رئيس الدولة يتلقى دعوة من خادم الحرمين لحضور القمة الخليجية - الأميركية في الرياض
ماذا يعني فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية للعالم؟
ماذا يعني فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية للعالم؟ هذا السؤال طرحه نيك روبرتسون في تحليل لموقع شبكة “سي إن إن” التفلزيونية، معتبراً أن العالم الحر بات لديه قائد جديد.
وقال الكاتب إن فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، وهزيمة الرئيس المحافظ الشعبوي دونالد ترامب، قد يشكلان بداية تغيير دراماتيكي في موقف أمريكا من العالم.
لكن هل يعني ذلك أن الأمور ستعود إلى طبيعتها؟
وعد الرئيس الديموقراطي المخضرم الذي سيدخل إلى البيت الأبيض في يناير(كانون الثاني) 2021، بمد يد الأمان للعالم. وتعهد بأن يكون أكثر وداً مع حلفاء أمريكا من ترامب، وأكثر قسوة على المستبدين، وأكثر ليونة من أجل الكوكب. ومع ذلك، فإن مشهد السياسة الخارجية قد يكون أكثر تحدياً مما يعتقد.
ولفت روبرتسون إلى أن الكثير تغير منذ أن كان بايدن في البيت الأبيض نائباً للرئيس السابق باراك أوباما. فأعداء أميركا باتوا أكثر رسوخاً. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، استغلوا غرور ترامب وخدعوه بينما كانوا يحصدون المكاسب، وبعضهم بات الآن زعيماً مدى الحياة.
ووعد بايدن بأن يكون مختلفاً، وبأن ينقض بعضاً من أكثر سياسات ترامب إثارة للجدل بما في ذلك التغير المناخي، والعمل عن كثب أكثر مع حلفاء أمريكا.
وبالنسبة للصين، قال إنه سيواصل خط ترامب المتشدد في التجارة وسرقة الملكية الفكرية، والتعاون في التبادلات التجارية مع الحلفاء عوض التنمر عليهم كما فعل ترامب.
وعن إيران، وعد بتخفيف العقوبات إذا التزمت بالاتفاق النووي الذي أشرف على توقيعه مع أوباما، قبل أن ينسحب منه ترامب. أما عن حلف الناتو، فشرع فعلاً في إعادة بناء الثقة بالتعهد بمعالجة المخاوف التي يشكلها الكرملين.
ورأى الكاتب أن هذه أمور سهلة على سياسي مخضرم لإرضاء الناس، ولرجل تولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وكان منخرطاً في القيادة الأمريكية العالمية التي تناصر الديموقراطية وحقوق الإنسان، وكان مؤيداً للتدخلات الأمريكية في البلقان، ودارفور، رغم الفشل، وضغط من أجل وقف الانتشار النووي.
لكن تطبيق رؤيته للسياسة الخارجية لن تكون مهمة سهلة الآن. فعلى مدى أربعة أعوام عانت دول في أنحاء أوروبا، والشرق الأوسط، وما وراءهما من انتكاسات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وكاد ترامب يسحب القوات الأمريكية من سوريا بطريقة تؤذي الحلفاء، قبل أن يتراجع. وحقق بوتين ومقاتلون إسلاميون لا تحصى أعدادهم مكاسب من هذا الاضطراب، ما دمر سمعة أمريكا الحليف ذي المصداقية.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيشكل تحدياً جديداً لبايدن. فهو يثير النزاعات في سوريا، وليبيا، وأرمينيا حتى أنه يصعّد التوتر مع اليونان وفرنسا، ليصرف الانتباه عن مشاكله في الداخل.
وتركت رغبة ترامب في فك الارتباط مع المنطقة، انطباعاً لدى أردوغان بأن أمريكا لن تقود الحلفاء لردعه، فألحق أردوغان ضرراً بحلف شمال الأطلسي بشراء أسلحة روسية، ودعم هجمات ضد حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، وضد الحلفاء الأوروبيين بطريقة لم تكن الإدارات الأمريكية السابقة ستتسامح معها.
وخلص الكاتب إلى أن نجاح السياسة الخارجية لا يقتصر فقط على الفوز بثقة الأصدقاء، وإذعان الأعداء مجدداً، إنها تقوم على بناء ثقة دولية في وحدة الهدف الأمريكي، وهو أمر بعيد المنال في أمة منقسمة كما هي الآن.
وقد يجد بايدن أن النظام العالمي لم يعد يمكن ضبطه بالطريقة التي يريدها.