هل بايدن محق في تحذيره من «انعزالية» ترامب؟
تساءل «»مارك أي. ثيسن» في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: هل انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن لترامب بأنه انعزالي دقيقة؟. لا يمكن إنكار أن هناك فريقاً انعزالياً يعلو صوته في صفوف اليمين، وأن هذا الفريق - الذي يجسده السناتور جي. دي. فانس (جمهوري من ولاية أوهايو) والنائبة مارجوري تايلور غريني (جمهورية من ولاية جورجيا) - يعتقد أن ترامب هو حليفه الأيديولوجي. لكن نظرة متمعنة على سجل ترامب، تشير إلى أنه ليس الانعزالي الذي ينشدونه.
قاسم سليماني.. ويذكر الكاتب بأنه عندما تجاوزت إيران الخط الأحمر ضد قتل الأمريكيين، لم يشن ترامب ضربات عقيمة ضد وكلاء إيران كما فعل بايدن. وأمر الجيش الأمريكي باستهداف العقل المدبر الإرهابي الإيراني قاسم سليماني - ثم حذر طهران من أنها إذا ردت، فقد «اختار 52 موقعاً إيرانياً ... يمثلون الرهائن الأمريكيين الـ 52 الذين احتجزتهم إيران منذ سنوات عديدة»، وأن «تلك الأهداف، و إيران نفسها ستتعرض لضربة سريعة وصعبة جداً». وتراجعت إيران. لا يمكن اعتبار ذلك مسألة تدل على الانعزالية. وفي مثال آخر، تحدث عن تنظيم داعش الإرهابي، قائلاً: «بينما أشرفت إدارة أوباما-بايدن على الانسحاب الأمريكي الكارثي من العراق عام 2011، والذي أدى إلى ظهور خلافة داعش، طرد ترامب داعش من مناطق الخلافة - ثم أمر بقتل زعيمه أبو بكر البغدادي». وشن ترامب مرتين ضربات عسكرية ضد القوات السورية لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين. كما شن هجوماً إلكترونياً على روسيا ــ وهو عمل من أعمال الحرب ــ استهدف وكالة أبحاث الإنترنت في سان بطرسبرج، وهي المعقل الذي قاد التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016. كما أعطى الضوء الأخضر للجيش الأمريكي لقتل المئات من مرتزقة مجموعة فاغنر في شرق سوريا.
أسلحة إلى أوكرانيا.. وبعدما رفضت إدارة أوباما-بايدن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم عام 2014، بات ترامب أول رئيس يزود أوكرانيا بمساعدة فتاكة، حيث نقل صواريخ جافلين المضادة للدبابات التي ساعدت أوكرانيا في الدفاع عن نفسها عندما غزت روسيا مجدداً في عهد بايدن. وبينما يصر الانعزاليون مثل فانس وغريني على أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تقدم «فلساً واحداً إضافياً» لأوكرانيا، قال ترامب إنه قد يزيد بشكل كبير المساعدات لأوكرانيا. وقال لماريا بارتيرومو من شبكة فوكس نيوز: «أود أن أقول لبوتين، إذا لم تتوصل إلى اتفاق، فسنعطي (أوكرانيا) الكثير.. سنمنحهم أكثر مما حصلوا عليه في أي وقت مضى، إذا اضطررنا لذلك». كما أشرف ترامب على ما سماه «عملية إعادة بناء هائلة للقوات المسلحة الأمريكية»، حيث حقق زيادات كبيرة في الإنفاق الدفاعي وأنشأ القوة الفضائية كأول فرع عسكري جديد منذ عام 1947. وبالمقارنة، وضع بايدن الولايات المتحدة على المسار الصحيح من طريق إنفاق أقل نسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع منذ الرئيس بيل كلينتون في فترة ما بعد الحرب الباردة. لقد تفاوض ترامب على إطلاق عدد من الأمريكيين من السجون الأجنبية في أربع سنوات، أكثر مما فعل أوباما في ثماني سنوات، وقد فعل ذلك من دون دفع فدية أو إرسال طائرات محملة بالأموال إلى الأنظمة الإرهابية. وبنى تحالفاً دولياً لعزل نظام مادورو في فنزويلا. ولقد توسط في 3 اتفاقات سلام عربية- إسرائيلية، هي الأولى منذ أكثر من ربع قرن، وإنجاز ديبلوماسي يستحق جائزة نوبل للسلام. كما تفاوض على اتفاقية تاريخية جديدة للتجارة الحرة مع المكسيك وكندا، والتي اعترفت حتى النائبة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا)، بأنها «أفضل بكثير من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية»، بالإضافة إلى اتفاقات تجارية جديدة مع اليابان وكوريا الجنوبية. وبالمقارنة، فإن بايدن في طريقه لأن يصير أول رئيس منذ جيمي كارتر لا يتفاوض أو يوقع على صفقة تجارية خلال فترة ولايته.
كما نجح ترامب في اقناع الحلفاء بانفاق المليارات الإضافية على دفاعنا المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي.
وخلص الكاتب: «إذا كانت تلك هي الانعزالية، فليقنا الله من سياسات بايدن التدخلية».