رئيس الدولة: قيم التعايش والأخوة هي سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم داخل المجتمعات
نهيان بن مبارك يفتتح منتدى التسامح الخامس تحت شعار «50 عاماً من التسامح والإنسانية»
أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش إلى ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أن دولتنا ولله الحمد، تسير في إطار رؤية تنموية شاملة، لا ترضى إلا بالصدارة، وتهتم بالمستقبل، كما تهتم بالحاضر، وتخوض غمار المنافسة، في مضمار التنمية، بكل ثقة، اعتماداً على التخطيط السليم، وإنتاج المعرفة، والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة، على أنها أهم ثروات الوطن.
وقال معاليه: إن هذه الرؤية الحكيمة ، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، للمبادئ التي تحكم مسيرة الوطن ، إنما تقدم بشكلٍ جيد ، وصفاً مهماً ، لمنهج الإمارات في التعامل مع كل التحديات – هذا المنهج الذي يتألف من ثلاثة عناصر أساسية ، العنصر الأول : هو الرؤية الواضحة ، لحاضر ومستقبل الدولة ، والتي تحدد أهدافها العليا ، وتشكل موجهات العمل الوطني ، وهي رؤية تدعمها قيادة حكيمة ، وشعب معطاء ، العنصر الثاني : هو قدرات الإنسان ، والقيم والخصائص التي يتزود بها أبناء وبنات الإمارات ، وتجعلهم قادرين على الأداء المتميز ، والإنجاز المتواصل ، أما العنصر الثالث : فهو المناخ العام في المجتمع ، الذي يحتفي بالقيم الإنسانية ، ويشجع على الريادة والمبادرة ، ويدفع إلى التعلم المستمر ، والتأقلم مع كافة تحديات الحاضر ، وتطورات المستقبل .
جاء ذلك خلال الكلمة المسجلة لمعاليه خلال افتتاح أعمال التسامح الخامس الذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية اليوم عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان " 50 عاماً من التسامح والانسانية" بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجالات التسامح والعمل الإنساني.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن منتدى التسامح الخامس، يمثل اعتزاز كبير، بمسيرة الإمارات الناجحة، منذ أن تأسست في عام 1971، بل وما يمثله ذلك أيضاً، من ثقةٍ كاملة، بقادتنا، وشعبنا، وبقدراتنا، على تحقيق أهداف الوطن، ومن دليلٍ قوي، على العزم والتصميم، على اتخاذ الحاضر، أساساً للانطلاق الناجح نحو المستقبل، كي تظل الإمارات دائماً، وهي بعون الله، النموذج العالمي المرموق، في الأداء والإنجاز.
ودعا معاليه من منبر هذا المنتدى إلى التركيز على دراسة منهج الإمارات المتميز ، في التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل ، وعلى كيفية تقوية كل عنصر من عناصره الثلاثة، مؤكداً إن منهج الإمارات في العمل خلال الخمسين عاماً الماضية، سوف يستمر بعون الله، أساساً لبناء المستقبل ، بنجاح ، وقال : إنني آمل أن توافقوني، على أن هذا المنهج الرشيد، هو مصدر قوة كبرى للدولة ، ويؤدي إلى تعبئة جهود جميع عناصر المجتمع ، للعمل معاً ، في سبيل رفعة الوطن ، وسعادة الإنسان ، وتقدم الدولة في كافة المجالات، بل إنني أقول لكم، إن الرؤية الواضحة لحاضر ومستقبل الدولة ، والعمل المخلص على تنمية قدرات الإنسان الإماراتي ، والالتزام بالقيم الإنسانية التي يحرص عليها، بالإضافة إلى توافر المناخ الوطني، الذي يشجع على العطاء والتميز في كل المجالات، هي عناصر أساسية ، تضمن لدولتنا العزيزة ، دائماً ، أن تكون في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع .
