ والتجليد، وتأتي الفكرة من النتائج المستلهمة من هذه القواعد الراسخة في ذلك الفن.

وقال الفنان عادل محمد انه شارك مرتين في ملتقى الشارقة للخط ومهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، وهذه الدورة شارك بعدد كبير من اللوحات بلغ 13 لوحة من زخارف العصر المملوكي، وبما أن الملتقى اهتم بأن تعبر كل دولة عن زخرفتها وفنها، فمثل جمهورية مصر العربية بزخرفة عصر المماليك، وكانت له مشاركات عديدة في الداخل والخارج، وقد حصل على جائزة لجنة التحكيم في ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي والزخرفة،   وأضاف الفنان عادل محمد أنه شارك في زخرفة مصحف الأزهر وكتاب وثيقة المدينة ودلائل الخيرات، وقام أيضا بإخراج فني لكتب من حيث الزخرفة، وذلك من خلال طرحها بالشكل القديم من الأعمال الفنية المتكاملة من خط وزخرفة وتجليد، كما أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى ووجه كلمة شكر للقائمين على تنظيم هذا العمل الرائع وأنه استفاد من المشاركة وتبادل الخبرات مع فنانين من جميع دول العالم.