نيويورك تايمز: بوتين «الشرير» ينجح في استنفار خصومه

نيويورك تايمز: بوتين «الشرير» ينجح في استنفار خصومه


سأل مدير مكتب “نيويورك تايمز” في موسكو أنطون ترويانوفسكي عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجياً ماكراً أم زعيماً مظلوماً ومتهوراً، في ذروة الحديث عن استعدادات روسية لغزو أوكرانيا.
ويقول بعض المحللين إن بوتين مخادع ولن يقوم بغزو أوكرانيا، ويشير آخرون إلى أن الرئيس الروسي شخص عقلاني في الأساس، ولذلك فهو يعرف أن مخاطر غزو أوكرانيا ستكون كبيرة جداً، وبالتالي فإن حشوده العسكرية الضخمة لا تكون منطقية إلا إذا جاءت في سياق خدعة مقنعة جداً. وهناك آخرون ممن يعتقدون أن بوتين تغيّر كثيراً، لكنه قد يكون مصاباً بجنون العظمة وبالتالي بات أكثر تهوراً.

طاولة الستة أمتار
ويشير الكاتب إلى أن هؤلاء يعتقدون أن الطاولة التي يبلغ طولها 6 أمتار، والتي استخدمها بوتين خلال اجتماعاته مع القادة الأوروبيين الذين زاروه للحديث عن الأزمة، هي أكبر دليل على تهوره.
ويعتقد محللون أن ذلك يرمز إلى انفصاله عن بقية العالم، خصوصا مع التزامه الكبير بعدم الاختلاط بأي زعيم آخر أو التواصل عن قرب من الوزراء والمسؤولين في بلاده بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
وينقل الكاتب عن أستاذة العلوم السياسية والعضو السابقة في مجلس حقوق الإنسان التابع لبوتين، يكاترينا شولمان، قولها في معرض الحديث عن المظاهر العلنية الأخيرة للرئيس إن هناك إشارات عن انزعاجه، وقلة اهتمامه، إذ يُظهر للجمهور أنه كان في عزلة عملية.
إلى ذلك، نقل الكاتب عن محلل السياسة الخارجية البارز في موسكو الذي يقدم المشورة للكرملين، فيودور لوكيانوف، إن هدف بوتين حالياً هو فرض مراجعة جزئية لنتائج الحرب الباردة، مستبعداً في الوقت ذاته حدوث الغزو الشامل، ومشيراً إلى أن بوتين قد يلجأ إلى “وسائل خاصة أو غير متكافئة”، بما في ذلك دفع الغرب للاعتقاد أنه يتحضر للهجوم.

بوتين “الشرير»
في السياق، قال ديمتري ترينين رئيس مركز كارنيغي في موسكو إن بوتين نجح بشكل كبير في استخدام الصورة السلبية التي أنشئت حوله كشرير، مضيفاً: “كانت الخطة هي خلق تهديد، لإيجاد شعور بأن الحرب يمكن أن تحدث». وكان أنطون ترويانوفسكي قال للصحيفة مؤخراً إن الرئيس بوتين يراهن بشكل متزايد على إرثه لعكس التحول المؤيد للغرب في أوكرانيا. فحتى لو لم يأمر بغزو هذا الشتاء، فإنه جعل واضحاً أنه سيواصل الضغط، مدعوماً بتهديد القوة، طالما أن الأمر سيستمر في طريقه مهما طال الوقت لتحقيق مراده.
ويقول المحللون إن الحشد العسكري الروسي الحالي حول أوكرانيا واسع للغاية إلى درجة أنه سيكون على بوتين أن يقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيأمر بغزو أو يسحب بعض القوات. ولكن حتى لو سحبهم، فستكون لديه وسائل أخرى لإبقاء خصومه في حالة تأهب، مثل تدريبات قواته النووية أو الهجمات الإلكترونية أو الحشود المستقبلية.