واختتم معاليه كلمته بالإشارة إلى تجربة الإمارات الناجحة مؤكداً الأهمية القصوى لبناء الإنسان، وتزويده بالقدرة على فهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، وذلك في إطار من التسامح والأخوة الإنسانية، والابتعاد عن التعصب والتشدد، وأن يكون لديه فهم واضح لهويته الوطنية، في هذا العالم المتغير، وإدراك كامل، لدوره الحيوي في تشكيل مسيرة الوطن. إن تجربتنا الناجحة في الإمارات ، إنما تؤكد على تنمية قدرة الإنسان ، في الحفاظ على تقاليد وتراث المجتمع ، وعلى أن يكون أداة مهمة ، لتعميق دور ومكانة الدولة ، في تنمية مبادئ السلام والحوار والرخاء ، في العالم كله – إن تجربتنا الناجحة في الإمارات ، إنما تؤكد على أهمية أن يتكاتف الجميع ، من أجل أن يكون الوطن دائماً ، نموذجاً وقدوة ، في تنشئة أجيال المستقبل ، وتمكينهم من الإسهام الكامل، في مسيرة المجتمع – أن يكون الوطن دائماً ، نموذجاً وقدوة ، في تنمية القيم والمبادئ الإنسانية ، التي يشترك فيها البشر ، في كل مكان – نموذجاً وقدوة ، في الاحتفاء بهذه القيم الإنسانية ، واتخاذها أساساً للقوة الناعمة للدولة ، ولبناء علاقاتها الطيبة، مع دول العالم أجمع . حضر أعمال المنتدى سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الاسلامية وسعادة ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف و سعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات و أعضاء مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية و أصحاب المعالي و السعادة، و مدراء العموم في القطاع الاجتماعي في أبوظبي.
أدار الحديث في المنتدى الإعلامي محمد عبدالكريم، و تناول أربعة محاور تحدثت عن التسامح و الإنسانية إرث مشترك و دور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح إلى جانب الحديث عن الانسان و التسامح محور التنمية في الامارات و استشراف المستقبل في ظل استدامة التسامح.
وأكدت سعادة الدكتورة نضال محمد الطنيجي المدير العام لدار زايد للثقافة الإسلامية، في كلمتها الافتتاحية للمنتدى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً حضارياً وإنسانياً رائعاً للتعايش والتسامح والانفتاح الثقافي والإنساني والحضاري، فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه - يعمل بفطرته الإسلامية والإنسانية على تأسيس وطن مفرداته الأساسية هي حب الخير واحتضان الجميع والتسامح في كل الظروف مع البعيد والقريب.. وهذا النهج غدا جوهراً أساسياً لدى قيادة الإمارات اليوم، ورسالة تؤكد عليها من خلال المبادرات والمساعدات واللقاءات المحلية والدولية.
وأوضحت الطنيجي أن منتدى التسامح في دورته الخامسة لهذا العام تحت عنوان (خمسون عامًا من التسامح والإنسانية) يأتي انسجامًا مع استعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال بيوبيلها الذهبي في الذكرى الخمسين لقيام الاتّحاد، حيث شكّلت الدّولة منذ قيامها نموذجاً حيًا مشرفًا للدولة الحضارية، وترجمةً متكاملةً لفلسفة التعايش السلمي والتسامح بين البشر، مستلهمة هذه القيم من الثقافة الإسلامية، وفكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والآباء المؤسسين.
ويهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار الحضاري كإرث إنساني مشترك وتقديم النموذج الإماراتي كمثال عالمي للتسامح والتعايش في الذكرى الخمسين للاتحاد بالإضافة إلى تعزيز العمل الإنساني لما له من دور أساسي في ترسيخ قيم التسامح، كذلك إبراز دور التسامح في تحقيق التنمية في مختلف المجالات والتأكيد من خلال هذا المنتدى على أهمية استشراف الفرص المستقبلية لضمان استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي.
وأشارت الطنيجي إلى أن الدار تختتم سلسلة منتديات التسامح ضمن خطتها الاستراتيجية 2016-2021؛ بإطلاق منتدى التسامح الخامس تحقيقًا للهدف الإستراتيجي "استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي" لإظهار دولة الإمارات العربية المتحدة كمثال عالمي للتسامح والعمل الإنساني.
