مجلس الفكر والمعرفة يناقش الإمارات والتوازن وسط التحولات السياسية والاقتصادية في السنوات القادمة

مجلس الفكر والمعرفة يناقش الإمارات والتوازن وسط التحولات السياسية والاقتصادية في السنوات القادمة


نظم مجلس شما محمد للفكر والمعرفة بحضور سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ، جلسة فكرية افتراضية عبر منشط " الحوار الثقافي " بعنوان "الإمارات والتوازن وسط التحولات السياسية والاقتصادية في السنوات القادمة" قدمها د. علي الأحبابي مدير مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة ، أستاذ العلوم السياسية المساعد - قسم الحكومة والمجتمع ،  وأدارتها د. فاطمة الشامسي أستاذ العلوم الاقتصادية  وتناولت الشيخة د.شما الحديث عن المشهد العالمي بقولها : أن العالم يمر حاليا بانعطافه حادة تعيد تغيير موازين القوى في موضحة أننا نتخطى العتبات إلى عالم متعدد الأقطاب  يفقد فيه الميزان العسكري هيمنته ليبقى جزءا من كل فالميزان الاقتصادي أصبح لاعبا أساسيا مشيرة بأن الميزان البياناتي أصبح أيضا لاعبا هاما في موازين القوى العالمية.
وأضافت من يمتلك البيانات مستقبلا سيكون له اليد العليا في تلك الموازين ، وبات ما يعرف "بالاستعمار البياناتي" الطريق القادم لهيمنة القوى على العالم، والحفاظ على التوازن السياسي ، وسط هذا المشهد يحتاج إلى حنكة سياسية وقيادة واعية.

وأفادت بأن المراقب لتعاطي قيادة دولة الإمارات الرشيدة ؛ يجد انفتاحا واسعا على العالم من خلال سياسة متوازنة تقف على مسافة واحدة من الجميع، بما يحقق الهدف الأهم وهو مصلحة الشعب الإماراتي وتحقيق الاستقرار واستكمال رحلة التنمية والبناء الحضاري.
وأشارت الشيخة شما لأهمية زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  ، رئيس الدولة - حفظه الله - لروسيا ولقائه مع الرئيس الروسي بوتين؛ من أجل تحقيق التوازن السياسي والمصلحة العليا للدولة والذي هو ضرورة أساسية من أجل تحقيق الاستقرار والرفاهية للمجتمع الإماراتي.

واختتمت بقولها : لتستطيع الدولة المحافظة على التوازن؛ لابد وأن تمتلك القوة الكافية التي تدعم مواقفها المختلفة، مشيرة أن الإمارات تمتلك من القوة الاقتصادية والعسكرية والثقل السياسي التاريخي ما يجعلها قادرة على الحفاظ على موقعها المتوازن بين دول العالم، مؤكدة بأن الإمارات بدخولها بقوة مجال الذكاء الاصطناعي واستضافة البيانات والتطور العلمي والتحول لدولة منتجة للتكنولوجيا والمعرفة وليست مستهلكة فقط ، وانتهاجها سياسة القوة الناعمة عبر قدراتها المعرفية والإعلامية والاقتصادية ، أعطى الإمارات القوة الفاعلة بالتأثير في المشهد السياسي العالمي والإقليمي.

فيما تناول د. علي الأحبابي أبرز محاور القضايا بالفكر السياسي الإماراتي موضحا الأفعال السياسية والفكر سياسي، الذي يقدم رؤية شاملة لما يجب القيام به لتدعيم بقاء الدول وتطوّرها، مبينا أن النجاحات والإنجازات والتقدّم الحضاري لا بدّ من أن تكون نتاج فكرة أو نظرية رصينة، مؤكدا على أن  الفكر السياسي الإماراتي يعتمد على مبادئ التسامح والتعاون والمصلحة الوطنية وفي حديثه على سياسة التوازن الاستراتيجي  تطرق إلى  الجغرافيا السياسية للإمارات كدولة صغيرة وتغير طبيعة التحديات الإقليمية والدولية واستخدام نظرية القوة الناعمة وفي إدارة الأزمات والاستثمار في العلوم والتكنولوجيا أثبتت أن الإمارات تعمل على صناعة المستقبل. وقد أشار لسؤال محوري ( كيف يمكن للإمارات الحفاظ على التوازن الاستراتيجي؟) مبينا أن التحولات المستقبلية تتكئ على النظرة الثاقبة لمرتكزات منها: الإمارات والتحولات في الخليج العربي (دول مجلس التعاون الخليجي) والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن،  وفي النظام الدولي لصراع القوى العظمى والتنافس الأمريكي الصيني ، والأزمة الروسية الأوكرانية . 

واختتم حواره الفكري بأن دولة الإمارات في دبلوماسيتها الاقتصادية تسير على نهج واضح وصريح قائم على الاحترام المتبادل لجميع الدول بغض النظر عن معايير قوتها الاقتصادية والسياسية، وتنظر من خلال دبلوماسيتها الاقتصادية لدعم الاقتصاد العالمي والإقليمي مع ضمان تحقيق مصالحها الوطنية، كما تقوم باستخدام أداة المساعدات الخارجية منطلقةً من مبادئها الإنسانية الساعية من خلالها لتحقيق الاستقرار والسلم والأمن على المستوى الإقليمي والعالمي وأكد على أهمية الخيارات الاستراتيجية الوطنية بتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية للدولة،  واختيار سياسة متوازنة بين القوتين لتعظيم المكاسب، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية مع القوى العظمى لتعزيز الاستقلالية والحياد.
في الوقت ذاته شارك الحضور بمداخلات ثرية  مؤكدين على أن الإمارات اعتمدت في تصميم سياستها الخارجية على مبادئ فكرها السياسي ، وسياسة التوازن الاستراتيجي المتماشية مع رؤية 2071 م .

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot