هل ترشّح مصر رئيس وزرائها لأمانة الجامعة العربية؟

هل ترشّح مصر رئيس وزرائها لأمانة الجامعة العربية؟


مع اقتراب نهاية الولاية الثانية للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في سبتمبر (أيلول) المقبل، أفادت تقرير إعلامية مصرية، أن القاهرة تعمل الآن على تجهيز خليفة له، كما أنها تُجري مشاورات مع بعض الأطراف ذات الثقل داخل الجامعة العربية لاستطلاع المواقف بشأن المرشحين المصريين للمنصب. 
ونقلت التقارير عن مصادر دبلوماسية أن هناك مشاورات موسعة، في ظل الرغبة المصرية في تقديم اسم رئيس الوزراء الحالي الدكتور مصطفى مدبولي للمنصب، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية، نظراً لأن كل الأمناء السابقين كانوا قد تولوا منصب وزير الخارجية، وليس رئاسة الحكومة.
وقال أسامة عجاج، الكاتب الصحافي المتخصص في الشؤون العربية، إنه يعتقد أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن من سيخلف الأمين العام لجامعة الدول العربية، موضحاً أن الموعد المناسب لذلك هو سبتمبر (أيلول) المقبل، عندما تنعقد الاجتماعات الدولية لوزراء الخارجية العرب، خصوصاً أن الاختيار والإعلان عن الاسم سيكون في مارس (آذار) من العام المقبل.
وأضاف عجاج لـ»24»، أن اختيار الأمين العام يخضع للعرف والتوافق منذ نشأة الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي، والذي ينص على أن يكون الأمين من دولة المقر، وهذا حدث بالفعل مع تجربة الشاذلي القليبي التونسي الجنسية، عندما انتقلت الجامعة إلى تونس أعقاب اتفاقية «كامب ديفيد». أما عن مسألة تدوير منصب الأمين العام، فكشف أنها مطروحة في الكواليس منذ فترة، ولكنها لم تخرج إلى النور عملياً سوى في عام 2011 بعد إبداء عمرو موسي استكمال مدته، ويومها طرحت مصر اسم الدكتور مصطفي الفقي، وتقدمت قطر بمرشح آخر، وهو الصديق عبدالرحمن العطية، والذي سبق أن تولي منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لدورتين، ورغم كل الظروف وحالة عدم الاستقرار في هذا التوقيت، فقد توصل الطرفان المصري والقطري الي اتفاق اللحظة الأخيرة بسحب ترشيح الفقي، ويومها ظهر اسم الدكتور نبيل العربي وكان وزيراً للخارجية. وعن اختيار مدبولي، أكد حجاج أنه أمر مستبعد تماماً، فعلي الرغم من قدراته وإنجازاته فهو أحد الخبراء العالميين في تخطيط المدن، إلا أن وجوده علي رأس رئاسة الحكومة لا يعني أن لديه قدرات دبلوماسية، كما أن العرف جرى على أن يكون الأمين العام وزير خارجية حالي.
أما بالنسبة لترشيح سامح شكري، فقال إنه قد يكون هناك صعوبة مصرية في تمريره، مشيراً إلى أن ترشيح بدر عبدالعاطي قد يكون الخيار الأفضل بالنسبة لمصر، خصوصاً مع تميزه في إقامة جسور مع كل العواصم العربية في فترة الـ11 شهر السابقة، مستطرداً: «ولكن مصر هي من ستخسر وزيراً مهماً ترك بصمة على الدبلوماسية المصرية في تلك الفترة البسيطة».
وأكد أنه على الرغم من كل الظروف الدولية والإقليمية، فإن مصر قادرة علي تمرير مرشحها القادم بشروط معينه، أهمها اختيار الاسم المناسب.
وقال مصدر مطلع من داخل الجامعة العربية لـ»24»، إن الحديث كان يدور حول وزير الخارجية بدر عبدالعاطي بالفعل الفترة الماضية، نظراً لنشاطه الكبير في الآونة الأخيرة، ولذلك كان يراه المرشح الأول، موضحاً أن الحديث عن مدبولي مؤخراً كان بمثابة «مفاجأة».