إبراهيم الكوني: المثيولوجيا جنة واليمن وطن ميثولوجي

نقاش عن بعد لرواية «سلطان الغيب» لعمر عبد العزيز

نقاش عن بعد لرواية «سلطان الغيب» لعمر عبد العزيز

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الاثنين 21-9-2020 ندوة نقاشية عن بعد حول رواية “سلطان الغيب” لعمر عبد العزيز الصادرة حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وشارك في الندوة نخبة من الكتاب والنقاد العرب من داخل الدولة وخارجها، منهم الروائي إبراهيم الكوني ود. ماهر كيالي ود. سمر روحي الفيصل ود. همدان دماج ود. محمود العزاني وعبد الفتاح صبري والدكتورة أم السعد مكي، وعقب عليها د. عمر العزيز، وأدارها الصحفي محمد ولد محمد سالم، الذي أشار في مقدمة الأمسية إلى أن الرواية تواصل ما بدأه الكاتب في رواياته السابقة من غوص في تجربة التصوف في اليمن من خلال نماذج من الشخصيات، وخاصة في رواية الحمودي، وفي تجربته الجديدة توسع ونوع الشخصيات والأفق الاجتماعي لها.
تحدث إبراهيم الكوني، بداية عن أن عمر عبد العزيز لفت انتباهه من خلال رواية “الحمودي” التي أهداها له، وقد استمتع بقراءتها وقراءة الدراسات التي كتبها لفيف من كبار النقاد العرب، وأدهشه عندما انتهى من قراءة تلك الدراسات “أن النقاد لم ينتبهوا إلى حقيقة هذه الرواية التي تنام في جب القصة القصيرة، أو نوعا ما الطويلة، - مع اليقين أن الحجم ليس حاسما يوما في تقييم أي عمل إبداعي، سيما الروائي، وإلا لما كانت قصة قصيرة مثل الشيخ والبحر لإرنست همنجواي، أهم ما كتب همنجواي، ولا كانت قصة قصيرة مثل “وردة لإيميلي” ويليام فوكنر، أهم ما كتبه فوكنر - أقصد أن ثمة دائما ملحمة حقيقية في العمل القصير، حجما، وما استدعى انتباهي هو أن الحمودي هو في الواقع رواية ظلمت عندما اختزلت في عمل قصصي قصير، لأن ما استفزني فيها هو روحها، هو ذخيرتها، هذه الذخيرة التي هي دائما رأس مال الرواية، أو المقياس في كتابة أي عمل روائي، لأنني اكتشفت أنها هي صحيح تجربة نستطيع نقول عنها أنها سيرة ذاتية، ولكنها سيرة غنية، بكل ما يجعل من العمل الأدبي ملحمة، أي تنوع الذخيرة لأن هذا النموذج، نموذج “الحمودي”، نموذج محمّل بشفرات هذه الشفرات تتمثل في الأعراق التي مر بها أومرت به فعاشها وعاشته، فأن يكتب عمل عن اليمن من قبل إنسان هو يمني الهوية ثم هو أيضا إفريقي الهوية بما أنه أيضا عاش في الصومال، ثم أنها أيضا هوية ثقافية لأنه درس في مدرسة إيطالية، أي أنه أوروبي أيضا، هذا الثالوث الرهيب والغني، من الثقافات هو ما يجعل من الرواية عملا ملحميا، أو خامة لعمل ملحمي، ظلمت فابتسرت وضغطت في عمل قصصي قصير يضيق عن مثل هذه الذخائر التي هي كنز بالنسبة للروائي، لأن الروائي لا يكتب الرواية من خلال المعلومات، ولكن من خلال التشكيك في المسلمات.
ليس هذا وحسب، فتحدي الروائي الحقيقي ليس غنى التجربة الذاتية، ولكن غنى الواقع الذي أنتج هذه التجربة الذاتية، بمعنى أن الرواية عمل روحي، استكشاف روحي إذا لم يبث فيها المبدع روحه، ويعيش واقعه في ذلك الواقع الذي عاشه خلال القارات الثلاث التي تحدثت عنه منذ قليل إفريقا أوروبا وآسيا، إذا هذا ظلم للعمل، سيما وأنه يحمل هوية يمنية أي يحمل هوية ميثولوجية، فاليمن وطن ميثولوجي، وجنة الرواية هي الميثولوجيا.. لما ذا نتغنى بالأسطرة؟ لأننا نتمثل بوصية أرسطو الذي قال إن غاية أي عمل إبداعي هي تأليف الأسطورة، وهي وصية مستوحاة من أستاذه أفلاطون، لأن الحقيقة دوما في الميثولوجيا، ولهذا السبب كنت أنتظر من عمر عبد العزيز أن يتحفنا من خلال هذا العمل بملحمة ميثولوجية من خلال وطن غني بالميثولوجيا، وعندما بعث لي الرواية في صيغتها الجديدة “سلطان الغيب”، لم تشف غليل تماما، ولكنّ الرواية في شكلها الجديد استطاعت، ولو نسبيا، أن تتمثل هذا الثالوث الميثولوجي، وتحول العمل إلى معزوفة موسيقية وشعرية ورؤيوية كما ينبغي أن تكون.
