الحريق الأوكراني
لهذا يرغب بوتين في كسب الحرب قبل 9 مايو...!
• منذ أن تولى السلطة، سخّر سيّد الكرملين كل الإمكانيات حتى يكتسب هذا التاريخ أهميّة
• ترجمة لفاعليّة اللعب على الحنين الوطني الأيديولوجية التي يستند إليها النظام
أراهن أن تاريخ 9 مايو محاط بدائرة بقلم أحمر على روزنامة فلاديمير بوتين، وهو التاريخ الذي يتمنى ان يحقق قبله الانتصار في الحرب على أوكرانيا. لكن لماذا هذا التاريخ تحديدا، وخصوصا، هل يمكنه بلوغ الهدف؟ خبراء يقيّمون:
في 9 مايو 1945، وقع المشير فيلهلم كيتل، قائد القوات المسلحة النازية، معاهدة تضفي الطابع الرسمي على استسلام ألمانيا في برلين. انتصار دفع الاتحاد السوفياتي ثمنه غالياً: فقد ما يفوق 26 مليون سوفياتي، أكثر من نصفهم من المدنيين، حياتهم خلال الحرب العالمية الثانية. وتجاوز هذا الرقم جميع الدول
الأخرى المشاركة في الحرب.
منذئذ، يحتفل الروس بـ "انتصار الحرب الوطنية الكبرى" في 9 مايو. ان هذا العيد، هو رمز لتضحيات وقوة وصلابة قدامى المحاربين، يوضح جان ليفيسك، الأستاذ المميز في قسم التاريخ بجامعة كيبيك في مونتريال والمتخصص في روسيا.
"يرتدي قدماء الحرب زيّهم العسكري ويتم الاحتفاء بهم كأبطال. يُنظّم عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء، أمام الكرملين، في موسكو. إنها ثاني أكبر عطلة بعد رأس السنة الجديدة، بل حتى أكبر من العيد الوطني.
تاريخ عزيز على دعاية بوتين
هذه الاحتفالات مهمة بشكل خاص لفلاديمير بوتين، يوضح جان ليفيسك.
"إنه الاحتفال بالانتصار على النازية، وقد سخّر الرئيس فلاديمير بوتين، منذ أن تولى السلطة، كل الامكانيات حتى يكتسب هذا التاريخ أهمية. 9 مايو موجود في كل مكان في الخطة الاتصالية الحكومية، لأن سيد الكرملين يدرك فاعليّة اللعب على الحنين الوطني لشعبه، فأيديولوجية النظام تستند إلى ذلك"، يشير الباحث.
في خطاب ألقاه في هذا التاريخ من العام الماضي، انتهز رجل الكرملين القوي الفرصة أيضًا للتأكيد على أن روسيا "ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وتضمن أمن شعبها". وشدّد أيضًا على أنّ الأفكار النازية عادت إلى الظهور في أوروبا، بالإضافة إلى عرض أحدث أسلحة الجيش الروسي. كلمات يتردد صداها بقوة خاصة في سياق غزو أوكرانيا، والتي، وفق بوتين، أطلقت من أجل "تحرير الأوكرانيين من النازية"، يضيف الأستاذ.
انتصار في "يوم النصر"؟
تعيين جنرال جديد، وتركيز القوات، والعودة إلى هدف أكثر "واقعية": يبدو أن التطورات الأخيرة في الحرب التي تمزق أوكرانيا، تُظهر أن فلاديمير بوتين يأمل في تحقيق مكاسب كبيرة بحلول تاريخ 9 مايو الرمزي.
"من شبه المؤكد، أن 9 مايو، بالنسبة للرئيس بوتين، يجب أن يكون يوم الانتصار"، وهذا ما أثار قلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال ظهوره على إذاعة ار تي ال الفرنسية في 8 أبريل.
موقف يتقاسمه مؤسس كرسي راؤول داندوراند للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية تشارلز فيليب ديفيد: "اعتقد ذلك... إنه جزء من نفسية بوتين الذي يريد أن يسير "الجيش الأحمر" المجيد في الساحة الحمراء في 9 مايو القادم ليتسنى له القول، "على غرار انتصارنا على ألمانيا النازية، فقد هزمنا النازيين الأوكرانيين... هذا مكتوب في السماء ". لكن هل سيتمكن الجيش الروسي من تقديم هذه "الهدية" لقائده؟
لعبة خطيرة
رغم اعتباره أن الجيش الروسي في وضع أفضل مما كان عليه في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الأستاذ المتخصص في القيادة العسكرية الاستراتيجية واتخاذ القرار في كلية القوات الكندية، إيريك أويليه، يعتقد أنه "أبعد ما يكون عن الفوز مسبقا". إن أشياء لا يمكن توقّعها يمكن أن تعرقل خطط الكرملين.
