بحضورشما بنت محمد بن خالد آل نهيان

مجلس الفكر والمعرفة يناقش كتاب «نظام التفاهة»

 مجلس الفكر والمعرفة يناقش كتاب «نظام التفاهة»


في لقاء فكري ومعرفي ساده حوار فلسفي متعمق ناقشت عضوات مجلس شما محمد للفكر والمعرفة كتاب " نظام التفاهة " للكاتب " ألان دونو " وترجمة مشاعل الهاجري
وافتتحت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الحوار  قائلة: تتصاعد سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي على مفردات الحياة اليومية للمجتمع البشري، مع انهيار النظريات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة كالاشتراكية أمام الفطرة الرأسمالية للبشرية ومع التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم بالسنوات الأخيرة، حيث تشهد البشرية تغيرات محورية وحادة بالبنية الاجتماعية والثقافية هذه التغيرات تجعل العديد من فلاسفة ومفكرين الغرب والذي يصنف كجنة الحرية والفردانية بالعالم يتوقفون ويبحثون عن المخبوء خلف الأضواء المبهرة للحضارة الحديثة ويفككون المحركات الرئيسية للمجتمع الإنساني بالعصر الحديث.

وأضافت : "آلان دونو" واحد من هؤلاء ، إذ وضع تلك المحاولة بكتابه نظام التفاهة ليطفئ به ولو للحظات الوهج المبهر؛ لنرى حقيقة العالم ونكتشف المخبوء ، وندرك تلك التجاعيد الاجتماعية القاسية التي تعانيها البشرية وتخفيها تحت مساحيق التكنولوجيا الباهرة.

وبينت أن دونو ينظر ببداية الكتاب لواقع قد لا نراه كثيرا، فرغم الحروب الكثيرة الدائرة حول العالم إلا أنها لم تحدق تلك التغيرات التي شهدها العالم من قبل ، عقب الحروب العالمية أو التغيير العظيم الذي حدث مع الثورة الفرنسية وتغير مفهوم الحرية معها، لم تصبح تلك الأحداث العظيمة والصادمة هي التي تحدث التغيير بل أن الحرب حاليا هي حرب ثقافية فكرية تأتي مع تجريف القيمة والعمق المعرفي والاستسلام للمفاهيم التجارية البحتة وسيطرتها على كل عنصر من مفردات الحياة؛ فأصبح أصحاب تلك المفاهيم هم المسيطرون على العالم من وجهة نظر دونو.

 وسلطت الضوء على دور شبكات التواصل قائلة : المتأمل لها سيدرك تلك الحقيقة، فكم المحتوى التافه أصبح أضخم بما لا يسمح للعين أن ترى المحتوى المعرفي الحقيقي ذو القيمة المعرفية والأخلاقية والإنسانية الحقيقية وهؤلاء التافهون هم من يقودون البشرية ويبنون فكرها بسطحية مؤلمة لكل عين ترى الحقيقة مثل دونو.

ووصفت كيف استمرت بقراءة الكتاب وتقليب صفحاته متأملة تشريحه لكافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها والتي أصبحت ضحية لصناعة التفاهة مشيرة بأنها لا تتفق مع دونو بشكل مطلق فيما وصل إليه بكتابه .

ودللت بقولها : على سبيل المثال "النظام الذي يحمي الحرية الفردية ليس سيئا كنظام وفكر"  فهو نظام يعطي للإنسان قيمته ؛ ولكن ذلك يحدث حين يكون الفكر هو المتحكم بآليات تنفيذه على الأرض؛ لكن الإنسان هو من يطوع أي فكر ويصنع الآليات، وكثيرا ما يحول الإنسان الفكر المثالي والإيجابي لصورة سلبية لخدمة أهدافه ، باستدعاء آليات متطرفة وتلبيسها للفكر والنظام كما يحدث الآن من حالة تطرف باستخدام مفهوم الحرية الفردية وتحولها لحرية فوضوية وتسويقها للعالم بصورة النموذج للحرية.

وتخلل حوار الدكتورة شما وطرحها مداخلات للعضوات للإجابة عن سؤال طرحته: مع نهاية الكتاب أتوقف عند العبارة التي مفادها "توقف عن السخط واعمل على خلق توليفة من القضايا الوجيهة" هذا هو الفعل الإيجابي الذي نحتاج إليه لمواجهة التغيرات الحتمية التي نعيشها والانجراف ناحية المزيد من التفاهة كما يراه دونو، الفعل الإيجابي، حتى لو بصورة فردية هو نواة للتغيير الحتمي فتغيير القناعة بالتوقف عن النقد من أجل النقد للنقد لأجل التغيير بطرح البدائل، فلا نكتفي بمجرد الانتقاد، بل يجب أن يكون لدينا فكرا بديلا نطرحه لأجل تغيير العالم، فهل لديكم تلك الأفكار البديلة التي يمكن أن تعيد تغيير نظام التفاهة؟

و أكدت العضوات بأن : من الطبيعي عندما يختفي سقف القيم والمنطق أمام التصاعد الفكري الدعوة إلى الإبداع والابتكار المتجدد نحو التغيير، وقلع الجذور الحضارية لبناء فكر الإنسان، وطبيعي أن تختفي القيم ويتسيد نظام التفاهة ، ولكن الأفكار والبدائل التي يمكن أن نتصدى بها لنظام التفاهة هي العودة إلى منظومة القيم والمبادئ الحضارية؛ لبناء الانسان وفق المصلحة الفضلى؛ لتحقيق التماسك المجتمعي والتلاحم بمسؤولية مجتمعية واعية ، وأن التمسك بالمنظومة الأخلاقية يمثل حصن الأمان لمواجهة نظام التفاهة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot