ناشيونال إنترست: حان الوقت لتغير واشنطن سياستها في سوريا

ناشيونال إنترست: حان الوقت لتغير واشنطن سياستها في سوريا


دعت الصحفية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط والزميلة في معهد “فيلوس” هديل عويس في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، الولايات المتحدة إلى تبني سياسة جديدة مع دمشق، قائلة إن التطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد مقاربة رمزية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان العدو اللدود لدمشق. وفي الشهر الماضي، أبدى أردوغان رغبته في لقاء الأسد خلال قمة في أوزبكستان.
وترى الكاتبة أن تركيا، التي كانت تؤيد تغيير النظام في سوريا، تبعث بإشارات واضحة عن استعدادها للمصالحة مع دمشق، ما يجب أن يقود بالولايات المتحدة، إلى درس سياسة جديدة مع دمشق.

رفع العقوبات
وعلى الولايات المتحدة رفع بعض العقوبات لتحسين معيشة الشعب السوري في مقابل ضمان تعاون الأسد في إزالة النفوذ الإيراني من سوريا.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن السماح لدول بتطبيع العلاقات مع الأسد دون أن تكون هي جزءاً من الوقائع الجديدة يعقد موقفها في سوريا، حيث تتعرض القوات الأمريكية لهجمات متكررة من ميليشيات إيران، وتحصل صدامات منتظمة مع دوريات روسية، بينما تهدد التوغلات التركية بزعزعة استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
مضت 8 أعوام على التدخل الأول للولايات المتحدة في سوريا، وفي الوقت الذي لا يكاد يعير فيه الرأي العام الأمريكي انتباهاً لذلك البلد، فإن التهديد الذي تواجهه القوات الأمريكية سيتصاعد إذا لم تنتهج سياسة أكثر واقعية.

11 عاماً
وتقول الكاتبة إنها أمضت أكثر من 40 يوماً خلال شبابها في أحد السجون في الأيام الأولى للانتفاضة. ومع ذلك، تعترف بأن 11 عاماً كافية للتوقف عن استخدام الوسائل ذاتها لتغيير الوقائع في سوريا، وأن الوقت حان للتخلي عن فكرة تغيير النظام، خاصةً أن مجموعات المعارضة السورية تهيمن على معظمها مجموعات جهادية، بحيث يمكن تحقيق الاستقرار وإزالة النفوذ الإيراني مرة واحدة وإلى الأبد.
ولفتت إلى أن التطبيع مع الأسد حاصل دون موافقة واشنطن، ويتيح للدول الإقليمية تبني استراتيجية جديدة، ليس من مصلحة أمريكا ألا يكون لها قول فيه.
ويذكر أن الهدف الرئيسي لتركيا من التطبيع، إقامة ائتلاف مع دمشق، وموسكو، وطهران، يمنع قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على ثلث البلاد.
ولتحقيق هذا الهدف، قد تكون تركيا مرغمة على تنازلات لإيران وروسيا، من شأنها أن تجعل خصوم الولايات المتحدة، أكبر الرابحين.
من ناحية أخرى، تحاول قوات سوريا الديمقراطية إحياء العلاقات مع إيران السماح لميبليشيات طهران بالتقدم في شرق سوريا وشمالها، لإضعاف احتمالات التحالف بين تركيا وإيران.
وعلى الولايات المتحدة تكييف مصالحها مع هذه الوقائع، لمنع قواتها من التعرض لهجمات من  مقاتلين روس أوإيرانيين، ودفع دمشق لاتخاذ خطوات لتحسين حياة السوريين.

رافعة بوجه إيران
وتخلص الكاتبة إلى أنه الوقت المناسب للعمل مع دول الخليج، واستخدام تخفيف العقوبات، رافعة لمنع إيران من فرض شروطها على دمشق.
وسيفوت الوقت الولايات المتحدة لجني أي مكاسب سياسية من العقوبات، إذا عادت إلى الاتفاق النووي مع إيران، ما سيتيح تدفق مليارات الدولارات إلى المصارف الإيرانية ويمكن طهران عندها استخدام المساعدة الإقتصادية للحفاظ على قبضتها على دمشق.
واستناداً إلى تقرير أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الحكومة السورية طلبت من إيران التوقف عن مهاجمة إسرائيل من أراضيها.
ورغم ذلك، فإن دمشق التي أضعفتها الحرب والعقوبات، لا تملك الوسائل الاقتصادية والعسكرية لطرد إيران. ويحتاج السوريون إلى الاستقرار والعيش في وطنهم بكرامة وليس لاجئين، وهو ما سيعيد في نهاية المطاف البلاد والمنطقة إلى المسار الصحيح.