يمنيون يروون معاناتهم في تعز المحاصرة من المليشيات

يمنيون يروون معاناتهم في تعز المحاصرة من المليشيات


عند طريق جبلية وعرة وغير معبدة، تتحرك مركبات وشاحنات محملة بالبضائع بحذر وبطء شديدين للخروج من مدينة تعز في جنوب غرب اليمن المحاصرة من المتمردين الحوثيين.
تتوقف المركبات في بعض الأحيان للسماح لمركبات أخرى بالمرور من الجهة المقابلة، بينما تبدو الطريق مزدحمة رغم خطورتها.
وتعز هي إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014. وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

واستحدث سكان المدينة طرقا بديلة مع إغلاق كافة الطرق التي تربط تعز بالمحافظات المجاورة. ومن بينها “طريق الأقروض”، وهي طريق جبلية وعرة.
كانت الطريق من مدينة تعز الى الحوبان، البوابة الشرقية للمحافظة، تستغرق 15 دقيقة، لكنها اليوم تستغرق وقتا طويلا قد يصل لثماني ساعات بحسب ظروف الطقس والازدحام.

ويصف عبده الجعشني الذي يعمل سائق سيارة مواصلات في تعز خطورة الطريق، مشيرا الى أنها “متعبة لكل من السائق والراكب».
ويقول لوكالة فرانس برس “بالركاب يتعبون، خصوصا الأطفال أو النساء، يجلسون في الازدحام ثلاث أو أربع ساعات بسبب ضيق الطريق”، مشيرا الى أنه لا يخرج للعمل إلا مرة كل عدة أيام. ويصف معاناة السائقين بسبب وعورة الطريق ما يؤثر على السيارات “التي لا تصمد أكثر من أربعة أشهر”، بالإضافة “إلى ارتفاع أسعار والبترول والزيوت».

في بداية نيسان/أبريل الماضي بعد الإعلان عن الهدنة، دعت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في اليمن الأمم المتحدة إلى التسريع في الاتفاق على فتح الطرق في تعز.
وقالت المنظمات في بيان مشترك “كل يوم يمر من الهدنة يسقط فيه ضحايا مدنيون في الطرق الجبلية الوعرة، والمشاهد المروعة للمركبات والشاحنات التي تتهاوى بالناس والبضائع في المنحدرات تفوق الوصف».
وعبّرت السفارة الفرنسية في اليمن الأربعاء على حسابها على تويتر عن “قلق عميق إزاء حصار تعز المستمر منذ سنوات والذي يتسبب بمأساة إنسانية لعديد من سكانها».

ويقول عبد الله راجح إن زيارة أقاربه في الحوبان أو حتى في محافظة إب القريبة تشكل “معاناة كبيرة بسبب وعورة الطريق والازدحام وأيضا الغلاء”. ولكنه يوضح “لا يوجد طريق بديلة أو حل لزيارة أهلنا إلا عن طريق هذه الطريق الوعرة بسبب قطع الطريق الرسمية».
وكغيره من سكان تعز، يأمل عبد الله راجح في أن تسفر الهدنة عن فتح الطرق، موضحا “نحن نتمنى نجاح الهدنة لفتح الطريق، وإذا لم يتم فتح المعابر، سيتحمل المواطن تداعيات ذلك. هذه المشاكل والمتاعب يتأثر بها المواطن فقط».

وأضاف “نأمل ونتمنى أن تستمر (الهدنة) لأنها ستخفف عن المواطنين. الوضع أصبح كارثيا في مدينة تعز ولم نعد نزور أهلنا كثيرا».