وعن "التسامح والإنسانية إرث مشترك" قال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لسمو رئيس الدولة – الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة أن دور الموروث القيمي في العمل الإنساني المستمد من الآباء المؤسسين يشكل بين أفراد المجتمع الإماراتي ترابط إنساني وثيق، يجمعه المصير المشترك في ظل مسيرة الاتحاد، طوال الخمسين عاماً، مما جعل من دولة الإمارات وشعبها محل تقدير وإشادة دولية على مبادئها الإنسانية الثابتة، والقائمة على قيم العطاء والمحبة والتسامح.
وتطرق معاليه إلى أن قيم التسامح شأن انساني مشترك وتحدث عن تجربة الإمارات الرائدة ودور الموروث القيمي في تأصيل المنظومة الإماراتية للتسامح، كما تحدث عن التسامح والإنسانية خلال مسيرة الاتحاد الخمسينية.
وعن "استشراف المستقبل في ظل استدامة التسامح" أكدّ معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن التسامح ضرورة و ليس ترف، هو ليس اختيار، هو فريضة شرعية وواجب إنساني، مشيراً إلى الأدوار المختلفة لكافة مكونات المجتمع، بدءاً من الافراد والمؤسسات و انتقالاً إلى المساهمات المجتمعية المختلفة التي تعزز قيم التسامح و العطاء و الوئام من خلال تشاركها و تعاونها في مختلفة المبادرات و الأعمال الإنسانية، مما يسهم في الارتقاء بالمجتمع و توطيد علاقاته ببعضه، تحقيقاً للتلاحم و استدامة العمل الإنساني ضمن أطر مؤسسية مُنظمة، و خطط تنموية مستدامة.
مؤكدا معاليه على أن التنوع الثقافي يعتبر مصدر قوة للإمارات ومظهر حضاري، يوجب على المؤسسات أن تتبنى مبادئ الخمسين القادمة في سلوكياتها ومعاملاتها وأن تبني منظومة من خلال الخمسين الماضية تحدد خصوصية الانسان والمجتمع الاماراتي مستقبلا.
وعن "دور العمل الانساني في تعزيز قيم التسامح" قال سعادة سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي: ترتبط مرحلة العطاء والتسامح وتقديم المساعدات منذ نشأة دولة الامارات العربية المتحدة في 1971م، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – أسس صندوق ابوظبي للتنمية في 15-7-1971، قبل قيام الاتحاد بأشهر وهذا الأمر يؤكد على البعد التنموي والإنساني للقيادة الرشيدة والآباء المؤسسين لنشر مبدأ التنمية والتسامح.
مضيفاً أنه بعد ذلك تم إنشاء العديد من المؤسسات الإنسانية ففي كل عقد من الزمن تطور فيه قطاع المساعدات حيث أنشأت الإمارات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالإضافة الى العديد من المؤسسات العامة إلى أن أصبحت الإمارات تضم أكثر من 45 مؤسسة إماراتية مشاركة في مجال المساعدات التنموية والإنسانية.
مؤكداً أنه تم إضافة هذا البند ضمن مبادئ الخمسين حيث جاء المبدأ التاسع لينص على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزامها الأخلاقي تجاه الشعوب الأقل حظاً. مؤكداً معاليه أن المساعدات الإنسانية الإماراتية تهدف دائماً إلى تعزيز السلام والازدهار العالمي وبناء علاقات قوية مع الشعوب الأخرى حيث وصلت مساعدات الإمارات إلى 195 دولة. وتحدث سعادة سعيد العطر الأمين العام المساعد بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عن "دور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح" وقال: في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبر التسامح والعمل الإنساني قرينان ووجهان لعملة واحدة. وقد كان من أهم الممارسات التي أرساها المؤسسون الأوائل رحمهم الله قيمة العطاء والكرم والتسامح خلال الخمسون عاماً الماضية. وأضاف: ندرك أن الإمارات قد وصلت إلى مرحلة أصبح فيها العمل الإنساني جزءا لا يتجزأ من العمل الحكومي وثقافة العمل الإنساني التي تربط بين قيمة التسامح والعمل الإنساني.
