يبدي كبار السن، الذين ظلوا لفترة طويلة كتلة ناخبة موثوقة بالنسبة للجمهوريين، مؤشرات على التحول إلى مجموعة متأرجحة في عام الانتخابات الحالي، مما قد يمنح الرئيس جو بايدن دفعاً غير متوقع في المواجهة الصعبة ضد دونالد ترامب.
وكتب كين توماس ودانتي تشيني في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق، يقترعون بمعدلات أعلى بكثير من الناخبين الأصغر سناً، مما يمنحهم نفوذاً كبيراً خلال اختيارهم هذا العام بين بايدن الديمقراطي، البالغ 81 عاماً، والجمهوري دونالد ترامب، الذي أتم الـ78 عاماً الجمعة. 
وتبدو المنافسة بينهما متقاربة في مقاطعة دور الرائدة بولاية ويسكونسن، حيث توافد المتقاعدون إلى شبه الجزيرة خلال العقد الماضي، وتسارعت وتيرة هذه العودة بسبب الوباء.

قلق من العواقب
لم تكن شيري موتشلر، البالغة من العمر 74 عاماً، نشطة جداً على المستوى السياسي، حيث ركزت على تربية أطفالها ومسيرتها المهنية كمعلمة.  لكن الآن بعد تقاعدها، تعمل مع أصدقائها على حشد الدعم في مجتمعهم بولاية ويسكونسن لمصلحة بايدن – وهم قلقون في شأن العواقب، إذا فشل الرئيس في الفوز بولاية ثانية.
وقالت جودي برود، البالغة 78 عاماً، والتي تشارك مع زوجها مايك برود، في رئاسة إنديفيزيبيل دور كاونتي، وهي مجموعة شعبية تدعم المرشحين التقدميين: «إننا خائفون جداً من خسارة الديمقراطية.. هذا ليس من أجلنا، بل من أجل أحفادنا وأطفالنا». 
ويفتقد بويد ستيوارت، وله من العمر77 عاماً، أيام الأسعار الرخيصة في محطات الوقود ومحال البقالة، والاقتصاد الذي يقول إنه كان أقوى بكثير إبان عهد ترامب عندما انتقل إلى هذه الوجهة السياحية ليدخل مرحلة شبه التقاعد.
لكنه يفضل المزيد من الخيارات لزملائه الجمهوريين. وقال: «أنا لا أحب ترامب، ولكن من ناحية أخرى، لا أعتقد أن لدينا خياراً».
وحاز المرشحون الرئاسيون الجمهوريون أصوات كبار السن في كل انتخابات منذ عام 2000، وفاز ترامب بغالبية الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق في عامي 2016 و2020. لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن بايدن في موقف أقوى هذه المرة.
وحصل بايدن على نحو 48% من أصوات كبار السن في استطلاعات الرأي التي أجرتها وول ستريت جورنال هذا العام، على المستوى الوطني وفي الولايات المتأرجحة، وهو رقم يجعله يتماشى مع أدائه لعام 2020.  وأظهرت استطلاعات الرأي حصول ترامب على نحو 46% من تلك الفئة العمرية، انخفاضاً من 51% عام 2020.
 مكانة بايدن
وهناك بعض التفسيرات المحتملة للمكانة التي يحتلها بايدن بين الناخبين الأكبر سناً، إذ كان أداء الرئيس جيداً بين الأمريكيين الذين يراقبون الانتخابات عن كثب، مما منحه ميزة مع كبار السن الذين يشاهدون شبكات التلفزيون والتغطية الإخبارية بشكل نشط بعد تقاعدهم. 
وأظهرت بعض الاستطلاعات أن كبار السن لديهم آراء أكثر إيجابية حول تعامل بايدن مع الاقتصاد، ربما لأنهم يشعرون بمزيد من العزلة عن تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم. 
لكن مدير معهد السياسة العامة والبحوث الاجتماعية في جامعة ولاية ميشيغن مات غروسمان، قال إن أي شعور بحركة دراماتيكية بين الناخبين الأكبر سناً حيال بايدن قد يكون مبالغاً فيه. 
وقال إن التغيير الأكبر ربما يتمثل في أن الناخبين الأكبر سناً لا يبدو أنهم يتجهون نحو ترامب، على غرار ما تفعل مجموعات أخرى. 
وتابع أنه بعد هذه النقطة، هناك سؤال أوسع حول تكوين كتلة المقترعين ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً عام 2024.
وأضاف «من الصعب مقارنة التغيرات في عادات التصويت بين الفئات العمرية مع مرور الوقت، لأن هناك ناخبين مختلفين في المجموعات في كل انتخابات، أعتقد أن إحدى الفرضيات التي تفسر سبب احتمال تأييد الناخبين الأكبر سناً لبايدن، هي أن الناخبين الأكبر سناً أقل اهتماماً بعمر بايدن».

مليون من كبار السن
ويوجد في ولاية ويسكونسن نحو مليون من كبار السن، وهو ما يمثل نحو 20% من سكان الولاية. 
وفي 7 ولايات رئيسية تشهد منافسة رئاسية، يمثل السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق، أكثر من 10 ملايين شخص.
وانحازت مقاطعة دور في هذه الولاية إلى جانب الفائز في كل انتخابات رئاسية منذ عام 1996، مما يجعل الناخبين الأكبر سناً مجموعة حاسمة في واحدة من أفضل المناطق التي يمكن التنبؤ باتجاهات التصويت فيها. 
ومن الناحية الديموغرافية، تعد المقاطعة بمثابة نسخة مبالغ فيها من ولاية ويسكونسن.
ونحو ثلث سكان المقاطعة يبلغون 65 عاماً أو أكبر. 
ويوجد فيها أيضاً نسبة أعلى قليلاً من المتوسط، من السكان الحاصلين على شهادات جامعية، وهي مجموعة تميل إلى بايدن.
وظهر السيناتور الأمريكي السابق دوغ جونز من ألاباما، وهو مؤيد لبايدن، في مناسبات موجهة للمتقاعدين في وقت سابق من هذا الشهر في ويسكونسن، حيث أشار إلى أن ترامب خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، اقترح تخفيضات على الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي في مشاريع موازناته.