الدكتور سمر روحي الفيصل قال إن الدكتور أنتج أربع روايات قبل سلطان الغيب، ولكن هذه الرواية تختلف عن الروايات السابقة من حيث السرد والسارد هنا السارد يقدم لنا السارد اشتركت فيه الرواية مع الروايات السابقة وخصوصا الحمودي، هذه الرواية تحاول أن تمد الخيوط لما أوجزته في الروايات السابقة، لأن الروايات السابقة الحمودي ومريوم.. شخصيات غنية تحتاج للتفصيل، فلهذا كانت هذه الرواية تختلف في سردياتها عن الروايات السابقة، ومكمن الاختلاف فيها أن الروايات السابقة كان السرد فيها مرسلا، أما في سلطان الغيب فتمزج بين السرد الخطي والسرد المرسل في السرديات السابقة مع الحفاظ على تقنية السارد العليم، هذا السارد يصرح أنه سارد عليم ويوحي هذا السارد أنه يكتب سيرة الدكتور عمر على أنه فرد من أسرة الحمودي، وهو حفيد من الأحفاد، بل إن بعض المعلومات مطابق لما نعرفه نحن عن الكاتب في العالم الخارجي، وقد أعاد العمل خلق الإنسان في منطقتين هما اليمن والصومال، هذا السرد هو سرد مشبع بالتفاعل النصي، فالكاتب مولع بالاستشهاد بالشريعة وبأعلام الثقافة العربية والفلاسفة والمتصوفين، ويستفيد من تقنيات السينما بثلاث تقنيات المونتاج والمشهد والصورة، فكان يقدم في السرد التقليدي العادي، حين تحدث عن أحداث عدن، بدأ يتحدث بسرد حكائي ذي حلقات متتالية، كما أن الكاتب نثر الحوادث متفرقة ثم قام بعملية مونتاج وتوليف لها.
الدكتور ماهر كيالي، مدير الدار العربية للدراسات والنشر، ثمن تجربة الكاتب في هذه الرواية وقال إن ما لفت انتباهه فيها هو غنى التجربة الإنسانية فيها، وأنها تقدم اليوم من زاوية جديدة، وتقدم للقارئ تجربة عمقية.
الدكتور همدان دماج، قدم قراءة لبعض السمات واللوازم الأسلوبية في رواية سلطان الغيب، وسلط الضوء على نماذج من هذه السمات في الرواية أو المروية كما يفضل الكاتب تسميتها، فلكل كاتب أساليب خاصة وسمات تميز كتابته ونصه الإبداعي عن كتابات ونصوص الآخرين، ولكن هذه الفروق تظهر أكثر عند الدكتور عمر عبد العزيز، فأسلوبه ولوازمه اللغوية واستدراكته تبرز دائما عن ثقافته المعرفية، ومنها هذه السمات، أولا: اللغة باعتبارها الكينونة الأولى للعمل الكتابي، وثانيا الاسترجاعات الأدبية والمعرفية التي دائما مايتضمنها في أعماله، وثالثا التتتابع الدائري للزمن السردي عنده، ورابعا امتددات الراوي وإعادة تصنيع السرديات، وخامسا تواشج الغرائبية والواقعية السردية.
الدكتور محمود قدم قراءة انطباعية وليست نقدية كما يقول، لفت نظره استخدام الكاتب للثنائيات المتضادة، يعني على سبيل المثال الحضور والغياب الواقع والمتخيل، الغرائبي والمألوف، الجبر والاختيار، ترى هذه المتلازمة حاضرة من بداية النص إلى آخره، ويبدو لي أنه بهذا التلازم الثنائي يعطي النص حيوية داخلية ملحوظة فهو مثلا يرى أن النبض هو ثنائية بين الصمت والحركة والحياة والتنفس يراه ثنائية بين الشهيق والنزفير، فهذه الثنائية تمنح النص الحيوية وتجبرك على الإمنساك به واللإصرار على متابعته حتى نهايته، ويوافق هذا ماكتبته الناقدة أمل الجمل في المقدمة بأن النص أوبرالي، فالتوصيف فريد وهو خارج دائرة المألوف، وهو ماتعززه استثنائية الرواية لذلك كان الوصف خارج التوصيفات المألوفة، فالأوبرا لوحة متكاملية من لون وصوت وفضاء مفتوح وهو مايوجد في رواية الدكتور عمر، من خلال الرحلة الطوبلة، والموسيقى في الطبيعة، والألوان حاضرة في البحر والماورائية حاضرة في الفضاء.