وقال معاليه: إن هذه الرؤية الحكيمة ، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، للمبادئ التي تحكم مسيرة الوطن ، إنما تقدم بشكلٍ جيد ، وصفاً مهماً ، لمنهج الإمارات في التعامل مع كل التحديات – هذا المنهج الذي يتألف من ثلاثة عناصر أساسية ، العنصر الأول : هو الرؤية الواضحة ، لحاضر ومستقبل الدولة ، والتي تحدد أهدافها العليا ، وتشكل موجهات العمل الوطني ، وهي رؤية تدعمها قيادة حكيمة ، وشعب معطاء ، العنصر الثاني : هو قدرات الإنسان ، والقيم والخصائص التي يتزود بها أبناء وبنات الإمارات ، وتجعلهم قادرين على الأداء المتميز ، والإنجاز المتواصل ، أما العنصر الثالث : فهو المناخ العام في المجتمع ، الذي يحتفي بالقيم الإنسانية ، ويشجع على الريادة والمبادرة ، ويدفع إلى التعلم المستمر ، والتأقلم مع كافة تحديات الحاضر ، وتطورات المستقبل .
جاء ذلك خلال الكلمة المسجلة لمعاليه خلال افتتاح أعمال التسامح الخامس الذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية اليوم عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان " 50 عاماً من التسامح والانسانية" بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجالات التسامح والعمل الإنساني.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن منتدى التسامح الخامس، يمثل اعتزاز كبير، بمسيرة الإمارات الناجحة، منذ أن تأسست في عام 1971، بل وما يمثله ذلك أيضاً، من ثقةٍ كاملة، بقادتنا، وشعبنا، وبقدراتنا، على تحقيق أهداف الوطن، ومن دليلٍ قوي، على العزم والتصميم، على اتخاذ الحاضر، أساساً للانطلاق الناجح نحو المستقبل، كي تظل الإمارات دائماً، وهي بعون الله، النموذج العالمي المرموق، في الأداء والإنجاز.
ودعا معاليه من منبر هذا المنتدى إلى التركيز على دراسة منهج الإمارات المتميز ، في التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل ، وعلى كيفية تقوية كل عنصر من عناصره الثلاثة، مؤكداً إن منهج الإمارات في العمل خلال الخمسين عاماً الماضية، سوف يستمر بعون الله، أساساً لبناء المستقبل ، بنجاح ، وقال : إنني آمل أن توافقوني، على أن هذا المنهج الرشيد، هو مصدر قوة كبرى للدولة ، ويؤدي إلى تعبئة جهود جميع عناصر المجتمع ، للعمل معاً ، في سبيل رفعة الوطن ، وسعادة الإنسان ، وتقدم الدولة في كافة المجالات، بل إنني أقول لكم، إن الرؤية الواضحة لحاضر ومستقبل الدولة ، والعمل المخلص على تنمية قدرات الإنسان الإماراتي ، والالتزام بالقيم الإنسانية التي يحرص عليها، بالإضافة إلى توافر المناخ الوطني، الذي يشجع على العطاء والتميز في كل المجالات، هي عناصر أساسية ، تضمن لدولتنا العزيزة ، دائماً ، أن تكون في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع .
