محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
مركز مرايا للفنون يفتتح معرضي «كُن» للمصورة لمياء قرقاش و«في سكن المغيب» للفنانة شفى غدّار
افتتح مركز مرايا للفنون؛ المبادرة الإبداعية التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والتي تعنى بدعم الفنانين والمواهب الإبداعية في المنطقة، معرض “كن” للمصورة الإماراتية لمياء قرقاش في الطابق الثالث من مركز مرايا للفنون، ومعرض “في سكن المغيب” للفنانة شفى غدّار في الطابق الثاني بتقييم سيما عزام، القيّمة الفنية في مركز مرايا للفنون، يوم السبت 2 نوفمبر 2024. تم الافتتاح بحضور معالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لـ(شروق)، وعدد من المسؤولين والفنانين من منطقة والمشهد الفني المحلي. تضمن الافتتاح جولة تعريفية للمعرضين مع الفنانتين، ويستمر المعرضان لغاية 10 يناير 2025.
كُن” هو المعرض المؤسسي الأول للمصورة الإماراتية لمياء قرقاش في مركز مرايا للفنون. تُجسد كلمة “كُن” في اللغة العربية فعل الكينونة والوجود والتجلي. وفي هذا السياق، تعكس الفنانة رحلتها الشخصية التحولية، وهي تركز على المساحات الحدية كونها محفزاً للنمو الروحي والتحول على المستوى الشخصي.
ترجع أصول معنى المساحات الحديّة في اللغة اللاتينية إلى الكلمة (Limen) والتي تعني “الدافع”، ويرمز المعنى في هذا المساق إلى التغيير المحتمل بين المكان الذي كان يستقر فيه الفرد والمكان الذي يتجه إليه؛ سواء أكان ذلك التغير جسدياً أو عاطفياً أو مجازياً. وأن يكون الفرد ضمن مساحة حدية، فهذا يعني أنه على حافة تغير لم يحدث بعد. تستكشف صور لمياء قرقاش مفاهيم الهوية التي تستلهمها من المساحات المهجورة والمساحات الاجتماعية والثقافية. وتسلط عدسة الفنانة الضوء على قاعات الحفلات الموسيقية، والمتاحف، والمسارح، والمدارس، والغرف الترفيهية، والبيوت، والمكاتب متّبعةً في ذلك طرائقَ متعددة يمكن وصفها بأنها غامضة، رومانسية، مشوقة وغامرة في الجمال. وباعتبار أن الفنانة تستمد إلهامها من حياتها المتنقلة بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها تُوجِدُ الرابط بشكلٍ واعٍ بين الشارقة ودبي ولندن وباث، من خلال قطعة قماشية ذهبية تصل كل الصور ببعضها بعضاً بأسلوب فني فريد. وُضِعتْ هذه القطعة القماشية الذهبية في مساحات متعددة، وترمز قرقاش من خلال توجيهها نحو قِبلة الصلاة إلى الاتجاه، والروحية، والوَحدة. يغطي القماش الذهبي بعض العناصر في طريقه، وهو ما يكسر من صمت اللقطة.
تقول لمياء قرقاش حول معرضها المؤسسي الأول في مركز مرايا للفنون: “يسلط المعرض الضوء على الروابط البشرية بين المدن المخلتفة، ويهدف إلى تقوية الروابط التي نتشاركها كبشر على كوكب الأرض، فتجاربنا المشتركة، والطبيعة تذكرنا أننا جميعاً نتشارك بالشعور للحنين إلى الشيء ذاته: وهو الانتماء».
يصوّر معرض “في سكن المغيب” مشهداً طبيعياً عبر مراحل متعددة. وتستلهم شفى غدّار أعمالها من تقنية “الفريسكو” التقليدية التي تعود إلى ما قبل عصر النهضة، وهي تقنية لرسم الجدرايات يتم بها وضع الجص على مراحل، ما يسمح باندماج الألوان في السطح الرطب للجص حتى تجف.
بالاستلهام من فكرة ومفهوم “جيورناتا” (التي تعني “عمل يومي” بالإيطالية)، تستخدم شفى غدّار تقنية الفريسكو ببراعة لتقديم مفهوم الجزء ككيان مستقل. وتتحدى الفنانة الفكرة التقليدية للأجزاء كأنها بقايا من أطلال أو جزءاً من عملية ما، وتحفز المشاهدين على رؤية الجزء ككل متكامل. ويتألف كل عمل فني من أجزاء مختلفة، بهدف نقل فكرة “الجزء ممثل للكل”، أي أن جزءاً صغيراً يمكن أن يمثل الكل بشكل كامل.
في هذا السياق، تتناول الفنانة المشهد البانورامي على أنه شيء لا يبدأ بشكل محدد ويظل غير مكتمل. يُشار إلى المشهد كجسم، أو أرض، أو قصيدة، أو اقتراح، بينما تبقى الإشارة إلى الشمس ثابتة، كنقطة استقرار ورمز للعاطفة.
يسلط معرض “في سكن المغيب” الضوء على شغف غدّار بشروق الشمس وغروبها، والذي يظهر من خلال الألوان الخوخية والدرجات اللونية الناعمة في أعمالها. وتستخدم الفنانة الشمس رمزاً للضوء واللحظات العابرة والعواطف التي تم تجسيدها وتثبيتها في أشكال ملموسة باستخدام مواد مثل الحجر الجيري والأكريليك والطلاء الزيتي للحفاظ على هذه العواطف وتجميدها.
يمثل غروب الشمس استجابة عاطفية معقدة، كمزيج من الحزن الذي شارف على نهايته، والتطلع إلى ما هو آتٍ من بدايات. من عنوان المعرض “في سكن المغيب”، تسعى شفى غدار إلى إطالة هذه اللحظة العابرة، ما يولّدُ إحساساً بالمرونة الذي يتحدى النهايات النهائية ويدعو إلى التأمل في المساحة الحدية بين البدايات والنهايات.
تقول الفنانة شفى غدّار حول المعرض: “يصف معرض “في سكن المغيب” شعوراً صاحبني طوال هذه السنة، وهو الشعور ذاته الذي صاحبني خلال فترة التحضير لهذا المعرض. هذا الشعور يتصل بالتغيرات، ودورات الحياة، والمشاعر الغامرة، والبدايات والنهايات، وأصبح هذا الشعور أمراً أساسياً في التحضير لهذا المعرض، وهذه التجارب المتكررة أصبحت أمراً أساسياً».
تبعاً لافتتاح المعرضين، سيطلق مركز مرايا للفنون مقابلات مصوّرة وتوثيقية مع الفنانتين، إلى جانب تنظيم برامج تفاعلية مثرية وغنية بالأنشطة والورش الفنية، والجولات التعريفية للمعرضين.