"سيتوقف ذلك كثيرًا على الأحوال الجوية وحالة الميدان. إنها منطقة موحلة ومسطحة للغاية. وفي هذا الوقت من العام، يجعل ذوبان الجليد والرطوبة التنقل على الطرق الوعرة أمرًا معقدًا للغاية ".
ومن وجهة نظره، فإنّ عدم تنظيم القوات، إلى جانب صمود القوات الأوكرانية، يمكن أن يضرّ بجيش فلاديمير بوتين.
ويذكّر جان ليفسك، من جانبه، أن اختيار موعد "مضبوط" لتعزيز انتصار عسكري يمكن أن يكون سيفًا ذا حدين. عام 1945، أراد الجنرالات السوفيات إهداء سقوط برلين إلى ستالين في عيد العمال، وهو تاريخ رمزي للشيوعية. سرّعوا الهجوم، رغم سيطرتهم الكاملة على الجيش الألماني في الميدان، وخسروا أكثر من 200 ألف رجل... في الأخير، سقطت برلين رسميًا في 8 مايو.
احتفالات أيّا كان التقدم
ذكريات يمكن أن تكبح حماس الرئيس بوتين، الذي تكبدت قواته فعلا خسائر بشرية كبيرة على الأراضي الأوكرانية.
لكن، إذا تمكنت روسيا من تحقيق نصر أو إحراز تقدم كبير في شرق البلاد بحلول 9 مايو، فسيكون ذلك بمثابة ضربة دعائية، يرى الخبراء. بإمكان فلاديمير بوتين التباهي باستمراره في نزع النازية عن أوروبا التي بدأها قدامى المحاربين السوفيات، وبالتالي يقدم نفسه على أنه "منقذ".
وبغض النظر عن التقدم المحرز في الأسابيع القليلة المقبلة، هناك شيء واحد مؤكد: سيقوم الجيش باستعراضه بكل فخر في موسكو يوم 9 مايو، وسيكون يوم احتفال في جميع أنحاء البلاد.
• ترجمة لفاعليّة اللعب على الحنين الوطني الأيديولوجية التي يستند إليها النظام
أراهن أن تاريخ 9 مايو محاط بدائرة بقلم أحمر على روزنامة فلاديمير بوتين، وهو التاريخ الذي يتمنى ان يحقق قبله الانتصار في الحرب على أوكرانيا. لكن لماذا هذا التاريخ تحديدا، وخصوصا، هل يمكنه بلوغ الهدف؟ خبراء يقيّمون:
في 9 مايو 1945، وقع المشير فيلهلم كيتل، قائد القوات المسلحة النازية، معاهدة تضفي الطابع الرسمي على استسلام ألمانيا في برلين. انتصار دفع الاتحاد السوفياتي ثمنه غالياً: فقد ما يفوق 26 مليون سوفياتي، أكثر من نصفهم من المدنيين، حياتهم خلال الحرب العالمية الثانية. وتجاوز هذا الرقم جميع الدول
الأخرى المشاركة في الحرب.
منذئذ، يحتفل الروس بـ "انتصار الحرب الوطنية الكبرى" في 9 مايو. ان هذا العيد، هو رمز لتضحيات وقوة وصلابة قدامى المحاربين، يوضح جان ليفيسك، الأستاذ المميز في قسم التاريخ بجامعة كيبيك في مونتريال والمتخصص في روسيا.
"يرتدي قدماء الحرب زيّهم العسكري ويتم الاحتفاء بهم كأبطال. يُنظّم عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء، أمام الكرملين، في موسكو. إنها ثاني أكبر عطلة بعد رأس السنة الجديدة، بل حتى أكبر من العيد الوطني.
تاريخ عزيز على دعاية بوتين
هذه الاحتفالات مهمة بشكل خاص لفلاديمير بوتين، يوضح جان ليفيسك.
"إنه الاحتفال بالانتصار على النازية، وقد سخّر الرئيس فلاديمير بوتين، منذ أن تولى السلطة، كل الامكانيات حتى يكتسب هذا التاريخ أهمية. 9 مايو موجود في كل مكان في الخطة الاتصالية الحكومية، لأن سيد الكرملين يدرك فاعليّة اللعب على الحنين الوطني لشعبه، فأيديولوجية النظام تستند إلى ذلك"، يشير الباحث.
