رئيس الدولة والرئيس المصري يبحثان العلاقات الأخوية والتطورات الإقليمية
هآرتس: نتانياهو يبحث عن صراعات كبرى من أجل البقاء في السلطة
تعد الولايات المتحدة إسرائيل بدعم كبير وثابت في وجه التهديدات الإيرانية المتصاعدة بعد سلسلة اغتيالات في طهران وبيروت، أسفرت عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقيادي في حزب الله. وتأتي الوعود الأمريكية الراسخة تجاه أمن إسرائيل في وقت شائك بسبب طبيعة العلاقات الصعبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، مع ذلك، فقد أرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية، وطائرات قتالية، ودفعت بمزيد من القنابل إلى تل أبيب، تحسباً لأي تصعيد قريب. ومن المفترض أن يصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي مايكل كوريلا، إلى إسرائيل لتنسيق الاستعدادات.
لا تراجع
ولا يتوقع مسؤولو الدفاع الأمريكيون والإسرائيليون، أن تتراجع إيران و»حزب الله» وحلفاؤهما الآخرون في المنطقة عن تهديداتهم بالانتقام من إسرائيل، ويعتقدون أن تحدث الهجمات قريباً، وقد يستهدف معظمها منشآت عسكرية ودفاعية في شمال ووسط إسرائيل. ويرى الكاتب في صحيفة «هآرتس» عاموس هاريل، أن التقييم الاستخباراتي يؤكد أن إيران وحزب الله غير مهتمين حالياً بحرب إقليمية شاملة، لكن الخوف هو أن تبادل الضربات بين الجانبين-هجوم إيراني، ورد إسرائيلي، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد يصعب إيقافه.
ويضيف هاريل «لقد هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عدة مرات مؤخراً بمهاجمة تل أبيب إذا هاجمت إسرائيل بيروت، ومن الصعب أن نراه يتراجع عن هذا الآن».
ولكن حزب الله قد يكون حذراً من مهاجمة البنية التحتية الإسرائيلية الاستراتيجية مثل منصات الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، مما قد يعرض البنية التحتية للطاقة في لبنان لهجوم إسرائيلي مدمر.
وفي الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، في أبريل (نيسان) الماضي، امتنع حزب الله عن المشاركة، وهذه المرة، هدد الحزب بالتدخل، وكذلك فعل الحوثيون في اليمن، وهذا يعني أن إسرائيل ستواجه هجمات محتملة من كل اتجاه، مع بعض النيران القادمة من لبنان - الذي ليس فقط قريباً، بل لديه كمية هائلة من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة، وبعضها أسلحة دقيقة، وبالتالي، فإن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي سيواجه تحدياً أصعب مما واجهه قبل 4 أشهر.
مخاوف
ويقول هاريل، «على الرغم من التهديدات الصريحة التي أطلقها المتحدثون الرسميون الإسرائيليون، فإن «الرد الإسرائيلي سوف يتوقف على مدى نجاح الهجوم الإيراني»، ومن المرجح أن يؤدي حدوث دمار هائل، وسقوط قتلى كثر، إلى رد إسرائيلي قاس.
في أبريل (نيسان) الماضي، اكتفت إسرائيل بضربة جوية محددة على منشأة دفاعية إيرانية، وقيل في وقت لاحق إن هذا الهجوم دمر مكوناً أساسياً من بطارية «إس-300» الدفاعية الجوية.
وهذه هي المرة الثالثة التي تحشد فيها أمريكا قواتها للدفاع عن إسرائيل منذ بدء حرب غزة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال الأسبوع الأول من الحرب التي اندلعت في السابع من الشهر نفسه، حذر بايدن إيران من الانضمام إلى هجوم حماس، وأرسل حاملتي طائرات، واحدة إلى البحر الأبيض المتوسط والأخرى إلى البحر الأحمر، وكانت المرة الثانية خلال الهجوم الإيراني في أبريل (نيسان).
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، أبلغ بايدن نتانياهو الأسبوع الماضي أن أمريكا ستساعد إسرائيل أيضاً في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم المتوقع هذه المرة، ومع ذلك، فقد ذكرت التقارير أيضاً أن بايدن يعتقد أن نتانياهو أدى إلى تفاقم الأزمة الإقليمية باغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل للمسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
ويؤكد هاريل أن «حقيقة وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل تشكل أيضاً تحذيراً لإيران بضرورة كبح جماح ردها لتجنب خطر الصراع المباشر مع الولايات المتحدة وقدراتها العسكرية».
وتؤضح هآرتس أنه «كلما استمرت حرب غزة لفترة أطول، تتحول إلى مسارين، الأول هو الصراع العسكري مع حماس، والذي امتد ليشمل «حزب الله» والحوثيين في اليمن بشكل جزئي، والآن تقف إيران على باب المشاركة، بشكل أكثر مباشرة، والثاني هو معركة نتانياهو الشخصية من أجل البقاء السياسي، بينما يتمسك بالسلطة ويحاول إبطاء أو إحباط محاكمته الجنائية». وتضيف أن «حاجة نتانياهو إلى البقاء في السلطة قد جلبته الآن إلى صراعات كبرى مع كل من المؤسسة الدفاعية والإدارة الأمريكية، فهما لا يتفقان مع مسار عمله ويعتقدان أنه يسمح عمداً بانهيار صفقة الرهائن».