بينت رسالة الرسول الكريم الحقيقة التى كانت غائبة عن مجتمعه الذى كان يهتم بالأصنام و يعبدها ولا يفكر فى عبادة خالق السماوات والأرض، فبصّرهم القرآن بما كان الرسول عليه السلام يحدثهم عن خلق السماء والأرض، وهذا أمر يثير اهتمام أي إنسان لكي ينظر ويفكر في هذا الخلق الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بقدرته وعلمه، وأن الحياة بدون هذا العلم قد لا تستمر طويلا بل يحدث فيها ما يحدث من شرور كإراقة الدماء والدمار والفساد، ولذلك كانت الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى تؤكد خلق الله لأرض وسماء تحوي المخلوقات، كمخلوقات الأرض التي تُرى بالعين ومخلوقات السماء وهى التى تؤمن بها أرواح الرسل والأنبياء وهؤلاء هم أصحاب القلوب والبصائر التي يحب الله أن يلقى بنوره عليها، فالحديث القدسى يقول "لم تسعني أرضي ولم تسعني سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن"، فالله سبحانه وتعالى حينما خلق الإنسان جعل له وظيفة يقوم بها في هذه الأرض للحفاظ علىيها وعلى سكانها من بشر ومن غير بشر فأرسل الرسل والأنبياء، فالرسل مكلفون بالرسالة والأنبياء ينبئون عن الله سبحانه وتعالى، وكل من أنبأ عن الله فهو نبي ومنهم من جمع بين الرسالة والنبوة مثل خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر أدى إلى إمكانية صلاح الأرض واستمراريتها من أجل إعاشة مخلوقات الأرض كالإنسان والحيوان والطير والنبات وإلى غير ذلك من مخلوقات يكتشفها الإنسان بعقله وعلمه وثقافته، وهذا كله موكول لهذا الإنسان الذى منّ الله عليه ليكون خليفته في الأرض، وجاء ذلك في القرآن بما بينته آية قرآنية كريمة تقول" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ،
قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)" سورة البقرة، فخليفة الله وهبه الله العقل المفكر ليؤدي دوره فى الأرض، فالعقل قيمة ينمّيها الإنسان طوال حياته، وعليه أن يحفظ هذا العقل ويباعد بينه وبين المسكرات والمخدرات وكذلك الغضب، ومما يحكى عن الرسول عليه السلام إذا أغضبه أحد وهو واقف كان يجلس وإذا أغضبه أحد وهو جالس كان يرقد، كما كان يقول لأصحابه" العقل أصل ديني"، فبالعقل يتلاقى الناس مع بعضهم البعض من أجل التفاهم لإقرار الأمن والسلام وليس كما قال الشاعر أبو تمّام " السيف أصدق إنباء من الكتب : فى حده الحد بين الجد واللعب.
www.zeinelsammak.com
لا يوجد تعليقات
اضف تعليق