في خطاب ألقاه في هذا التاريخ من العام الماضي، انتهز رجل الكرملين القوي الفرصة أيضًا للتأكيد على أن روسيا "ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وتضمن أمن شعبها". وشدّد أيضًا على أنّ الأفكار النازية عادت إلى الظهور في أوروبا، بالإضافة إلى عرض أحدث أسلحة الجيش الروسي. كلمات يتردد صداها بقوة خاصة في سياق غزو أوكرانيا، والتي، وفق بوتين، أطلقت من أجل "تحرير الأوكرانيين من النازية"، يضيف الأستاذ.
انتصار في "يوم النصر"؟
تعيين جنرال جديد، وتركيز القوات، والعودة إلى هدف أكثر "واقعية": يبدو أن التطورات الأخيرة في الحرب التي تمزق أوكرانيا، تُظهر أن فلاديمير بوتين يأمل في تحقيق مكاسب كبيرة بحلول تاريخ 9 مايو الرمزي.
"من شبه المؤكد، أن 9 مايو، بالنسبة للرئيس بوتين، يجب أن يكون يوم الانتصار"، وهذا ما أثار قلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال ظهوره على إذاعة ار تي ال الفرنسية في 8 أبريل.
موقف يتقاسمه مؤسس كرسي راؤول داندوراند للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية تشارلز فيليب ديفيد: "اعتقد ذلك... إنه جزء من نفسية بوتين الذي يريد أن يسير "الجيش الأحمر" المجيد في الساحة الحمراء في 9 مايو القادم ليتسنى له القول، "على غرار انتصارنا على ألمانيا النازية، فقد هزمنا النازيين الأوكرانيين... هذا مكتوب في السماء ". لكن هل سيتمكن الجيش الروسي من تقديم هذه "الهدية" لقائده؟
لعبة خطيرة
رغم اعتباره أن الجيش الروسي في وضع أفضل مما كان عليه في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الأستاذ المتخصص في القيادة العسكرية الاستراتيجية واتخاذ القرار في كلية القوات الكندية، إيريك أويليه، يعتقد أنه "أبعد ما يكون عن الفوز مسبقا". إن أشياء لا يمكن توقّعها يمكن أن تعرقل خطط الكرملين.
"سيتوقف ذلك كثيرًا على الأحوال الجوية وحالة الميدان. إنها منطقة موحلة ومسطحة للغاية. وفي هذا الوقت من العام، يجعل ذوبان الجليد والرطوبة التنقل على الطرق الوعرة أمرًا معقدًا للغاية ".
ومن وجهة نظره، فإنّ عدم تنظيم القوات، إلى جانب صمود القوات الأوكرانية، يمكن أن يضرّ بجيش فلاديمير بوتين.
ويذكّر جان ليفسك، من جانبه، أن اختيار موعد "مضبوط" لتعزيز انتصار عسكري يمكن أن يكون سيفًا ذا حدين. عام 1945، أراد الجنرالات السوفيات إهداء سقوط برلين إلى ستالين في عيد العمال، وهو تاريخ رمزي للشيوعية. سرّعوا الهجوم، رغم سيطرتهم الكاملة على الجيش الألماني في الميدان، وخسروا أكثر من 200 ألف رجل... في الأخير، سقطت برلين رسميًا في 8 مايو.
احتفالات أيّا كان التقدم
ذكريات يمكن أن تكبح حماس الرئيس بوتين، الذي تكبدت قواته فعلا خسائر بشرية كبيرة على الأراضي الأوكرانية.
لكن، إذا تمكنت روسيا من تحقيق نصر أو إحراز تقدم كبير في شرق البلاد بحلول 9 مايو، فسيكون ذلك بمثابة ضربة دعائية، يرى الخبراء. بإمكان فلاديمير بوتين التباهي باستمراره في نزع النازية عن أوروبا التي بدأها قدامى المحاربين السوفيات، وبالتالي يقدم نفسه على أنه "منقذ".
وبغض النظر عن التقدم المحرز في الأسابيع القليلة المقبلة، هناك شيء واحد مؤكد: سيقوم الجيش باستعراضه بكل فخر في موسكو يوم 9 مايو، وسيكون يوم احتفال في جميع أنحاء البلاد.