في رحلة عبر القرن السادس عشر منسوجة بعالم الألوان والأفكار بأحلام فنان خلد أحلامه مخلوطة بلمسات ريشته على صفحة لوحاته ناقش مجلس شما محمد للفكر والمعرفة ضمن منشط ندوة الكتاب بحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان كتاب “يوميات رامبرانت” للكاتب آلن باسز ترجمة ياسين طه حافظ .
استهلت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الندوة بتحليل مستفيض حول حياة الرسام الهولندي رامبرانت من خلال كتاب يوميات رامبرانت ومن زيارتها خلال شهر أكتوبر 2021 لمتحف لوحاته في أمستردام والتي أشارت إلى أنها تبلغ حوالي 300 لوحة تتميز بطبيعة فريدة في تاريخ الفن.
وقالت: رامبرانت من أهم الفنانين الذين شغفوا بتصوير أنفسهم خلال مراحل حياتهم المختلفة، مما حول جانباً كبيراً من أعمالهم الفنية، إلى وثيقة تؤرخ مسيرة حياته، وشبابه وشيخوخته، بكثير من الدقة راصداً بذلك حركة الزمن فوق ملامح وجهه وانعكاساتها على داخله، وهذا ما ميزه عن غيره من الفنانين، عبر ما قدمه من الفن التشكيلي فاستطاع أن يخلق عالما مختلفا في ذلك الزمن وترك أثرا كبيرا حتى يومنا هذا.
 وفي إشارة لما شاهدته خلال زيارة متحفه فقد أبهرها قدرته على تصوير الضوء والظلام بمهارة فائقة عبر لوحاته ومهارته في تطويع الألوان بريشته بهذه البراعة حيث تختزل اللوحات رمزية عالية للنور والتلاشي والعدم والظلام بحبكة محكمة كما جاء في يوميات رامبرانت لما تخيله (آلن باسز) واستطاعته تصوير كل العوامل الداخلية للفنان والمؤرخة لتفاصيل حياته وفلسفته ورؤيته للحقيقة وسيرته الذاتية من خلال الكتاب بهذا البراعة مشيرة أن هذا ليس من السهل أن تكتب عن شخص من خلال رسوماته وفنه.
كما سلطت الضوء على ما استوقف سموها في الكتاب عبر الأحداث المتداخلة بين الواقع والحلم مشيرة إلى الرجل المجنح الذي يغيب ويعود مظهرا الإلهام على حافة اليقظة والحلم متحركا بينهما، كما أعطى الكتاب تشويقا لنوع الفن ووضح صورة المجتمع الهولندي في القرن السادس عشر من خلال عينه كفنان وأبعاد العلاقة بين الإنسان والفنان  وما أدهشها في مشهد سوق السمك وعبارته “ حتى الرسامين يجب أن يأكلوا” فالفنان إنسان فيه الخير والشر لا كما يظن البعض بأن شخصياتهم ملائكية بل يعيشون حياة عادية كباقي البشر.
و أشارت إلى أن الثقافة العربية تقدم سير المبدعين بصورة مبالغة أكثر من الثقافة الغربية إذ تضيف هالة غير طبيعية بوصفهم بطريقة غير واقعية على أنهم بشر غير عاديين بخيال مفرط ناسين أنهم بشر يخطئون ويصيبون مؤكدة أن الكتاب كشف الستار عن الكثير من الحقائق وأنه اقترب ليكون رواية أو كتاب سيرة ذاتية لا يحتاج جهدا ذهنيا كبيرا وأن تقديمه جاء بطريقة مختلفة وعمق تهيئة للموسم الثقافي الجديد.
وقد طرحت على العضوات أسئلة ليتم تناولهما من خلال تحليل ما جاء في الكتاب.
 هل تشعرن بأن هذه الرسومات لها دور وقيمة خلال قراءة أي كتاب ؟ وهل تتوقفن وتدققن فيها كرسومات بعمق أم يتم المرور عليها فقط ؟
وهل تعرضتن لمفاجأة أو صدمة ما بين الصورة الذهنية لمبدع من خلال إبداعه وبين صورته كإنسان ؟ وهل وجدت اختلافا بين ما قرأت عنه وبين صورته الحقيقة؟ وهل حدثت صدمة حين مقابلته واختلفت معه؟
 وأوضحت الشيخة شما أنها ممن تحب قراءة الكتب المحتوية على الرسومات التي تشد القارئ وأن ذلك يلفت انتباهها ، وفي بعض الأحيان تحمل صورة للكاتب مختلفة عن الواقع وحين تقابله يبهرها في فكره وعمق ثقافته
 واختتمت بقولها خلال زيارتي لمتحف رامبرانت وقربي من بعض الشخصيات زاد احترامي وتقديري لهم وللفنانين الذين يعطون للجماهير من حياتهم ووقتهم ونحتاج دائما أن نتعرف على هذه الشخصيات ونكتشف جوانب حياتها.
وقد شاركت العضوات بفعالية وأبدين رأيهن حول الرسومات وحول حياة الفنان وعمق تجربته وتناولن مراحل من سيرته من خلال لوحاته كما أبدت كل منها عبر الإجابات عن الأسئلة التي تم طرحها رأيهن الشخصي بشفافية من خلال قراءة الكتاب ونقده.