رئيس الدولة يؤكد إخلاص أبناء الوطن وتفانيهم جيلاً بعد جيل في خدمته
ناشونال إنترست: حظر جوي فوق أوكرانيا تترتب عليه عواقب كارثية
تطالب مجموعات أوكرانية ناشطة ومراكز أبحاث أمريكية وأوروبية وبعض المسؤولين السابقين في واشنطن ولندن، بفرض “منطقة حظر طيران” فوق أوكرانيا، من أجل فتح ممرات إنسانية في أجزاء من البلاد. وكتب الزميل في شؤون الأمن القومي في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية سومانترا مايترا، أن هناك انقساماً في الرأي العام حول هذه المسألة. ولم تبذل الحكومة ولا وسائل الإعلام جهوداً، لشرح ما تعنيه منطقة حظر الطيران وما سيترتب عليها، وكيف سيتم فرضها. ولئن كان الرأي العام المطلع هو المفتاح لسياسة أمريكية حكومية سليمة، يتعين فهم متطلبات إنشاء مثل هذه المنطقة، ولماذا يمكن أن تؤدي إلى تصعيد خطير مع روسيا، ولماذا لا يصب هذا الإجراء في المصلحة الأمريكية.
وقال إن فرض منطقة حظر للطيران لن يكون اتفاقاً يتم بموجبه منع تحليق الطائرات فوق أراضٍ معينة. بل إنه بمثابة إعلان من جانب طرف معين، بأن طائرات الفريق الآخر ستُسقط في حال دخلت مجالاً جوياً محدداً. ومثلاً، تضمنت منطقة حظر الطيران التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاءها فوق العراق، قصف دبابات صدام حسين ومدرعاته. ومنطقة حظر الجوي فوق ليبيا، تضمنت قيام المقاتلات الفرنسية بإسقاط المقاتلات الليبية، بينما تولت المقاتلات البريطانية والأمريكية قصف أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية والمدرعات التابعة لمعمر القذافي.
وشرح الكاتب أن إسكات الدفاعات الجوية للعدو هو أول متطلبات فرض أي منطقة حظر جوي. وهذا يعني قصف أهداف أرضية وتالياً احتمال التسبب برد ناري. ولا تنطوي منطقة الحظر الجوي على أي خفض للتصعيد، ولا شيء يضمن للطرف الذي سيعلنها، أنها ستكون “محدودة” في نطاقها. إنها بمثابة تصعيد سيستجلب رداً تصعيدياً من الطرف الآخر.
ولفت الكاتب إلى أن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، سيجعل بالتحديد، من الولايات المتحدة طرفاً مقاتلاً في حرب ضد روسيا، البلد الذي يملك أكبر ترسانة نووية في العالم. وسيتطلب من المقاتلات الغربية حراسة الأجواء الأوكرانية، مما سيجعلها هدفاً محتملاً لأنظمة الدفاع الجوي المتمركزة في روسيا وبيلاروسيا. وهذا يتطلب في المقابل من الطائرات الغربية اسكات الدفاعات الجوية الروسية وتدمير صواريخ سام الروسية والرادارات والمدرعات على الأراضي الروسية والبيلاروسية، فضلاً عن الاشتباك المباشر مع مقاتلات روسية.
ومن المهم التذكير بأنه حتى الآن في أوكرانيا، امتنعت روسيا عن استخدام أفضل أسلحتها، كما أن سلاح الجو الروسي المتطور بقي خارج العمل. وهذا يقود المرء إلى التكهن بأن القيادة الروسية تحتفظ بمثل هذه القوات تحسباً لتوسع الحرب إقليمياً وقارياً. ولذلك، فإن فرض منطقة حظر جوي ستؤدي إلى ادخال السلاح الروسي المتطور في المواجهة.
وأكد الكاتب أن الافتراض بأن منطقة حظر الطيران، ستؤدي إلى خفض التصعيد عوض اتساع الحرب في أوكرانيا، هو افتراض بعيد المنال. وربما يستند المطالبون بمنطقة الحظر الجوي إلى أن روسيا ستمارس ضبط النفس. لكن الكرملين سارع إلى التحذير من أن الإقدام على مثل هذه الخطوة سيعتبر بمثابة إعلان حرب. ويشمل هذا القواعد التابعة لحلف شمال الأطلسي التي ستقدم الدعم العملاني لأوكرانيا. والاعتقاد بأن الرئيس فلاديمير بوتين والقادة الروس سيقفون متفرجين بينما حلف شمال الأطلسي يسقط الطائرات الروسية ويدمر دفاعاتهم الجوية، هو اعتقاد خطأ.
سلاح نووي!
وكتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن عشرات المناورات الحربية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاءها عقب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2014، أكدت بوضوح أن بوتين قد يستخدم سلاحاً نووياً، إذا ما توصل إلى الاستنتاج بأن نظاماً يتعرض للتهديد.
وكررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن –وعن حكمة- أن الولايات المتحدة لن تذهب إلى حرب مع روسيا في أوكرانيا، إدراكاً منه أن مثل هذا التورط قد يقود بسهولة إلى ضربات نووية. ومن أجل ضمان وضع نهاية لهذه الحرب وإرساء السلام في أوكرانيا، “فإن هذا ما يجب أن تكون عليه سياستنا. يجب ألا يكون هناك أي فرض لمنطقة حظر طيران فوق أوكرانيا».