واختتم معاليه كلمته بالإشارة إلى تجربة الإمارات الناجحة مؤكداً الأهمية القصوى لبناء الإنسان، وتزويده بالقدرة على فهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، وذلك في إطار من التسامح والأخوة الإنسانية، والابتعاد عن التعصب والتشدد، وأن يكون لديه فهم واضح لهويته الوطنية، في هذا العالم المتغير، وإدراك كامل، لدوره الحيوي في تشكيل مسيرة الوطن. إن تجربتنا الناجحة في الإمارات ، إنما تؤكد على تنمية قدرة الإنسان ، في الحفاظ على تقاليد وتراث المجتمع ، وعلى أن يكون أداة مهمة ، لتعميق دور ومكانة الدولة ، في تنمية مبادئ السلام والحوار والرخاء ، في العالم كله – إن تجربتنا الناجحة في الإمارات ، إنما تؤكد على أهمية أن يتكاتف الجميع ، من أجل أن يكون الوطن دائماً ، نموذجاً وقدوة ، في تنشئة أجيال المستقبل ، وتمكينهم من الإسهام الكامل، في مسيرة المجتمع – أن يكون الوطن دائماً ، نموذجاً وقدوة ، في تنمية القيم والمبادئ الإنسانية ، التي يشترك فيها البشر ، في كل مكان – نموذجاً وقدوة ، في الاحتفاء بهذه القيم الإنسانية ، واتخاذها أساساً للقوة الناعمة للدولة ، ولبناء علاقاتها الطيبة، مع دول العالم أجمع . حضر أعمال المنتدى سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الاسلامية وسعادة ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف و سعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات و أعضاء مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية و أصحاب المعالي و السعادة، و مدراء العموم في القطاع الاجتماعي في أبوظبي.
أدار الحديث في المنتدى الإعلامي محمد عبدالكريم، و تناول أربعة محاور تحدثت عن التسامح و الإنسانية إرث مشترك و دور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح إلى جانب الحديث عن الانسان و التسامح محور التنمية في الامارات و استشراف المستقبل في ظل استدامة التسامح.
وأكدت سعادة الدكتورة نضال محمد الطنيجي المدير العام لدار زايد للثقافة الإسلامية، في كلمتها الافتتاحية للمنتدى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً حضارياً وإنسانياً رائعاً للتعايش والتسامح والانفتاح الثقافي والإنساني والحضاري، فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه - يعمل بفطرته الإسلامية والإنسانية على تأسيس وطن مفرداته الأساسية هي حب الخير واحتضان الجميع والتسامح في كل الظروف مع البعيد والقريب.. وهذا النهج غدا جوهراً أساسياً لدى قيادة الإمارات اليوم، ورسالة تؤكد عليها من خلال المبادرات والمساعدات واللقاءات المحلية والدولية.
وأوضحت الطنيجي أن منتدى التسامح في دورته الخامسة لهذا العام تحت عنوان (خمسون عامًا من التسامح والإنسانية) يأتي انسجامًا مع استعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال بيوبيلها الذهبي في الذكرى الخمسين لقيام الاتّحاد، حيث شكّلت الدّولة منذ قيامها نموذجاً حيًا مشرفًا للدولة الحضارية، وترجمةً متكاملةً لفلسفة التعايش السلمي والتسامح بين البشر، مستلهمة هذه القيم من الثقافة الإسلامية، وفكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- والآباء المؤسسين.
ويهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار الحضاري كإرث إنساني مشترك وتقديم النموذج الإماراتي كمثال عالمي للتسامح والتعايش في الذكرى الخمسين للاتحاد بالإضافة إلى تعزيز العمل الإنساني لما له من دور أساسي في ترسيخ قيم التسامح، كذلك إبراز دور التسامح في تحقيق التنمية في مختلف المجالات والتأكيد من خلال هذا المنتدى على أهمية استشراف الفرص المستقبلية لضمان استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي.
وأشارت الطنيجي إلى أن الدار تختتم سلسلة منتديات التسامح ضمن خطتها الاستراتيجية 2016-2021؛ بإطلاق منتدى التسامح الخامس تحقيقًا للهدف الإستراتيجي "استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي" لإظهار دولة الإمارات العربية المتحدة كمثال عالمي للتسامح والعمل الإنساني.