الدكتورة أم السعد مكي، أشارت إلى الكاتب يتميز بثراء لغوي ومشارب متنوعة خلق توليفة مميزة في الكتابة الأدبية، وروايته تتميز بداية في عنوانها “سلطان الغيب” فتخالف نمطية الرواية العربية، فهي خلاصة لمجموعة من التجارب والسياقات المكانية والزمانية المختلفة جدا، فهي تنقلنا من مساق إلى آخر بطريقة سلسة دون أي تشويش وهناك تنوع في المعلومات.
الناقد عبد الفتاح صبري رأى أن الرواية تحتاج للتأمل فالدكتور مزج بين عوالم كثيرة بأسلوب سردي، وإن كان هناك نوع من سيرة المكان، فهي تفتح مجالات للبحث في صيرورة هذا المكان، حيث التنقل بين اليمن والصومال وإيطاليا، وعلائق ذلك المكان الثقافية، وما تتركه على التجربة الإنسانية، وتضيفه إليها في كل مكان هو ما يعطي لهذه الرواية خصوصيتها، فهي سيرة مكان بامتياز، فهي عمل مبهر بما يملكه الدكتور من قدرة على جمع معارفه كلها بأسلوب سردي فريد.
الدكتور عمر عبد العزيز في تعقيبه، توجه بالشكر لكل المشاركين، وقال: “إن العمل هو امتداد لسلسلة من الروايات السابقة، وهذه الرواية هي رواية بولوفونية، متعددة الأصوات إلى حد ما، أنا أحرص أن لا أجنس كتاباتي فأدعها مفتوحة، فلها أن تكون قصة قصيرة أو قصة طويلة أو رواية، وما سمعته مهم لأنه ينطوي على كيفية توليف النص المعرفي العامر بالمخزون التساؤلي، الباحث الخلاص في هذا الوجود الذي نعيشه، وهو وجود يتعدد في تنوعه ولكنه يتسم في نفس الوقت يتميز بثنائية الوجود الموجود والوجود الغائب، وأنا عندما تحدثت عن الغيب وسميت الرواية بسلطان الغيب كنت حريصا على أن أقول إن الوجود الحقيقي هو  الوجود في الغيب، وليس في ما نراه ونسمعه وندركه ونتعامل معه، وأيضا كانت أنساق من السير الذاتية التي تقاطعت إلى حد ما وبطريقة مونتاجية كما قال الدكتور سمر، وأعتقد أن اللغة تتسع لأقصى درجات التجريد وتتسع في نفس الوقت لأقصى درجات الواقعية الحقيقية، أي أن اللغة يمكنها أن تتضمن في داخلها كل أنساق التعبير الفني، وكل أنساق التعبير الدلالي، ومن هنا قد أكون كلفت نفسي أن أكتب بهذه اللغة، وأن تكتب بهذه اللغة فأنت في هذه الحالة في مسار متعرض إلى حد ما، وقد تكون أحيانا تجسيميا واقعيا، وأتصور أن هذه التعددية عندي ناتجة من تعددية اللغة عندي، ولذلك أنا من دعاة إحياء اللغات المندثرة، الرواية تنطلق من ذلك السؤال الذي لا جواب له.



Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot

https://news.asosiasi-emiten.or.id/
https://www.deriheru-navigation.com/
https://stai-barru.ac.id/play/scatter-hitam/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/-/buntut77/
https://blogceta.zaragoza.unam.mx/wp-content/app/
https://inlic.org/ojs/scatter-hitam/
scatter hitam
https://www.prosiding.pasca.uniska-kediri.ac.id/tools/sv388/
jurnalprodi.idu.ac.id/public/scatterhitam-1
jurnal.insida.ac.id/tools/sv388
scatter hitam
mahjong scatter hitam
sabung ayam
depo 5k
depo 5000
scatterhitam