كيف توصل علماء العرب وذو النون المصري لأسرار اللغة الهيروغليفية ؟

كيف توصل علماء العرب وذو النون المصري لأسرار اللغة الهيروغليفية ؟

يختلف المؤرخون والأثريون فى اليوم الذي تم اكتشاف  حجر رشيد ، إلا إنهم يؤكدون أن منتصف شهر يوليو هو الشهر الذي تم اكتشاف حجر رشيد ، حيث اكتشف  أحد الضباط المهندسين الفرنسيين، ويدعى بيير فرنسوا خافيير بوشار  فى يوليو عام 1799 بقلعة جوليان برشيد، الحجر ويعرض حجر رشيد منذ يونيو عام 1802 في المتحف البريطاني، وهو حجر بازلتي أسود كبير طوله 115 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 11 سم، يحتوي على لغتين مكتوبة بثلاثة خطوط، واللغتان هما اللغة المصرية القديمة واللغة الإغريقية.، وهو الحجر الذي من خلاله تمكن شامبليون من فك رموز اللغة الهيروغليفية.

الخبير الأثري شريف شعبان يؤكد، إن الاهتمام بعلم المصريات واللغة المصرية القديمة ، كان على يد المصريين أنفسهم ، حيث  كان الأمير خع إم واست مصدر إلهام لقصص وأساطير كتير في العصر المتأخر باعتباره قدوة ومثال أعلى في الحفاظ على تراث وآثار الأجداد.، ومنها اللغة الهيروغليفية.ويؤكد شريف شعبان، أنه يعتقد البعض خطأ أن أول محاولة لفك رموز اللغة المصرية القديمة جاءت على يد الفرنسي فرانسوا شامبليون عام 1822 حين نجح في فك رموز حجر رشيد معتمداً على دراسات كل من السويدي يوهان دافيد أكربلاد ، والإنجليزي توماس يونج، ولكن في حقيقة الأمر سبقت محاولات شامبليون عدة محاولات ناجحة على يد بعض العرب في العصور الوسطى اهتموا بالآثار القديمة وعلومها على عكس ما هو شائع من إهمالهم لها  حيث مهدوا الطريق لشامبليون كي يتمم تلك الدراسات بالنجاح.

اهتم العرب اهتماما  كبيراً بالخط الهيروغليفي وخاصة علماء الكيمياء لاعتقادهم أن نقوش تلك اللغة تحمل في طياتها أسرار الكيمياء وتحويل المعادن العادية إلى معادن نفيسة ، ومن أهم العلماء العرب والمسلمين الذين  قاموا بدراسة ومحاولة فك الرموز الهيروغليفية،  كان عالم الكيمياء جابر بن حيان من القرن السابع، والذي ضمن كتابيه «حل الرموز ومفاتيح الكنوز» و»الحاصل في علم الميزان» محاولات لقراءة بعض الرموز الهيروغليفيةوجاء من بعده العالم المصري «أيوب بن مسلمة» الذي صحب الخليفة المأمون خلال زيارته لمصر، وورد أنه تمكن من قراءة بعض النقوش المصرية القديمة. ويؤكد شريف شعبان ، أن  «ابن وحشية النبطي» من أهل العراق، والذي عاش بالقرن التاسع  ألّف كتاب «شمس الشموس وقمر الأقمار في كشف رموز الهرامسة وما لها من الخفايا والأسرار» ومخطوط «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام» حيث اكتشف أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية وقام بتحليل العديد منها، وقام المستشرق النمساوي جوزيف همرفون بترجمة تلك المخطوطة للإنجليزية ونُشرت في لندن عام 1806 أي قبل 16 عاما من اكتشاف شامبليون.

كما نعرف عالم الكيمياء العراقي «أبو القاسم العراقي المصري» الذي عاش بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والذي كتب «الأقاليم السبعة» والذي تضمن نسخاً لبعض النصوص المصرية القديمة، كما تضمن جدولاً للحروف البرباوية (أي الهيروغلفية) جاءت قراءته لبعضها صحيحة، بالإضافة إلى إسهامات ابن الدريهم في كتابه «مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز»، وابن إسحاق الكندي في كتابه «رسالة الكندي في استخراج المعمي» في الكشف عن أسرار الخط الهيروغليفي وفك رموز اللغة المصرية القديمة.
ويعتبر  ذو النون المصري ، من أهم العلماء المصريين في عصر الدولة العباسية الذين كان لهم باع في العلوم القديمة، وقد  كان العالم والزاهد (ذو النون المصري) الذي  عاش في القرن الثامن الميلادي، له باع طويل فى الأسرار المصرية ، و كل المصادر ذكرته باعتباره من الفقهاء المحدثين ومن أئمة الصوفية في مصر.

كان  ذو النون المصري ، مهتما جدا بالآثار القديمة وله مؤلفات في غاية الأهمية متعلقة باللغة المصرية القديمة.
واسمه الحقيقي ثوبان بن إبراهيم وكنيته «أبو الفيض» ولقبه «ذو النون» المصري ، من مواليد أخميم بمصر سنة 796م . وقد كانت تربيته في منطقة أخميم  لها دور في ارتباطه بمعابد مصر القديمة التي كان ينظرلها على إنها إرث الأقدمين، واهتم بمحاولة قراءة النقوش والطلاسم الموجودة على جدرانها لدرجة إنه نجح في فك أغلب شفرات النقوش الهيروغليفية وكتب كتابا في غاية الأهمية يذكر فيه محاولاته وهو كتاب «حل الرموز وبرء الارقام في كشف أصول اللغات والأقلام» واللي تضمن دراسات لكثير من الخطوط القديمة منها الهيروغليفية ومعها ذكر لقيمتها الصوتية من وجهة نظره.

وأضاف شريف شعبان، أن هذا كله يدل على أن ذو النون المصري، سبق العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون في محاولات فك الكتابة الهيروغليفية بأكتر من ألف سنة، وقد تتلمذ ذو النون المصري على يد العالم الكيميائي الشهير جابر بن حيان ، وقد توفى ذو النون المصري سنة 859م ودفن في مقابر أهل المعافر في الجيزة.الجدير أن موقع جوجل يوفر فى وقتنا الحاضر قراءة ودراسة اللغة الهيروغليفية، وقد شهد عام 2015 إطلاق مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، وذلك لنشر المعرفة باللغة المصرية القديمة، بالإضافة للموقع الإلكتروني «الهيروغليفية خطوة بخطوة» بالتعاون مع إدارة تكنولوجيا المعلومات، وهو أول موقع إلكتروني تفاعلي لتعليم اللغة المصرية القديمة، ويستهدف الدارسين من طلبة الجامعات والهواة والمهتمين باللغة المصرية القديمة بمختلف مستوياتها. ويتضمن الموقع مادة علمية باللغتين العربية والإنجليزية، وهو مشروع طويل الأمد، حيث يتم إثراء محتواه العلمي بشكل مستمر سواء في الدروس التعليمية والاختبارات الملحقة بها أو عدد الكلمات في القاموس أو نماذج من القطع الأثرية.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot