في لقاء استثنائي مفعم بالحوار والإثارة  أدارت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان منشط (ندوة الكتاب) افتراضيا أحد مناشط مجلس شما محمد للفكر والمعرفة بطرح ومناقشة كتاب ( عقل غير هادئ) للكاتبة والطبيبة الأمريكية في علم النفس (كاي ردفيلد جاميسون) حيث يتألف الكتاب من تمهيد وأربعة فصول وخاتمة تسرد المؤلفة فيه سيرتها الذاتية وصراعها الرهيب مع مرض عقلي يطلق عليه (ذهان الهوس الاكتئابي) أو (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب) فيما صنف الكتاب واحدا من أفضل الكتب مبيعا على قائمة صحيفة (نيويورك تايمز) عند صدوره
 وقد استهل اللقاء بطرح ملخص لموضوع الكتاب وحوار ونقاش أدارته الشيخة د. شما بطرح تساؤلات تدفع للتفكير العميق مشيرة إلى مشاركة الجميع بطرح رؤيتهن حول تلك التساؤلات بشفافية وصدق مع الذات  .

 وكان من أبرز هذه التساؤلات
 بعد قراءتك الكتاب ماذا يدور في ذهنك؟ وما مدى تأثيره عليك؟ وما شعورك بعد آخر صفحة؟
في حياتنا الكثير من المواقف التي تبدو في تفاصيلها بسيطة وقد لا يتوقف عندها الكثير، ولكن حين نلتفت إليها تترك فينا أثرا كبيرا وقد يكون أثرا مغيرا لبعض أنماط حياتنا فما هو هذا الموقف في حياتكم؟
كما تطرقت إلى نظرة المجتمع للمرض النفسي ونظرتنا الشخصية له وهل مر بنا خاطر يوم ما أننا نحتاج للذهاب لطبيب نفسي؟ وإن امتنعنا هل منعنا الخوف من نظرة المجتمع أم الرفض الذاتي للفكرة نفسها؟

في الوقت ذاته شارك الجميع بإيجابية عبر مواقف مررن بها والإشارة إلى تأثير الكتاب عليهن، وضرورة أن يكون لكل إنسان طبيب نفسي، ومراجعته بين الحين والآخر، دون خجل أو خوف من نظرة المجتمع، وخاصة في الوقت الحالي وما يمر به العالم من أزمات وضغوطات نفسية، كما فعلت كاي الطبيبة المشهورة التي لم تخف على سمعتها وافتخرت بأنها تذهب إلى الطبيب النفسي؛ لكي تصل إلى العلاج، كما جاء التأكيد على عدم اللجوء للشعوذة التي تضلل طريق العلاج وتضع الإنسان في هلوسة ومتاهات لا مخرج منها.

هذا واختتمت الشيخة د. شما الحوار باستفسار حول محاولة فهم ذواتنا وتعرفنا على أنفسنا، وتفسير بعض أفكارنا ومفاهيمنا ونقدها؟ وهل ناقشنا مشكلة ما مناقشة ذاتية مع أنفسنا ولو مرة واحدة؟

والأهم هل شعرنا في يوم من الأيام أننا نجحنا في محاولة ما أو فك لغز من ألغازنا الذاتية؟
وأضافت الكتاب يجعلنا نقف أمام العقول المختلفة نتعايش معها في مجتمعنا، وتكون قريبة منا، ويمكن أن تفصلنا بينها وعنها خطوة واحدة لهذه المشكلة؛ ولكن الصدق والوضوح والشفافية تتطلب منا أن نكون بجانب الأصدقاء والأهل بمحبة ودفء؛ لأننا كلما أحببنا بعضنا، حافظنا على صحتنا النفسية، وحتى نكون أكثر وعيا وإدراكا وتجنبا لأي أعراض قد تدمر حياتنا المستقبلية.