وعن "التسامح والإنسانية إرث مشترك" قال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لسمو رئيس الدولة – الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة أن دور الموروث القيمي في العمل الإنساني المستمد من الآباء المؤسسين يشكل بين أفراد المجتمع الإماراتي ترابط إنساني وثيق، يجمعه المصير المشترك في ظل مسيرة الاتحاد، طوال الخمسين عاماً، مما جعل من دولة الإمارات وشعبها محل تقدير وإشادة دولية على مبادئها الإنسانية الثابتة، والقائمة على قيم العطاء والمحبة والتسامح.
وتطرق معاليه إلى أن قيم التسامح شأن انساني مشترك وتحدث عن تجربة الإمارات الرائدة ودور الموروث القيمي في تأصيل المنظومة الإماراتية للتسامح، كما تحدث عن التسامح والإنسانية خلال مسيرة الاتحاد الخمسينية.
وعن "استشراف المستقبل في ظل استدامة التسامح" أكدّ معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن التسامح ضرورة و ليس ترف، هو ليس اختيار، هو فريضة شرعية وواجب إنساني، مشيراً إلى الأدوار المختلفة لكافة مكونات المجتمع، بدءاً من الافراد والمؤسسات و انتقالاً إلى المساهمات المجتمعية المختلفة التي تعزز قيم التسامح و العطاء و الوئام من خلال تشاركها و تعاونها في مختلفة المبادرات و الأعمال الإنسانية، مما يسهم في الارتقاء بالمجتمع و توطيد علاقاته ببعضه، تحقيقاً للتلاحم و استدامة العمل الإنساني ضمن أطر مؤسسية مُنظمة، و خطط تنموية مستدامة.
مؤكدا معاليه على أن التنوع الثقافي يعتبر مصدر قوة للإمارات ومظهر حضاري، يوجب على المؤسسات أن تتبنى مبادئ الخمسين القادمة في سلوكياتها ومعاملاتها وأن تبني منظومة من خلال الخمسين الماضية تحدد خصوصية الانسان والمجتمع الاماراتي مستقبلا.
وعن "دور العمل الانساني في تعزيز قيم التسامح" قال سعادة سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي: ترتبط مرحلة العطاء والتسامح وتقديم المساعدات منذ نشأة دولة الامارات العربية المتحدة في 1971م، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – أسس صندوق ابوظبي للتنمية في 15-7-1971، قبل قيام الاتحاد بأشهر وهذا الأمر يؤكد على البعد التنموي والإنساني للقيادة الرشيدة والآباء المؤسسين لنشر مبدأ التنمية والتسامح.
مضيفاً أنه بعد ذلك تم إنشاء العديد من المؤسسات الإنسانية ففي كل عقد من الزمن تطور فيه قطاع المساعدات حيث أنشأت الإمارات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بالإضافة الى العديد من المؤسسات العامة إلى أن أصبحت الإمارات تضم أكثر من 45 مؤسسة إماراتية مشاركة في مجال المساعدات التنموية والإنسانية.
مؤكداً أنه تم إضافة هذا البند ضمن مبادئ الخمسين حيث جاء المبدأ التاسع لينص على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزامها الأخلاقي تجاه الشعوب الأقل حظاً. مؤكداً معاليه أن المساعدات الإنسانية الإماراتية تهدف دائماً إلى تعزيز السلام والازدهار العالمي وبناء علاقات قوية مع الشعوب الأخرى حيث وصلت مساعدات الإمارات إلى 195 دولة. وتحدث سعادة سعيد العطر الأمين العام المساعد بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عن "دور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح" وقال: في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبر التسامح والعمل الإنساني قرينان ووجهان لعملة واحدة. وقد كان من أهم الممارسات التي أرساها المؤسسون الأوائل رحمهم الله قيمة العطاء والكرم والتسامح خلال الخمسون عاماً الماضية. وأضاف: ندرك أن الإمارات قد وصلت إلى مرحلة أصبح فيها العمل الإنساني جزءا لا يتجزأ من العمل الحكومي وثقافة العمل الإنساني التي تربط بين قيمة التسامح والعمل الإنساني.